إيلاف من لندن: عبّرت ايران الاحد عن امتعاضها من عدم تنفيذ العراق لجميع بنود اتفاقهما الامني حول وجود القوى الايرانية الكردية المعارضة لها على اراضيه بالكامل مشددة على ضرورة نزعه لسلاحها.
وقال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء محمد باقري خلال اجتماعه في طهران اليوم مع وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري ان بلاده تتوقع من العراق أن يقوم بنزع سلاح الجماعات المعادية لها بشكل كامل في اشارة الى القوى الايرانية الكردية المعارضة وقواعدها في شماله .
واشار باقري خلال الاجتماع الذي جاء على هامش بدء العام الدراسي للطلبة الإيرانيين والأجانب في جامعة الدفاع الوطني الايرانية وبينهم عراقيون الى الاتفاق الامني الموقع بين البلدين في آذار مارس الماضي من قبل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي أکبر أحمدیان ومستشار الامن القومي العراقي قاسم الاعرجي في فيما يتعلق بتحقيق أمن الحدود المشتركة خاصة مع اقليم كردستان العراق الشمالي ونزع السلاح الكامل للجماعات الايرانية المعارضة ونقلها بعيدا عن الحدود الايرانية.
ووصف باقري الإجراءات التي اتخذها العراق بابعاد الجماعات المعارضة عن حدود بلاده بأنها "جيدة لكنها غير كافية" كما نقل عنه الاعلام الايراني .. وقال ان "نقل المجموعات المعادية للنظام الى مناطق بعيدة عن حدود الجمهورية أمر يستحق الثناء ولكننا نتوقع نزع سلاحها بالكامل وفقا للاتفاق".
واشار رئيس أركان القوات المسلحة الايرانية الى أن "التعاون التعليمي بين القوات المسلحة للبلدين على مختلف الأصعدة وخاصة الجامعي أمر ضروري ويؤدي إلى التقارب وتعزيز الأمن في البلدين والمنطقة" على حد قوله.
انخراط عسكريين عراقيين بجامعة الدفاع الإيرانية
من جهته أعرب وزير الداخلية العراقي عن تقديره "لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الايرانية ورئاسة الجامعة العليا للدفاع الوطني لاستضافتهما طلبة الجيش العراقي".. كما قدم توضيحات حول الوضع الحدودي بين البلدين لا سيما في منطقة إقليم كردستان وزيادة المراكز الحدودية ومعدات المراقبة.
وبين الوزير العراقي في كلمة خلال المؤتمر الدولي الذي عقد تحت شعار "هندسة النظـام العالمي الجديد" أن "هذا اللقاء فرصة ثمينة لتبادل المعرفة والخبرات ومواكبة المتغيرات الإقليمية والدولية المؤثرة في الجانب الأمني للعلاقات الدولية والتي قد تخلق العديد من التحديات لمعظم الدول".. مؤكدا أهمية "بناء قاعدة انطلاق ومنهج متكامل للمخططين العسكريين والقادة الاستراتيجيين لمواجهة هذه التحديات".
اصرار إيران على تنفيذ العراق لكامل اتفاقهما الأمني
وكان أحمدیان قد شدد خلال اجتماعه في طهران في الاول من الشهر الحالي مع الاعرجي على ضرورة تنفيذ الاتفاقية الأمنية مع العراق بشكل دقيق وكامل معتبرا ذلك ضمانا لإرساء الأمن في الحدود بين البلدين.
وكشف نائب قائد العمليات العراقية المشتركة الفريق أول ركن قيس المحمداوي مؤخرا انه قد تم خلال الاسبوعين الاخيرين مسك 12 نقطة حدودية مع ايران من قبل قوات الحدود العراقية وإبعاد مسلحي المعارضة الإيرانية الكردية من الحدود باتجاه الداخل في أماكن محددة" ومن ابرزها الحزب "الديمقراطي الكردستاني الإيراني حدكا" وحزب "كوملة" الكردي اليساري وحزب "الحياة الحرة بيجاك" إضافة إلى منظمة "خبات" القومية الكردية.
نزع سلاح المعارضين وتسليم المطلوبين منهم لايران
يشار الى ان الحرس الثوري الإيراني كان قد استهدف مرارا مواقع الأحزاب الكردية المتمركزة في إقليم كردستان العراق بالصواريخ ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال.
يذكر أنه في الأشهر الأخيرة تم اغتيال عدد من قوات الحزب الكردي المعارض في إقليم كردستان العراق على يد عناصر تابعة للنظام الإيراني كما تم نشر مقاطع فيديو تظهر نقل السلطات الايرانية لاسلحة ومعدات عسكرية ثقيلة إلى الحدود الإيرانية- العراقية.
وفي أواخر آب أغسطس الماضي أعلنت كل من بغداد وطهران توقيع اتفاقية أمنية بين البلدين تقضي بتفكيك معسكرات المعارضة الكردية الإيرانية الموجودة في إقليم كردستان على الحدود مع إيران شمالي العراق وإيقاف طهران عملياتها العسكرية داخل البلدات الحدودية العراقية مقابل قيام بغداد بتفكيك تجمعات تلك المعارضة ونزع سلاحها وإبعادها عن الحدود مع إيران وتسليمها المطلوبين منهم.