: آخر تحديث

من مشهد التسليم والاستلام!

10
11
11

خالد بن حمد المالك

مشهد قطاع غزة أثناء تسليم حماس والجهاد للرهائن مشهد مثير، تظهر فيه الفصائل الفلسطينية قوتها في تحد لإسرائيل، وفي إسرائيل عبر نتنياهو بأنه مشهد صادم، ويراه وزير المالية في حكومة العدو بأنه محفز لعودة إسرائيل إلى القتال بعد الانتهاء من استلام الرهائن.

* *

مشهد العناصر الفلسطينية المسلحة وهي تحمل أسلحة إسرائيلية استولت عليها من العدو الإسرائيلي، وكأنها ترسل رسالة فلسطينية رافضة لأطروحات الرئيس الأمريكي وإغراءاته لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن للعيش بأمان وسلام خارج أراضيهم، وتأكيدهم على مواصلة العمل للتخلص من المحتل، وقيام الدولة الفلسطينية.

* *

التفكير الأمريكي-الإسرائيلي، في معالجة القضية الفلسطينية بالحرب والقتال والتهجير، وإغفال أن السلام يمكن أن يتحقق بالتفاهم والحوار، هو تفكير سطحي، حتى ولو تم إسناده وتعضيده بالدعوة إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم المحتلة، وهو ما ينبغي على الرئيس الأمريكي أن يضعه ضمن معوقات الالتزام بخارطة الوصول إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

* *

القوة لا تكفي لصنع السلام، والتهديد يقابل بمثله، وجذوة القتال تنطلق من بيئة يسودها الظلم والقهر والحرمان، وهذا ما يتعرض له الفلسطينيون، فلا يكون أمامهم من بديل أو خيار آخر عن المعارك التي يخوضونها منذ أكثر من ثمانين عاماً، وهي وإن لم تحقق لهم شيئاً من تطلعاتهم، ولم تسترد لهم حقوقاً مغتصبة، إلا أنها لم تجلب السلام والاستقرار لإسرائيل.

* *

اجتماع نتنياهو مع ترامب، اجتماع بين محتل وداعم للاحتلال، وكل ما يتم الاتفاق عليه، بما في ذلك العمل على تهجير الفلسطينيين من غزة، هو اتفاق وتنسيق وتوجه يتحقق على الورق، لكنه عند التطبيق فهناك شعب جبار لا يستكين، ولا يرى قيمة في الحياة دون دولة فلسطينية قابلة للحياة، وثم فمآله الفشل.

* *

لهذا على الرئيس الأمريكي، أن يفكر خارج تفكيره بطرد الفلسطينيين من أراضيهم، لأن مثل هذا التفكير سوف يصطدم برفض فلسطيني وأردني ومصري وعربي بالإجماع، وليس له من حظ في التنفيذ، حتى وإن اقترن بالتهديد أو الاعتراف الأمريكي المبطن بأن قطاع غزة جزء من إسرائيل.

* *

لقد آن الأوان، لإنهاء كابوس الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وتحرير الشعب الفلسطيني من هذا الحكم الاستعماري البغيض، بعد أن فشلت كل الحروب في كسر إرادة المقاومة، وتمكين إسرائيل من السيطرة على إرادة الفلسطينيين بقوة السلاح.

* *

كانت أحداث السابع من أكتوبر بمثابة وقفة للتأمل، لما يمكن أن يحدث من اختراق لسياسة إسرائيل، فتتحول أطماعها إلى تخل عنها، وإصرارها على الاحتلال بعدم القبول أو التسليم من الجانب الفلسطيني بالأمر الواقع، وهذا يتطلب من أمريكا التحول من شريك في التوجه الإسرائيلي إلى حكم عادل في فرض الحق والحقوق، بما يلبي تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بقيام دولة فلسطينية حرة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد