- يذكر الصحفي والكاتب الأمريكي مارك كيرلانسكي في كتابه «تاريخ الملح في العالم» أن ثمة قصة فولكلورية في الأدب الشعبي الفرنسي تتحدث عن أميرة أعلنت لأبيها الملك أنها تحبه كالملح، ولم يستسغ الأب طعم الحب البنوي هذا، فأمر بإخراجها من مملكته، ولاحقاً، حُرِمَ الملك من الملح، فأدرك مدى محبة ابنته له.
- يقول لانسكي أيضاً في كتابه حول تاريخ الملح إن طلبة المدارس في الصين يدرسون أغنية تعود إلى القرون الوسطى، تشير إلى الأشياء السبعة الأساسية التي يحتاج إليها الإنسان في حياته اليومية: حطب الوقود، الرز، الزيت، الملح، صلصة الصويا، الخلّ، والشاي.
- ما من بيت يخلو من الملح، ما من كائن بشري أعطاه الله نعمة الحُسْن إلاّ وفيه مَلاحَة.
- في الثقافة الشعبية في بلاد الشام توصف المرأة التي تعرف دائماً مقدار ملح طعامها بأنها «مْعَدَّلَة».
- ما من رجل يعرف حكمة الملح وطعمه الحقيقي إلاّ البحّار حين يرى تلك الخريطة المرسومة بالأبيض الملحي على صدره ورجليه ويديه وهو في عرض البحر، حين يجف عليه الماء، ويصبح جسده البرونزي النحاسي كما لو أنه لوحة لا يرسمها إلاّ الماء.
- الملح نصّ جمالي أبيض لا يكتبه بكفاءة شعرية إلاّ أولئك الذين أجدادهم بحّارة قدامى.
- ليس كل ملح ملحاً، هاك ملح البارود عند بابلو نيرودا وهو يتحدث في إحدى قصائده عن الشاعر النيكاراغوي روبين داريو ويسميه نيرودا الشاب المكلل بضباب الأنهار، ويخاطبه في تلك القصيدة قائلاً: «لقد رجع الرئيس منذ قليل/ من شمال ملح البارود». هذه المادة البيضاء كما يقول الشاعر التي ستتحوّل إلى مدارس، وشوارع وخبز.
- كل شعر متوازن لا بدّ له من «القليل» إلى جانب «القليل». القليل من الماء، القليل من التراب، القليل من العطر، القليل من الفلسفة، وأيضاً القليل من الملح.
- مثلما هناك أدب يتصل بالماء أو الأنهار أو الجبال، هناك، أيضاً أدب الملح، وهذا يكتبه روائيو البحر: آرنست همنغواي، مثلاً، وحنّا مينة في روايات لا تنسى مثل: «الشراع والعاصفة».
- كما لو أنها عائلة بيضاء: الثلج، الملح، السُّكَّرْ.
- نشبت حروب عدة في العالم حول التوابل، وحول الحرير، والفلفل، والذهب، والأخشاب، والماء، والحدود، والحديد، والأنهار، والغابات، والملح. ولعلّ أقل الحروب فداحة وكارثية تلك التي كانت بسبب هذا المسحوق الأبيض الذي كلما تذوّقته ازددت حاجة لشرب الماء.
- الملح من الماءِ يأتي، وإلى الماءِ يعود.