: آخر تحديث

استشراف المستقبل

16
20
18
مواضيع ذات صلة

استشراف المستقبل، كلمة قد تأخذ معنى التكهّن لدى البعض، فيما يراها البعض الآخر مجرد أحلام، وربما أوهام وأفكار تسبق أوانها، أما الفريق الثالث فيجدها خطوة أساسية وضرورية في عملية المحافظة على الدول، وتطويرها، وتنمية اقتصادها، وتهيئة أبنائها اليوم، ليكونوا مؤهلين لتحمل مسؤولياتهم ومسؤولية مجتمعهم ووطنهم في المستقبل.. وبلا شك، تعد دولة الإمارات من هذا الفريق الثالث الذي يعمل وفق خطط مدروسة، وسبق أن رسم وصمم وأسس مؤسساته، واتخذ قراراته، لتتناسب مع رؤية الدولة لهذا المستقبل، ولمكانتها فيه.

أمس، افتتحت دبي الدورة الثانية من «منتدى دبي للمستقبل»، لتستكمل أعماله اليوم، مستضيفة في «متحف المستقبل» أكثر من 2500 من الخبراء المتخصصين في القطاعات المستقبلية الحيوية من 100 دولة، وبمشاركة 100 مؤسسة ومنظمة دولية متخصصة في مجالات تصميم المستقبل؛ وذلك برعاية سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مجلس أمناء «مؤسسة دبي للمستقبل». هذا اللقاء بين الخبراء والشركات والحضور خلال اليومين، يعد تأكيداً لمدى أهمية التحاور، وتبادل الخبرات، والاستفادة من تجارب الآخرين، وآخر ما توصل إليه العلماء في مجالات عدة؛ منها: الطاقة، والتكنولوجيا، والفضاء والمناخ.. وتبادل وجهات النظر حول نقاط مهمة، وأبرز الأزمات التي يواجهها العالم اليوم والتي ستتفاقم في الغد لتعترض طريق الأبناء في المستقبل.

هذا الملتقى يجمع الخبراء والمهتمين في التباحث في شؤون العالم ومستقبله، ليس ليلقي كل منهم كلمة أو يطرح دراسة أو فكرة ويمضي، بقدر ما هو لقاء لوضع نقاط لرؤية هؤلاء المشاركين لشكل المستقبل والتطور، وما يمكن أن يحدث، وإلى أين نحن نمضي، وما الذي ينتظر الأجيال القادمة؟، وذلك بناء على ما وصل إليه العالم اليوم من أحوال مناخية وعلمية وبيئية واقتصادية وغيرها.. وبناء على ما توصل إليه العلماء من دراسات في مختلف المجالات؛ مثل: الصحة والغذاء، والطب والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.

دبي مدينة للمستقبل، وهي تستضيف هذا الجمع في «متحف المستقبل»، ما يمنح الحدث طابعاً مختلفاً، منسجماً مع روح المنتدى وطبيعته، ومع ضيوفه القادمين بأفكارهم ورؤاهم لغد يمكن استشرافه من خلال ما تراه عيونهم على هذه الأرض، وفي هذا المكان، على أمل أن يخرج المنتدى بنتائج إيجابية، ومجموعة نقاط، تمهد لمزيد من الأبحاث، ومزيد من التعاون والرؤى القابلة للتنفيذ وللنهوض فعلياً بمستقبل الدول والشعوب والعالم وحلول لكل الأزمات التي يعانيها كوكب الأرض.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد