: آخر تحديث

يا تعليم نبدأ كيف: «اثنين والا ثلاثة»؟

5
5
4

عبده خال

منذ أن كنت معلماً أنأَى بنفسي عن مناقشة الأحوال التعليمية وما يشوبها من تداخلات بسبب القرارات الارتجالية أو العشوائية التي تصل إلى الإدارات التعليمية وتصب داخل المدارس كقرارات يجب تنفيذها، بينما نحن (رجال الميدان) نعرف مسبقاً أن هذا القرار لن ينفذ لما يعتريه من خلل لن يجتاز عتبة التنفيذ، وبالرغم من هذا الابتعاد في المناقشة أجد نفسي داخل دائرة النقاش سواء كنت معلماً أو صحفياً.. من العادات الاجتماعية أن كل مهنة أو وظيفة لها شجون تنبث بمجرد اجتماع أهل المهنة أو الوظيفة وتنصب أحاديثهم حول إنجاز أهداف تلك الوظيفة، واجتماعات المعلمين ليست مستثناة من تلك العادة.

ليلة البارحة حدث بيني وبين صديق (لا يزال في دائرة التعليم) تواصل بدأ بالتحايا والسؤال عن الحال، وسرعان ما انفتحت سيرة التعليم وقراراته المقررة والملغية. صديقي لم يتمالك ما يجوس في صدره، فانبث شاكياً، ولكي لا أحيد عن شكواه سأضع حيرة المعلمين إزاء تباطؤ الوزارة في أمر حاسم، وكانت بداية الشكوى الحيرة، إذ قال صديقي: تأخر البت في حسم قرار الدراسة بنظام فصلين أو ثلاثة فصول، وهذا التأخر يخلق حالة من عدم الاستقرار والتخبط لدى المجتمع التعليمي بمختلف أطرافه (الطلاب، وأولياء الأمور، والمعلمين، والإدارات التعليمية)، فعدم اتخاذ القرار في الوقت المناسب يجعل التخطيط للمناهج والتقويم الدراسي مرهوناً بالتكهنات، ما يضعف كفاءة التنفيذ. كما أن إدارات المدارس بحاجة إلى معرفة عدد الفصول لتنظيم الجدول الدراسي، والإجازات، وسير العملية التعليمية بشكل عام. كما يتعذر إعداد الجداول والخطط الفصلية بشكل دقيق دون معرفة النظام المعتمد.

إضافة إلى الأنظمة الإلكترونية التعليمية التي تحتاج إلى ضبط مسبق حسب التقويم.

قبل التنهيد وبعده.. كان من المؤمل من وزارة التعليم تقديم توضيح شفاف لأسباب التأخير إن وُجدت، فقط لقطع التكهنات، وإدارة التوقعات بسبب غياب القرار الرسمي، وغيابه يفتح المجال للاجتهادات الفردية والشائعات، ويجعل المدارس في حيرة التخبط من أجل الاستعداد، والتخطيط، وعرض خططها على أولياء الأمور الشركاء الحقيقيين لتحقيق التحصيل الدراسي المطلوب.

يا وزارة التعليم: البت المبكر والواضح في النظام الدراسي يُعزز الاستقرار والكفاءة وجودة التخطيط.

أغلقت على شكواه بمفردة: معقولة!

نعم.. هل هذا معقول يا وزارة التعليم؟ وإن أردت الاستطراد سوف أضيف أن تأخر حسم قرار الدراسة بنظام فصلين أو ثلاثة فصول يؤكد تباطؤ الوزارة في أمر لا يستوجب معه التباطؤ؛ لأن الحسم في هذا الشأن تُبنى عليه خطط عديدة تبدأ من الأسرة وتتشابك مع بقية مناشط الحياة.

مرة أخرى، معقولة إلى الآن لم يحسم قرار (اثنين أو ثلاثة)، مع أنني من البدء كتبت معترضاً على قرار الفصول الثلاثة الذي لم ينجح على أرض الواقع.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد