: آخر تحديث

عبد الله الثاني اللاعب الخبير بالتحديات الوجودية

8
11
9

عرف الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع إلى أين يوجّه بوصلته في الإقليم الأقرب وذلك عندما دق الاستحقاق الكبير أبواب سوريا عند الحدود الجنوبية. فالذهاب إلى عمان للقاء الملك عبد الله الثاني الخبير منذ ربع قرن بكل المخاطر والتحديات والاستحقاقات الإقليمية والدولية التي دقت أبواب المملكة الأردنية الهاشمية ولا تزال هوعنوان مركزي لكي يتعاون البلدان المركزيان في المنطقة على مواجهة اكبر المخاطر الداهمة. الخطر على ما تبقى من وحدة سوريا، والخطر على ما تبقى من القضية الفلسطينية وحق بقاء الفلسطينيين على ارضهم. تزامن وصول الشرع إلى الأردن مع مؤشرات تدل على ان حكومة بنيامين نتانياهوتنوي التوسع اكثر عسكريا في الجنوب السوري تحت عنوان حماية الأقليات ومنع نشؤ "جنوب لبنان" جديد في سوريا. ويعرف أحمد الشرع ان الملك عبد الثاني الذي كان اول من حذر من نشؤ "هلال شيعي" في الشرق العربي وكان عمليا يعني "هلال إيراني" ووقف بوجهه على طريقته مانعا إياه من النيل من الكيان الأردني، هونفسه الذي يخوض معركة سياسية ودبلوماسية قاسية جدا لطي صفحة الحرب في غزة، ومنع انفجارها في الضفة الغربية لاسيما خلال شهر رمضان المقبل، ولاجهاض مشروع تهجير اهل غزة بداعي إعادة الإعمار، ومشروع تهجير اهل الضفة الغربية نحوالأردن تحت شعار مكافحة خلايا حركة "حماس" والتنظيمات المسلحة التي لا تنتشر في المخيمات. هذا الملك يحمل على كتفيه مسؤولية منع حدوث كارثة في الضفة الغربية، في الأراضي المقدسة، وهويتوقع الأسوأ من حكومة نتنياهوالهارب دائما نحومزيد من الحروب. 

ولعل اهم القدرات التي يمتلكها العاهل الأردني المحاط منذ ان تبوأ العرش خلفا لوالده الملك الحسين، معرفته بكيفية مخاطبة الإدارات الأميركية المتعاقبة التي عاصرها وعمل معها، تارة اتفق وتعاون معها وتارة أخرى اختلف معاه لكنه كان دائما يعرف كيف يتعاون معها ولا يستوعب أي اختلاف فيوجهات النظر. هكذا يتعامل مع الرئيس دونالد ترامب الذي لا يهتم كثيرا للتفاصيل. يرمي أفكارا بعضها صادمة ثم ينتظر ويراقب ردود الفعل. انها صفات رجل الاعمال والمطور العقاري بإمتياز. وقوة عبد الله الثاني انه يبادل الفكرة الصادمة بمقترحات وأفكار بديلة وجديدة هدفها لفت انتباه ترامب وإقناعه بأنها تصب في مصلحته اكثر من التي يجعبته. يفاوضه بعقلية مرنة ضمن قناعات وأسس صلبة لتجنب بلاده التعرض للخطر. انه يعرف العقل الأميركي، اوقل العقول الأميركية التي تتعاقب على رأس الإدارة. ولذلك يقرن مرونة المفاوضات بموقف وإجراءات ملموسة ازاء أي محاولة لتهجير أبناء اضفة نحوالأردن. لن يقبل ولن يتهاون على الأرض بأي محاولة لفرض ترانسفير من الضفة  إلى الأردن مثلما ان مصر لن تقبل بترانسفير من غزة إلى سيناء. وسيتابع العاهل الأردني تقديم مقترحات خلاقّة ضمن دعم عربي وخليجي حاضن لموقفه ستعبر عنه القمة العربية المقبلة الطارئة في القاهرة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد