احتضنت المملكة المتحدة، وبالتحديد مدينة لندن، فعاليات المنتدى الاقتصادي السنوي لمجموعة بي أم جي المالية BMG Financial Group بمقر بورصة لندن London Stock Exchange بتاريخ الخامس من شهر يوليو الجاري.
تواكب انعقاد المنتدى هذا العام مع احتفاء المملكة بتقديم ملف ترشيحها رسمياً لمدينة الرياض لاستضافة معرض إكسبو 2030 بما في ذلك خطتها للاستضافة، والذي جرت مراسمه بالعاصمة الفرنسية، باريس بحفل بهيج شرفه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية لمدينة الرياض، بتاريخ 19 يونيو 2023.
تميز المنتدى في نسخته السادسة عشرة هذا العام مقارنة بنسخه الماضية، بكثافة حضور رجال الأعمال ومستثمرين من الجانبين السعودي والبريطاني، وبتركيزه من خلال الكلمات والجلسات الحوارية على شرح واستعراض الفرص الاستثمارية المتاحة بالمملكة في ظل رؤية المملكة 2030، مع تخصيص نصيب وافر من وقت المنتدى للتحدث عن أبرز المشاريع المستقبلية بمدينة الرياض واستعداداتها لاستضافة معرض إكسبو 2030.
من بين أبرز المواضيع التي سلط المنتدى الضوء عليها في المناقشات: مدى تأثير الأحداث الجيوسياسية على تدفق الاستثمارات، والمقومات التي تتميز بها مدينة الرياض لأن تجعل منها مدينة مؤهلة لاستضافة معرض إكسبو 2030، والفوائد المجنية من إدراج الشركات العائلية بالسوق المالية، بما في ذلك الإدراج المزدوج.
ومن بين المواضيع كذلك التي سلط المنتدى النقاش عليها: التطور المذهل الذي شهدته المملكة مؤخراً في العديد من المجالات والصناعات المتقدمة؛ مثل تقنيات الفضاء والأمن السيبراني ومجالات الاستثمارات الجديدة، كالذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة التي تعتمد على استخدامات الهيدروجين الأخضر كوقود نظيف لتوليد الطاقة.
ولقد كان لجانب التراث والعراقة والتاريخ بما في ذلك تصميم الأزياء السعودية، حضور قوي للغاية بنقاشات المنتدى، باعتبارها نقاط جذب مهمة للسياحة المحلية، وبالذات كمحافظة الدرعية التاريخية، التي يجري تطويرها حالياً ضمن مشروع تراثي وتاريخي، يَعكس أهميتها كمحافظة تاريخية، انطلقت منها الدولة السعودية الأولى التي تأسست على يد الإمام محمد بن سعود (يرحمه الله) في عام 1727.
وقد استعرض السيد جيري إنزيريلو الرئيس التنفيذي لمجموعة هيئة تطوير بوابة الدرعية، من خلال كلمة مسجلة، مراحل تطوير مشروع بوابة الدرعية، وما سيحققه من فوائد كبيرة للاقتصاد الوطني وبالذات على جانب توليد الوظائف للشباب السعودي من الجنسين.
أجمع المشاركون في المنتدى على أن المملكة بيئة مواتية للغاية والأكثر قدرة على مستوى العالم لاستقطاب وجذب الاستثمارات الأجنبية، بما تنعم به من بيئة سياسية واجتماعية يسودها الأمن ولأمان وأيضاً بيئة تزخر بالعديد من الفرص الاستثمارية في ظل رؤية المملكة الطموحة 2030 التي استهدفت تنويع القاعدة الاقتصادية ومصادر الدخل القومي، هذا بالإضافة إلى سهولة ممارسة الأعمال التي شهدت هي الأخرى تطوراً ملحوظاً وملموساً خلال السنوات القليلة الماضية، والشاهد على ذلك هو تبوؤ المملكة مراتب متقدمة في مجال ممارسة الأعمال وفقاً لما رصدته تقارير دولية عديدة، من بينها تقرير التنافسية العالمية الصادر عن مركز التنافسية العالمي التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD)، حيث سجلت المملكة ثاني أفضل أداء وتقدمت 8 مراتب في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2022 لتحل في المرتبة الـ24 من بين 63 دولة الأكثر تنافسية في العالم، كما وجاءت المملكة في المرتبة الـ7 من بين دول مجموعة العشرين G20 متفوقة بذلك على دول ذات اقتصادات متقدمة في العالم مثل: كوريا الجنوبية، وفرنسا، واليابان، وإيطاليا، والهند، وإندونيسيا، والمكسيك، والبرازيل، وتركيا.
والشاهد الآخر، هو الارتفاع الملحوظ في عدد السجلات التجارية الممنوحة للمستثمرين الأجانب والخليجيين بنسبة 16 % خلال الربع الثاني من العام الجاري لتصل إلى 28.32 ألف سجل تجاري مقابل 24.29 ألف سجل تجاري بالربع المقابل من العام الماضي.
أخلص إلى القول: إن المنتدى قد نجح في إرسال رسائل محفزة ومشجعة عن البيئة الاستثمارية في المملكة، وما يؤكد على ذلك ما قد أبداه الحضور والمشاركون في المنتدى من رغبة أكيدة للاستثمار في المملكة في ظل رؤية سعودية طموحة والانفتاح السعودي على العالم الخارجي بشكلٍ غير مسبوق، وكذلك ما تنعم به المملكة من استقرار سياسي واجتماعي، بالإضافة إلى تبوئها مراتب مرتفعة في سهولة ممارسة الأعمال بشهادة معايير دولية.