: آخر تحديث

أدب الطفل في زمن التكنولوجيا

19
20
24
مواضيع ذات صلة

ما من مؤشرات واضحة عن واقع أدب الطفل عربياً اليوم، على خلفية التطور التكنولوجي الهائل، ونشوء أجيال جديدة من الأطفال المولعين بالألعاب الإلكترونية، ويمتلكون مهارات غير مسبوقة في التعامل مع العالم الإلكتروني، وتزداد هذه المهارات جيلاً وراء جيل تماشياً مع التطور التكنولوجي ذاته، وكما يدور حديث عن أن المستقبل سيكون للكتاب الإلكتروني بديلاً للورقي، بالنسبة للكبار، حتى وإن ظلّ للأخير محبوه والمتعلقون به، فإن الأمر في حال الأطفال مختلف إلى حد بعيد، كون أطفال اليوم لا يملكون ذاكرة العلاقة مع الورقي التي لدى الكبار، فهم ينشأون ويكبرون في تعامل مباشر مع كل ما هو إلكتروني.

يبقى أن المهم هو تلقي المعرفة واكتسابها، بصرف النظر عن الطرق والوسائل، ويمكن أن تكون وسائل التقنية الحديثة هي التي ستؤسس معارف الأطفال، ربما بطريق أسرع مما كان عليه مع الوسائل التقليدية، لكن يظل السؤال حول محتوى ما يقدّم من مواد ومعارف لهم عبرها، فهل هي فعلاً تغرس القيم والأراء السويّة التي كان أدب الأطفال الورقي، في نماذجه الناضجة، يقدّمها، أم إنها على العكس من ذلك تقولب أفكار الأطفال وفق نموذج «معرفي» محدد يلائم أهواء وتوجهات منتجي هذه الوسائل؟

يمكن الجزم بتراجع معدلات القراءة لدى الأطفال في مجتمعاتنا العربية، لكن هذا لا ينفي شغفهم لتلقي المعرفة، بما في ذلك عبر القراءة، وهو شغف على المدارس غرسه في نفوسهم وتطويره بحثهم على المزيد من القراءة وتربيتهم على ذلك، سواء كان ذلك عبر الكتب الورقية أو الوسائل الإلكترونية، خاصة وأنه لا يمكن القطع، في حال الأطفال بالذات، بأولوية الكتاب الورقي، فالحكمة هنا هي مواكبة التطور التكنولوجي وتوظيفه بشكل خلاق ومبدع.

ومهم تحقيق التكافؤ في إيصال المعرفة لجميع الأطفال، وليس فقط للمتحدرين من فئات ميسورة، تستطيع أن تؤمن لهم ما يحتاجونه من أجهزة، وهذه مهمة التعليم الحكومي بدرجة أساسية كونه موجهاً لتعليم أوسع قطاعات الأطفال بصرف النظر عن مستوى دخل أسرهم، ويضاعف من أهمية ذلك أنه بالمقارنة بين ما هو إلكتروني وما هو ورقي نجد أن الأخير أرخص بكثير، ما أتاح سابقاً وصوله لفئات أوسع من الأطفال.

الكاتب المصري المتخصص في أدب الطفل، ومدير كرسي الألكسو في خدمة الطفولة لدى المنظّمة العربيّة للتّربية والثّقافة والعلوم (الألكسو)، إيهاب القسطاوي، يرى أن هناك حاجة ماسة لإقامة المزيد من المعارض والمهرجانات المختصة بأدب الطفل، وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى تجربة الشارقة السبّاقة دائماً بحرصها على انتظام مهرجان الشارقة القرائي للطفل سنوياً.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد