أعلنت السلطات الكورية الجنوبية عن اعتقال الرئيس المعزول، يون سوك يول، في لحظة تاريخية تشهدها البلاد.
ويُعد يون، الذي يجري التحقيق معه بتهمة التمرد، أول رئيس في البلاد يتم اعتقاله.
ذكرت وسائل إعلام محلية أن يون وصل إلى مكتب التحقيقات في الفساد بعد دقائق من مغادرة موكبه للمقر الرئاسي.
وقال محاميه سوك دونغ هيون في منشور على فيسبوك إن الرئيس وافق على مغادرة مقر إقامته والاجتماع بالمحققين لمنع وقوع "حادث خطير".
ويأتي هذا في الوقت الذي قال فيه مكتب التحقيقات المركزية إن المحققين "نفذوا مذكرة اعتقال" بحق يون في تمام الساعة 10:33 بالتوقيت المحلي (01:53 بتوقيت غرينتش).
وفي بيان مصور، قال الرئيس المعزول والمعتقل حدياً إنه وافق على المثول أمام مكتب التحقيقات، الذي يقود القضية ضد، للمساءلة في مزاعم بالفساد.
وأضاف: "قررت المثول أمام مكتب التحقيقات المركزية، على الرغم من أنه تحقيق غير قانوني، من أجل منع أي إراقة للدماء، التي لا يرغب فيها أحد".
مؤكداً: "ومع ذلك، هذا لا يعني أنني أوافق على تحقيقهم".
وفي مقطع الفيديو القصير - الذي لا يتجاوز 3 دقائق - قال يون إن سيادة القانون في البلاد قد انهارت، وأن الوكالات التي تحقق معه، والمحاكم التي أصدرت أوامر اعتقاله، ليس لديها السلطة الشرعية والقانونية للقيام بذلك.
وأضاف: "على الرغم من أن هذه أيام مظلمة، فإن مستقبل هذا البلد يبشر بالخير".
" واختتم كلامة برسالة للمواطنين: "إلى مواطني بلدي، أتمنى لكم كل التوفيق والبقاء أقوياء. شكرا لكم".
من جهته قال زعيم الحزب الديمقراطي المعارض، بارك تشان داي، إن اعتقال يون يؤكد أن "العدالة في كوريا الجنوبية لا تزال قائمة".
وأضاف خلال اجتماع للحزب أن هذا الاعتقال "هو الخطوة الأولى نحو استعادة النظام الدستوري والديمقراطية وسيادة القانون".
صباح مشحون بالعواطف المشتعلة
شهد مقر إقامة يون تجمع العديد من المواطنين الكوريين منذ الصباح الباكر، في صباح مشحون بالعواطف المشتعلة أمام مقر الإقامة الرئاسية، يسي بقرب اعتقال يون.
وخارج المجمع الرئاسي، تنافست مجموعتان بالهتافات ضد بعضهما البعض.
وبينما صرخ معارضو يون "اعتقلوه"، هتف أنصاره باسمه.
وعندما أُعلن أن الشرطة والمحققين تمكنوا من دخول المجمع الرئاسي، بعد أن شقوا طريقهم عبر الحواجز التي أقامها طاقم الأمن الرئاسي من الحافلات، انطلقت هتافات وصيحات مدوية من جانب معارضي يون.
وبعد أن تجاوز المحققون الحواجز وشقوا طريقهم إلى الداخل. بكى أنصار يون، الذين اشتبكوا مع الشرطة. وفي الوقت نفسه، هتف المتظاهرون المناهضون ليون، فرحا.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن موكباً من السيارات، من المفترض أنه يحمل يون، شوهد وهو يخرج من مقر إقامته.
وعند الإعلان عن اعتقال يون أطلق المناهضون ليون أغاني "التهنئة والاحتفالات".
وتعالت الهتافات والتصفيق لما يرونه نجاحاً لإنفاذ القانون.
بينما بدا الجو مختلفا تماماً على الجانب الآخر، إذا قال أحد أنصار يون، وهو يردد ما قاله الرئيس في رسالته المصورة: "نحن منزعجون للغاية وغاضبون - لقد انهار حكم القانون".
من هو يون سوك يول ولماذا هو في ورطة؟
شغل الرئيس الكوري الجنوبي الموقوف الآن، يون سوك يول، منصب المدعي العام، وبرز نجمه مع صعوده إلى السلطة بعد أن اكتسب شعبية بين الناخبين المحافظين من خلال منصة مناهضة للنسوية وموقفه المتشدد من كوريا الشمالية.
لكن بعد صعوده إلى الرئاسة في عام 2022، طاردته فضائح شخصية ووقفت في مواجهته معارضة زادت قوتها بشكل كبير.
ومع تصاعد مشاكله السياسية، أعلن يون الأحكام العرفية في 3 ديسمبر/ كانون الأول وأغرق كوريا الجنوبية في الفوضى السياسية.
لكن سرعان ما تبين أن هذه المقامرة كانت فاشلة، ما أدى إلى عزل يون من قبل البرلمان ومن ثم دخوله في دوامة التحقيقات الجنائية.
وحتى صباح اليوم الأربعاء كان الرئيس المخلوع يتحصن في المقر الرئاسي، حيث حاول حرسه الرئاسي منع اعتقاله للمرة الثانية هذا الشهر. لكن ذلك كله انتهى مع الساعة 10:33 صباحا بالتوقيت المحلي عندما اعتقلته الشرطة الكورية.
وتضع الأزمة السياسية في كوريا الجنوبية فرعين من السلطة التنفيذية في مواجهة بعضهما البعض: ضباط إنفاذ القانون، المسلحين بأمر اعتقال قانوني يحاولون تنفيذه، وطاقم الأمن الرئاسي، الذين يقولون إنهم ملزمون بحماية الرئيس الموقوف.
ويقول كلاهما إنهما يتبعان الأوامر وسيادة القانون، بينما تستمر المواجهة.