: آخر تحديث

عصر السقطة

19
14
16

> «عصابة الماكس»، و«X مراتي»، و«أسود ملوّن»، و«بنقدّر ظروفك»، و«عنب» هي بعض ما أطلقته السينما المصرية من أفلام العام الحالي، وكلّها دون الحد الأدنى من الجودة. قد يمتلك بعضها حبكة كان يمكن لها تأسيس فيلم أفضل، لكن النيّة التي تجمع بينها جميعاً أن الإنتاج راض عنها كما هي ولا يُنشد صنع ما هو أفضل.

‫> من بدايات السينما المصرية وحتى اليوم اعتمدت السينما المصرية على صناعة الفيلم التجاري الصرف. ذلك الذي لا يتوخّى إثارة الإعجاب بفن ما على وجه التحديد ولا توفير قضية ما، بل يسبر غور موضوع يمكن أن يجذب إليه الجمهور العريض مع ضمان مستوى الفيلم وشروطه.

‫> التجارة ليست عيباً، لكن ما هو مرفوض أن تكون معدومة الجودة. سنجد في الخمسينات والستينات والسبعينات وبل في الثمانينات أيضاً أفلاماً تجارية لا تُحصى، لكن مخرجي العدد الأكبر منها كان ملزماً بتقديم أعمال ذات أساليب وتشكيلات فنية مقبولة.

‫> الحاصل الآن هو أنه لا يوجد بين ما هو «تجاري» فيلم يوازي أفلام حسين كمال، ونيازي مصطفى، وحسن الإمام، وعلي عبد الخالق، وحسام الدين مصطفى، وعاطف سالم، والعشرات غيرهم كمستوى أو كنجاح مادي. ليس أن كل أفلام هؤلاء كانت أعمالاً جادّة، لكنها كانت نتيجة جهد لتقديم ما ينتمي إلى سينما مصرية بالغة التنوّع والنجاح.

‫> أي فيلم من تلك المذكورة أعلاه هو استنساخ رديء من الفيلم الآخر: قصّة واهية، غناء، رقص، ضرب وعراك، هنا مشهد كوميدي، وهنا مشهد أكشن، وهناك مشهد يقترح مأساة وكلّها تضرب بعضهاً بعضاً يتلوه حفلة غناء ورقص. تتلاطم عوض أن تنسكب في معالجة مقبولة.

‫> وهذا كله في سبيل ماذا؟ حفنة من الدولارات إذا استطاع الفيلم حصدها. المنتجون المصريون مدعوون لحماية ماضي السينما المصرية العريق، وإن لم يكن فمستقبلهم هم على الأقل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد