جيد أن يُعاد الحديث عن موضوع السياحة في الكويت، ومن المُسعد أن نبدأ بالالتفات إلى هذا الجانب المهم جداً في بلدنا.
فاقت أعداد السائحين في دول الجوار، التي تشبهنا في طقسها وعاداتها وتقاليدها، ملايين الملايين، إلا إنني لست من مؤيدي سياحة المباني العالية وناطحات السحاب.
أشعر بأن خصوصية الكويت في بساطة عمرانها والبقاء على تراثها، وحصر هوية السياحة فيها بعالم الأسرة، لتكون السياحة العائلية هي هويتنا.
السياحة العائلية قد تكون هي أفضل أنواع السياحة، التي يجب أن نبني عليها كل الخطط، وصولاً إلى سياحة متميزة في المنطقة ذات نكهة إبداعية.
لن نبدأ من الصفر في سياحة العمران والمباني الشاهقة والمشاريع الضخمة، ولكننا نبنيها على طبيعة المجتمع الكويتي، وسهولة حياة الأسرة في مجتمع خليجي.
المجتمع الخليجي، ولله الحمد، ما زال مترابطاً أسرياً، وتحركات العائلة في السفر غالباً ما تكون بشكل جماعي، الأمر الذي يشجع على الاهتمام بهذه الجزئية، وبناء خطط السياحة لابتكار مجالات ترفيه تغطي شرائح الاطفال والامهات والآباء.
مطاعم راقية ومتعدد المستويات، مواصلات جميلة ومبتكرة، جزر جذابة، شوارع آمنة تمارس فيها انواع الرياضات، الاهتمام بالواجهة البحرية قدر الإمكان، وجعلها جزءاً أساسياً من الوجهات السياحية، وإقامة فعاليات مختلفة ودائمة طوال السنة، إضافة إلى بعض المعالم التي ـ ولله الحمد ـ مازلنا نتميز بها بالنسبة للدول الأخرى.
مركز جابر الأحمد الترفيهي بكل ما يقدمه من ثقافات وفنون، مركز عبدالله السالم وما يضمه من متاحف جميلة متعددة الهويات، حديقة الشهيد وما تضمه من أفكار رائعة للرياضة وقضاء وقت جميل في منطقة آمنة وصحية، كل هذا من شأنه أن يخلق سياحة عائلية أسرية مريحة جداً في الكويت.
جميل أن تكون دول الخليج متكاملة في هويات السياحة داخلها، حتى يحدد السائح الخليجي وجهته، ولا أجد أفضل من الكويت مكاناً للسياحة العائلية، شرط أن يتم تحقيقها بمستوى عالٍ ومدروس، ويغطي كل ما هو مطلوب، بدءاً من قرار الأسرة الخليجية السفر باتجاه الكويت، حتى لحظة المغادرة.
الموضوع سهل جداً، ولكنه يحتاج إلى إقدام وتحرّك نشط، وإشراك فئة الشباب المبتكر والمبدع في التخطيط والتنفيذ والإدارة.
إقبال الأحمد