: آخر تحديث

أيهما أقوى.. الاحترام أم الخوف؟

10
9
9


الاحترام في حياتنا مطلب أساسي، وهو الخط الذي يمكن أن ينقلك إلى حياة أفضل من كل النواحي.

الاحترام.. أن تُعطي مَن أمامك قَدْره وحقه من دون تمادٍ، في أمر تعرف جداً أنه لن يؤدي إلى تقليل شأنك وقيمتك.

تقدير الشخص للآخر يكون نابعاً من الاعتراف بقيمته وحقوقه وكرامته، وهذا بالتأكيد يؤدي إلى علاقات مجتمعية صحية ومثمرة تقوم على الثقة المتبادلة.

هناك فرق شاسع بين أن تحترم والدك، وأن تخاف منه.

هناك فرق كبير بين أن تحترم مدرِّسك أو تخاف منه.

هناك فرق أكبر وأكبر بين أن تحترم قانوناً أو تخاف منه.

عندما تخاف، فأنت بالتأكيد أقل من أن تكون قادراً على استيعاب مفهوم الاحترام، فالاحترام هو أن تكون كبيراً في كلمتك وتصرفك وتوجّهك وتفكيرك أمام الآخرين، أما الخوف فأنت تبدو ضئيلاً جداً أمام الآخرين.

الاحترام يحافظ على هيبتك، وعلى قدرك أمام الآخرين، مهما كان وضعك، أما الخوف فهو ما يضعك في إطار الهزيل الضعيف.

الاحترام دليل على ثقتك بنفسك واستيعابك لمواصفات مَن أمامك، شخصاً أو قانوناً أو وضعاً.

‏المجتمعات المثقفة المتحضرة المتقدمة هي، التي تحترم أكثر مما تخاف، عكس المجتمعات المتخلفة، التي تخاف أكثر بكثير مما تحترم.

الاحترام ثقافة يزرعها البيت والمدرسة ودور العبادة والنظام العام.

في اليابان مثلاً يتعلم الأطفال منذ نعومة أظفارهم احترام المسن والكبير والضعيف، في الباص يقومون فور مشاهدتهم أي من هؤلاء ليجلس مكانهم.

هذا الطفل عندما يكبر لا يحتاج قانوناً يفرض عليه هذا السلوك، لأنه سيبادر بفعله من دون أي شعور بالخوف.

وذلك يعزّز مقولة ان الاحترام يقوم على التقدير والإعجاب، بينما الخوف يقوم على التوجس.

يتم اللجوء إلى أسلوب الخوف في حالات الطوارئ، وذلك للسيطرة وضبط التصرفات ورد الفعل، تجنباً لأي ضرر على المستويين الشخص والعام.

الاعتماد على استخدام الخوف بشكل دائم، وفي كل الأحوال، يولّد مجتمعات ضعيفة تهتز لأي خلل، فتكتشف أن تصرفاتها القانونية معظمها مؤقتة.

لذلك نشكو من أن هناك الكثيرين يحترمون قوانين الدول الأخرى، ولا يحترمونها في بلادهم، لأن الشعوب هناك تحترم القانون أولاً ثم تخافه.

أما البعض، فيخافه أولاً، وقد يحترمه، الأمر الذي يؤكد ضرورة استخدام الخوف بشكل ضيق ومحدود قدر الإمكان، وذلك بعد أن تتعلّم شعوبنا ثقافة الاحترام في مناهجنا وتربيتنا ودور عباداتنا.

* * *

مناسبة المقال هو إعلان اللجوء إلى البصمة الثالثة لإثبات الوجود أثناء الدوام.

لو كانت عندنا ثقافة احترام العمل، لما اضطررنا إلى كل هذه الجهود والمصاريف، لنضمن بقاء الموظف في مكان عمله طوال ساعات العمل.

إقبال الأحمد


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.