: آخر تحديث

مهمة في عصر الذكاء الاصطناعي

10
9
9

شيماء المرزوقي

قد يحسب البعض أنه في عصر التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، باتت القراءة على درجة أقل من الأهمية، ودون شك أن مثل هذا الظن خاطئ تماماً، لأن القراءة ملازمة للإنسان، وعدم ممارستها يعني الوقوع في الأمية المعرفية والسطحية الثقافية. بل إنها باتت أكثر أهمية في هذا العصر الرقمي، لأنها هي الوظيفة الوحيدة القادرة على توسيع فهمنا للعالم، وكما هو معروف لا تعليم دون القراءة، بل تعتبر القراءة هي الوسيلة والأداة للتعليم، ومن لا يقرأ لا يتعلم.

وأستحضر هنا كلمة للمناضل نيلسون مانديلا قال فيها: «التعليم أقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم».

بالقراءة يمكننا الحصول على الأفكار الجديدة واكتساب المعرفة وتطوير المهارات والقدرات والمواهب. وإذا كنا نعيش في عصر كثرت فيه وسائل المعرفة، فإن معظمها لا تؤدي وظيفتها إلا بالقراءة، وفي المجمل فإن معظم ما نشاهده وما نسمعه هو نتاج تم صنعه بأفكار كان للقراءة دور حيوي فيها، ولا تتخيل أبداً أنه يمكن لإنسان أن يتطور وينمو خياله ويبتكر ويبدع دون أن يكون بعقلية منفتحة على القراءة. وكما قال الملياردير ومؤسس مايكروسوفت، بيل غيتس: «القراءة لا تزال أفضل طريقة لتطوير فهم عميق حول موضوع ما».

في دراسة علمية أجرتها جامعة Emory في جورجيا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2013 بحثت في تأثير القراءة على نشاط الدماغ وتم نشرها في مجلة Brain Connectivity، وقاد هذه الدراسة د. غريغوري إس. بيرنز، مدير مركز علوم الأعصاب السياسية في نفس الجامعة. وقد أظهرت الدراسة «أن القراءة تعزز من نشاط الدماغ في مناطق معينة ترتبط بالتفكير النقدي والإبداعي، وأن القراءة تساعد في تحسين القدرة على تحليل المعلومات وتفسيرها، ما يعزز من التفكير النقدي، أيضاً استمرت التغييرات العصبية لبضعة أيام بعد الانتهاء من القراءة، ما يشير إلى تأثير طويل الأمد للقراءة على نشاط الدماغ».

تبقى القراءة في كل عصر وزمن، خاصة في عصرنا الراهن، أداة مهمة جداً لا غنى عنها، تساهم في تطورنا ومعرفتنا، وأيضاً في تمكيننا الإبداعي والمعرفي وتنمية مواهبنا.

وكما كانت القراءة في ما مضى، فإنها تبقى في عصرنا مفتاحاً مهماً وأساسياً في مجالات التعليم والنمو الشخصي. واستثمار الوقت في القراءة مفيد وناجح وضروري، لأننا بالقراءة نواكب التطور ونفهم التحديات ونعرف المستقبل، وأيضاً الفرص القادمة. لتكن القراءة جزءاً من يوم أطفالكم منذ صغرهم.

www.shaimaalmarzooqi.com


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد