ماذا لو أضفنا إلى الجاذبية الإعلامية لمسةً فيزيائيةً، فصار الموضوع الجاذبية المركزية في الإعلام؟ أغلب الظن أن اللمسة ضرورية، وإلّا لانصرف الذهن إلى أن الغاية القصوى هي أن تكون وسائط الإعلام ذات جاذبية، فيختلط حابل الإثارة بنابل الإبداع.
في الفيزياء تشكّل محورية الجاذبية المركزية قوّةً تجميعيةً للطاقات، توحيديةً بمعنى «في الاتحاد قوّة». ذلك هو ما حدث من نشوء وارتقاء تنموي، بين انطلاق «جائزة دبي للصحافة» قبل اثنين وعشرين عاماً، وبين ما بلغته اليوم في «قمة الإعلام العربي»، في «منتدى الإعلام العربي». مسيرة التنمية الإعلامية استوعبت بفضل الجاذبية المركزية: الصحافة المطبوعة، والسمعي البصري من إذاعة وتلفزيون، والإعلام الرقمي ووسائط التواصل الاجتماعي... وغداً بما لا تعلمون من مفاجآت إعلام المستقبل.
لكن الجاذبية المركزية الإعلامية لا يمكن أن تصنعها جاذبية الإعلام وحدها بمفردها. لهذا، أهم ما يوضع في الحسبان عند طرح محاور التأثير هو أن يكون الإعلام صادراً عن تنمية شاملة ناجحة بفضل إدارة فائقة، وتناغم تكامليّ بين مختلف قطاعات التنمية ومكوّناتها، فيكتسب منها الإعلام صدقية. «وليس يصحّ في الأفهام شيء» إذا احتاجت التنمية في دبي ودولة الإمارات إلى دليل. هذه الصدقية العالميّة التنموية تتجلى حتى في القدرة على احتضان أشكال التطور الطارئة غير المخطط لها سلفاً، فعندما انبثقت جائزة دبي للصحافة، قبل عقدين ونيّف، لم يكن في إمكان أبعد خيال علميّ أن يتصور الجيل الخامس من الاتصالات، واندماج الإعلام في المعلوماتية وفي الذكاء الاصطناعي لاحقاً. وماذا عن عجائب الإعلام مستقبلاً في بيئة تسودها حواسيب الكوانتوم؟ وها هو مجلس إعلام دبي يضطلع في جانب من مسؤولياته بشؤون قمّة الإعلام العربي، ومنها جائزة الإعلام العربي، التي هي حضن رعاية وحوافز لكل إبداع إعلامي.
لا يمكن فصل قوة الجاذبية المركزية الإعلامية في دبي ودولة الإمارات عن عناصر الجاذبيات المركزية الأخرى في التنمية الشاملة، كالإقلاع والهبوط في ألف وأربعمئة رحلة يوميّاً في دبي. ماذا يعني هذا الرقم في الاقتصاد؟ الأرقام تحتاج إلى فن تحرير إعلامي جذّاب موضوعي في بيان ساحر.
لزوم ما يلزم: النتيجة الفيزيائية: في الطبيعة الكونية تجمع الجاذبية المركزية القوى والطاقات لتشعّ في النهاية. قمّة الإعلام العربي تعمل على لمّ الشمل العربي في حلم عربي إشعاعي لاستئناف الحضارة.