هي مؤامرة برأس واحد، أما الأذرع فهي متعددة، قد تتلاقى وتتشابك في الطريق، وقد تتقاطع الدروب، هذا يذهب شرقاً، وذاك يعبر بحراً، وثالثهما ينطلق جواً، وقد تختلف الألسن، هذا يتحدث بالعربية، وذاك أعجمي والثالث العبرية التي تعلمها بعد أن جاء من بولندا، والرابع يصر على أنه أمريكي لغة ولهجة، ومع كل ذلك الاختلاف في الأسماء والمسميات، وفي الوسائل والسبل، وفي المقاصد والنوايا، يلتقون جميعاً عند خط نهاية واحد!
بعد السابع من أكتوبر بأيام، وعندما استوعبنا ما حدث ويحدث، توقفنا كثيراً عند الدافع الذي جعل الإخوان في غزة يقدمون على تلك الفعلة، فهي منذ بدايتها تدل على عنوانها، ليست أكثر من تصرف صبياني جاهل، خطط لبدايته ولم ينظر في تداعياته، وهنا ننتقل من الجهل إلى الغباء، ومن هجوم مفاجئ إلى سوء تدبير وانهيار منظومة حزبية هشة، لم تصمد ساعة وليس يوماً أو أسبوعاً، وسألنا عن تلك الأسماء التي كانت تعوي ليل نهار بالتصريحات المحملة بالتهديدات، ولم نجد لهم أثراً، والإسرائيلي يعيث فساداً في غزة، وبدأت المناداة من الأذرع الأخرى بفتح حدود مصر لسكان القطاع المشردين تحت أنظار العالم، هنا بدأت تتضح معالم الصورة الباهتة، وبدأت بعض الإجابات تخرج من تحت الأنقاض!
يومها قلنا إنها الفصل الثاني من مؤامرة 2011، عندما وضع ذلك التنظيم الإرهابي في الواجهة، وأصبح مسؤولاً عن تمزيق الدول، تمهيداً لاستكمال المرحلة الأخيرة لابتلاع فلسطين، وترحيل أهلها قسراً إلى أراضٍ جديدة، وأبطلت تلك المؤامرة وهي في المرحلة الأخيرة من التنفيذ، بعد تيقن قيادات أمينة ومخلصة لخطورة ما يخطط له.
وفي هذا الفصل الجديد، وبعد إنذار الرئيس المصري العلني من العبث مع مصر، ها هو خالد مشعل، وبعد ساعات من زيارات الأذرع الإخوانية المشبوهة بحكم التوقيت والهدف، يفتح موضوعاً رفض مرات ومرات من قبل، معتقداً بأن الأردن يمكن أن يكون بؤرة لتنظيمه الخائن ومركزاً للابتزاز وخدمة أعداء الأمة، ومعتمداً على الحثالة الإخوانية التي اختفى رجالها وتصدرت النساء تحركاتها!