أتساءل لماذا تمتلك السعودية أكبر خزان مياه في العالم؟ وماذا يعني أن يكون لديها أكبر شبكة نقل مياه وأكبر محطة تحلية على كوكب الأرض؟ وكيف تنجح «تحلية المياه» السعودية في كل عام بكسر الأرقام القياسية في إنتاج المياه؟!
فقد ذكرت وسائل الإعلام تحقيق المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة 9 أرقام قياسية سعودية جديدة في موسوعة «غينيس» العالمية، واستمرارها كأكبر منتج للمياه المحلاة في العالم بما يزيد على 11.5 مليون متر مكعب يومياً، وامتلاكها أكبر نظام لنقل المياه المنقولة بالأنابيب في العالم بطول 14.217كم، وسعتها 19429486 متراً مكعباً في اليوم، وأكبر عدد لخزانات المياه في العالم بسعة إجمالية تبلغ 8970000 متر مكعب!
تابعت تصريح محافظ التحلية م. عبدالله العبدالكريم بعد إعلان «غينيس»، ولفت نظري الربط بين هذه الأرقام ومشروع الرفاه الذي تعد رؤية السعودية 2030 بتحقيقه لشعبها، ومن حديثه أقتبس «هذه الإنجازات والأرقام التي تحققت اليوم، ثمرة مشاريع بدأت واكتملت خلال الأربع أو الخمس سنوات الأخيرة، وهي دلالة على أن التحول الوطني الذي يشهده وطننا الغالي ضمانة أكيدة لاستمرار الرفاه إلى أمدٍ بعيد بإذن الله»!
هذا النجاح يتمحور حول السعي الدؤوب للتميز وتحقيق الاستدامة في رحلة التحول الوطني لدى المؤسسة التي انبثقت عن رؤية السعودية 2030م، فقد كان الهاجس المقلق في السابق مواكبة الاحتياجات المتزايدة من إنتاج المياه المحلاة للنمو السكاني، وداعياً للبحث عن الحلول الابتكارية وتطوير التقنيات ووضع الخطط بأسرع وقت، وكان هناك رهان حقيقي على تبني خيارات استراتيجية تقود التحول للوصول إلى المستهدفات بل وتجاوزها من سد الاحتياجات إلى إحداث الفارق الذي تعبر عنه الأرقام القياسية التي تضع قطاع إنتاج ونقل المياه المحلاة السعودي على قمة العالم!
فقد نجحت المنظومة وبسواعد وطنية في رفع كفاءة المنتج والعمليات وتطوير صناعة وتحويل الرجيع الملحي إلى منتجات صناعية ذات عوائد عالية تسهم في توطين وتمكين الأعمال وتعزيز النمو الاقتصادي، وضخ استثمارات كبرى في البنية التحتية للقطاع، وخلق الفرص الاستثمارية لبناء منظومة متكاملة بالمملكة!