سحب متبرع رئيسي لجامعة بنسلفانيا الأمريكية تبرعاً بقيمة 100 مليون دولار بعد ظهور مثير للجدل لرئيسة الجامعة أمام الكونغرس.
ففي رسالة بالبريد الإلكتروني اطلعت عليها بي بي سي، قال روس ستيفنز إنه "شعر بالفزع" من تجنب رئيسة الجامعة إليزابيث ماغيل الإجابة عن أسئلة حول كيفية معاقبة الطلاب الذين يدعون إلى "إبادة اليهود".
وكانت ماغيل قد تعرضت الثلاثاء لاستجواب حاد من قبل سياسيين حول معاداة السامية في حرم الجامعة.
وقد اعتذرت ماغيل منذ ذلك الاستجواب، لكن تصريحاتها أدت إلى صدور دعوات إلى استقالتها.
وكانت الجامعات الأمريكية قد شهدت مظاهرات احتجاجية غاضبة وتصاعداً في الحوادث المعادية للسامية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس قبل شهرين.
وقد مثُلت ماغيل أمام مجلس النواب إلى جانب رئيستي جامعتي هارفارد ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا، كلودين غاي وسالي كورنبلوث.
ووجهت عضوة الكونغرس الجمهورية إليز ستيفانيك سؤالاً إليهن جميعا مفاده: "هل الدعوة لإبادة اليهود تنتهك مدونة السلوك الخاصة بجامعتكم أو القوانين المتعلقة بالتنمر والتحرش؟ نعم أم لا؟"
لم تُجب ماغيل ونظيرتاها في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا وهارفارد بـ "نعم" أو "لا"، ولكنهن قلن - بطرق مختلفة- إن الأمر يعتمد على "السياق".
ومنذ ذلك الحين حدثت ردود فعل واسعة النطاق، حيث أدان البيت الأبيض التصريحات تلك.
وفي رسالته حول سحب التبرع، قال ستيفنز: "لدي أسباب واضحة لإلغاء التبرع لجامعة بنسلفانيا البالغ 100 مليون دولار من أسهم ستون ريدج نظراً لسلوك الرئيسة ماغيل".
وأبلغ مؤسس شركة ستون ريدج لإدارة الأصول ورئيسها التنفيذي، الجامعة بأن "نهجها المتسامح" إزاء أولئك الذين يدعون إلى "العنف" ضد اليهود، "من شأنه أن ينتهك أي سياسات أو قوانين تحظر التحرش والتمييز بناء على الدين، بما في ذلك تلك القوانين الخاصة بستون ريدج".
وتعتبر جامعة بنسلفانيا واحدة من أقدم الجامعات في الولايات المتحدة، وهي جزء من مجموعة النخبة في "رابطة آيفي"، والتي تضم في عضويتها أيضاً جامعات هارفارد وكولومبيا وييل.
وتضم الجامعة الموجودة في مدينة فيلاديلفيا أيضاً واحدة من أكثر كليات الأعمال المرموقة في العالم، وهي كلية "وارتون"، التي تضم قائمة خريجيها الرئيس السابق دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك مالك شركتي تيسلا وسبيس إكس، والكثير من الأسماء الأخرى المؤثرة في مجال المال والأعمال.
وكان التبرع، في شكل وحدات شراكة محدودة في ستون ريدج، قد مُنح من قبل ستيفنز في 2017 لمساعدة كلية وارتون على إنشاء مركز ابتكار مالي.
وواجهت السيدة ماغيل على وجه الخصوص تدقيقاً متزايداً فيما إذا كانت تستطيع الاستمرار في منصبها.
ونشرت مقطع فيديو على الموقع الإلكتروني للجامعة الخميس تعتذر فيه عن ردها خلال جلسة الاستماع في الكونغرس، قائلة إنها كانت مركزة على "سياسات الجامعة الراسخة - التي تتماشى مع الدستور الأمريكي - والتي تقول إن التعبير لوحده ليس أمراً يستدعي العقاب".
وأضافت بأنها كان يجب أن تركز على "الحقيقة الدامغة بأن الدعوة إلى إبادة اليهود هي دعوة لأفظع عنف يمكن للبشر أن يرتكبوه"، مضيفة بأنها "شريرة بشكل واضح وبسيط".
وبينما لقي اعتذارها الأربعاء ترحيباً من قبل البعض، إلا أن رسالة ستيفنز بدا أنها تدعو إلى استقالتها.
وقال إن شركة ستون ريدج سترحب بفرصة مراجعة قرارها "عندما يكون هناك رئيسة جديدة للجامعة في المكان".
وتفيد وسائل إعلام أمريكية بأن المجلس الاستشاري لكلية "وارتون" كتب رسالة إلى ماغيل يدعوها فيها إلى الاستقالة.
وأعلنت لجنة التعليم والقوى العاملة في مجلس النواب الخميس أنها ستحقق رسمياً مع جامعات هارفارد وبنسلفانيا ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا حول "تفشي معاداة السامية".
وقالت رئيسة اللجنة فيرجينيا فوكس في بيان لها إن "أعضاء اللجنة لديهم مخاوف عميقة تتعلق بقيادة الجامعات وفشلها في اتخاذ خطوات لتوفير البيئة التعليمية الآمنة لطلابها اليهود والتي يستحقونها بموجب القانون".
كما أن الهجمات المتعلقة بـ"الإسلاموفوبيا" أو "رهاب الإسلام" شهدت هي الأخرى تصاعداً داخل الجامعات.
وبدأت وزارة التعليم تحقيقاً في العديد من المدارس بشأن حوادث مزعومة من معاداة السامية ورُهاب الإسلام.