: آخر تحديث
جولة الصحافة

يديعوت أحرونوت: صفقة الرهائن هي أول اختبار حقيقي لترامب

3
3
3

في جولة عرض الصحف، نعرض ثلاث مقالات تركز على الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وعلاقاته مع إسرائيل وتأثير ذلك على الشرق الأوسط، ورحيل بايدن من البيت الأبيض، مع لمحة سريعة عن سياسته الخارجية.

نبدأ بمقال نُشر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، للكاتب آفي شيلون، الذي يرى أن "تهديد" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحماس في حال عدم التوصل إلى صفقة لتبادل الرهائن قبل عوته إلى منصبه يعد "وعداً كبيراً" ويلقى صدى لدى الإسرائيليين. وبالرغم من ذلك، يرى الكاتب أن هذا التهديد "جوهره فارغ"، كونه لا يوجد ما يمكن فعله أكثر مما حققه الجيش الإسرائيلي، بحسب المقال.

ويطرح شيلون احتمال إرسال الولايات المتحدة طائرات لقصف غزة، وهو أمر يستبعد حدوثه وفقاً لرؤيته، وبالتالي فإن النتيجة ستبقى كما هي.

ويقول: "أصبحت غزة في حالة دمار، وتم تفكيك حماس وهي في موقف دفاعي، بينما معظم سكان غزة مشردون".

ويعتقد الكاتب أنه لا يمكن التوصل إلى صفقة رهائن كاملة إلا في حال غيّرت إسرائيل سياستها ووافقت على إنهاء الحرب، لافتاً إلى أنه إذا كانت إسرائيل مستعدة فقط لوقف إطلاق نار محدود، "فلن يحدث تغيير حقيقي"، سوى انتقال إدارة جديدة إلى البيت الأبيض.

ويشير الكاتب إلى أن "الصفقة المزعومة تمثل أول اختبار كبير لسياسة ترامب في الشرق الأوسط". وفي هذا السياق، يطرح أربعة سيناريوهات محتملة من وجهة نظره.

أول السيناريوهات هو "التهديدات الفارغة"، إذ يرى شيلون أن تصريحات ترامب قد تكون مثل تهديداته السابقة، حول بناء الجدار مع المكسيك. وبما أن حماس ليس لديها ما تخسره، فلن تقدم تنازلات، وقد يثبت التفاؤل الإسرائيلي تجاه ترامب أنه "وهمي"، بحسب المقال.

ثاني السيناريوهات هو "الحل السريع"، وهو "الخيار الأقل احتمالاً"، إذ قد تسهم تصريحات ترامب ووجوده في البيت الأبيض إلى تسريع عودة الرهائن، ربما حتى قبل 20 يناير/كانون الثاني، كما طلب في مؤتمره الصحفي الأخير، بحسب المقال.

"صفقة جزئية" هي ثالث السيناريوهات التي طرحها الكاتب، حيث يرى أنه في خطوة تتسم بأسلوب ترامب، قد يتم التوصل إلى صفقة تسمح بعودة بعض الرهائن. وسيكون هذا "حلاً خادعاً يقدم وهماً بالتقدم بينما تظل القضايا الأساسية دون حل".

وآخر السيناريوهات المطروحة هو "سيناريو الضغط الصامت"، إذ يعتقد شيلون أنه من المحتمل أن يضغط ترامب على إسرائيل للموافقة على وقف كامل للحرب، إلى جانب وقف إطلاق نار مؤقت يخدم "اعتبارات نتنياهو السياسية".

يفسر الكاتب وجهة نظره بأن هنالك تفاوت باتجاهات ترامب، إذ يظهر حيناً دعمه الواضح لإسرائيل وتهديداته "الجريئة ضد أعداء إسرائيل" وبين رغبته في "تجنب إراقة الدماء وإنهاء الحروب".

"ترامب: كبير أمام العالم، صغير أمام إسرائيل"

نتنياهو وترامب
Getty Images

وإلى صحيفة الأيام، حيث يبدأ الكاتب محمد ياغي مقاله بالإشارة إلى توعد ترامب لغزة "بالجحيم"، وتلويحه باستعداد بلاده لشن ضربات عسكرية على المواقع النووية الإيرانية وغيرها، وبذلك يظهر نفسه لإسرائيل كـ "خادم وحارس مخلص لمصالحها بطريقة تثير الشفقة"، حسب تعبيره.

ويشير الكاتب إلى أن "كل ساكن جديد للبيت الأبيض يدرك حدود قدرته على مواجهة إسرائيل". إذ يرى أن أي رئيس أمريكي لديه القدرة على "معاقبة أو مهاجمة أو تحدي" أي دولة في العالم باستثناء إسرائيل التي يجب عليه أن يقدم لها يمين الولاء والطاعة العمياء".

ويقول ياغي إن كلينتون صاحب مقولة "من هو رئيس الدولة العظمى هنا" خرج بعد مؤتمر كامب ديفيد عام 2000 "لِيحمّل الفلسطينيين مسؤولية فشل المفاوضات، رغم تعهده للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعدم القيام بذلك".

ويشير المقال إلى مطالبة الرئيس جورج بوش الابن لشارون بالانسحاب من مناطق (ألف) بعد "احتلال إسرائيل لها في عام 2002"، مؤكداً أنه يجب عليه "القيام بذلك فوراً". لكن بعد أقل من أسبوع، "تبنى بوش الموقف الإسرائيلي بالكامل" داعياً إلى رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، بحسب الكاتب.

ويقول الكاتب إن ترامب دخل البيت الأبيض وهو على يقين بأن أي صراع مع إسرائيل سيخرج منه "خاسراً". لافتاً إلى أن سياساته تتمثل في أن يُقدم لإسرائيل أكثر مما تطلب، على حد تعبيره.

ويشير المقال إلى أن اجراءات ترامب التي قدمها لإسرائيل تتمثل باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقطعه المساعدات عن الأونروا، واعترافه بضم إسرائيل للجولان، ثم انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران، مقدماً "أسوأ عرض سلام للفلسطينيين منذ ثلاثينيات القرن الماضي"، وفق المقال.

ويطرح الكاتب وجهة نظره بشأن ترامب بأنه "يُدرك صِغر حجمه أمام إسرائيل" ، لذلك لا يدخل في جدال معها، ويتقدم عليها دائما بخطوات حتى يقال عنه بأنه من يقود ويقرر بشأن منطقة الشرق الأوسط، على حد تعبيره.

يذكر الكاتب في مقاله أن ترامب عاد إلى البيت الأبيض "مُسلحاً بفريق شرق أوسطي تابع لدولة الاحتلال، مليء بالكراهية تجاه الفلسطينيين والعرب". ويطرح تساؤلاً ما الذي يمكن أن يقدمه هذا الفريق لإسرائيل أكثر مما قدمه بايدن؟

يختتم الكاتب بالإجابة أنه "دائماً يوجد لأي رئيس أمريكي ما يقدمه لإسرائيل". ويعتقد أن ترامب سيمنح إسرائيل "تفويضاً لضم أراض بالضفة الغربية، ويتركها تقرر مستقبل غزة، ويدفع نحو تطبيع العلاقات مع الدول العربية، فضلاً عن السماح لها بالبقاء في الأراضي السورية واللبنانية المحتلة ودعم هجماتها على إيران"، على حد تعبيره.

"بايدن يترك خلفه حالة من الفوضى سيواجهها دونالد ترامب"

الرئيس الأمريكي جو بايدن يلوح قبل ركوب طائرة الرئاسة في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، 8 يناير/كانون الأول، 2025.
Reuters
جو بايدن يلوح قبل ركوب طائرة الرئاسة في لوس أنجليس، كاليفورنيا، 8 يناير/كانون الأول، 2025

ونختم بمقال من صحيفة "نيوزويك" بقلم دانيال ديبترس، يسلط فيه الضوء على كيفية تعامل بايدن وإدارته مع ملفات السياسة الخارجية المتعلقة بحرب غزة، والحرب في أوكرانيا، وأفغانستان.

يشير الكاتب إلى أن بايدن على بعد أسبوعين من التقاعد، ومع اقتراب يوم التنصيب، يتفاخر مسؤولون في إدارته بإنجازاتهم.

ويشير الكاتب إلى أنه على الرغم من اهتمام بايدن بإرثه ورغبته في أن يُذكر كقائد فاعل خلال فترة استثنائية في تاريخ العالم، إلا أن سجله مليء بالتحديات والأزمات ، "ليقع في فخ تحيزاته وافتراضاته الخاصة"، بحسب المقال.

فيما يتعلق بحرب غزة، يؤكد الكاتب أنه "لا يوجد الكثير من الأمور الإيجابية للحديث عنها". إذ يرى أن إدارة بايدن "دافعت عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بعد 7 أكتوبرعام 2023" إلا أنها كانت حذرة في اتخاذ موقف حازم عندما تدهور الوضع.

ويشير المقال إلى أن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن مقتل أكثر من 45,000 فلسطيني، مما جعل غزة منطقة كارثية. في المقابل، كانت المواقف الأمريكية "متناقضة"، حيث أعرب المسؤولون عن القلق بشأن التأثير الإنساني ثم وافقوا على تقديم مساعدات عسكرية ضخمة لإسرائيل. في النهاية، "يترك بايدن خلفه حالة من الفوضى التي سيواجهها دونالد ترامب".

ويقيّم الكاتب ما وصفه بالنجاحات والإخفاقات، مشيراً إلى أن الحرب في أوكرانيا كانت نتائجها "صفرية". ويضيف أن الجانب الإيجابي الذي يستحق بايدن عليه تقديراً كبيراً هو تمكنه من تشكيل "ائتلاف غربي سريع" حتى قبل أن يطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزو جارته الأصغر.

ووصف الكاتب قرار وكالة الاستخبارات الأمريكية بنشر معلومات عن تحركات القوات الروسية وخطط الحرب قبل أشهر من بدء القصف بـ "خطوة ذكية وفعّالة "، لجذب انتباه أوروبا إلى خطر عودة الحرب إلى القارة، بحسب المقال.

من جهة أخرى، يرى الكاتب أن بايدن كان "قاسياً" على موسكو، لكنه تردد في الضغط على أوكرانيا، حيث منحها دعماً غير مشروط، مما منح زيلينسكي الثقة في دعم الولايات المتحدة، وهو ما أثر على قرارات أوكرانيا في الحرب وأضعف موقفها في المفاوضات، على حد تعبيره.

يشير الكاتب إلى أن "الشيء الوحيد الذي فعله بايدن بشكل صحيح هو الانسحاب من أفغانستان"، رغم أن هذه الصفقة كان قد أبرمها ترامب. حيث وقع مع طالبان في فبراير/شباط 2020، ما شمل مجموعة من الالتزامات لمكافحة الإرهاب التي كان على الجماعة الوفاء بها.

يختتم الكاتب مقاله بالقول إن "هذه بداية لتقييم إرث بايدن في السياسة الخارجية. كان يمكن أن يكون أداؤه أفضل، لكنه كان يمكن أن يكون أسوأ".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار