إيلاف من لندن: في خطوة دبلوماسية واسعة لافتة، تسلم الرئيس الفلسطيني أوراق اعتماد السفير السعودي لدى الأردن، نايف بن بندر السديري، سفيرًا غير مقيم لدى الأراضي الفلسطينية، وقنصلا عامًا في مدينة القدس.
واستقبل الرئيس محمود عباس، السفير السديري في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية. وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية: "استعرض السفير نايف السديري، لدى وصوله إلى مقر الرئاسة حرس الشرف الذي اصطف لتحيته، فيما عُزف النشيدان الوطنيان الفلسطيني والسعودي".
ورحب الرئيس عباس بالسفير السديري، "مشيدا بزيارته المهمة إلى فلسطين وتعيينه سفيرا للمملكة العربية السعودية لدى (دولة فلسطين)".
وقال رئيس السلطة الفلسطينية إن "هذه الخطوة ستسهم في تعزيز العلاقات الأخوية المتينة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين".
من جانبه، قال السفير السعودي عقب اللقاء: "تشرفت بنقل تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو سيدي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، إلى الرئيس محمود عباس، وتقديم أوراق الاعتماد للسيد الرئيس".
وأضاف السفير السديري، حسبما نقلت عنه وكالة "وفا": "أكدنا على العلاقة الوثيقة التي تربط المملكة العربية السعودية بدولة فلسطين، وإن شاء الله، تكون هذه الزيارة فاتحة لتعزيز المزيد من العلاقات في جميع المجالات".
وشدد السفير السديري "على مواقف السعودية بقيادة الملك سلمان وولي عهده، الثابتة والداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة"، حسب الوكالة.
علاقات طبيعية
وكان السفير السعودي لدى الأردن والسفير غير المقيم لدى الأراضي الفلسطينية أكد أن المملكة تطمح للوصول إلى علاقات "طبيعية" مع كافة الدول العالم، وذلك في إطار رده على سؤال حول إمكانية تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، بعد لقائه مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في رام الله، الثلاثاء.
وقال السديري في رد على سؤال إحدى الصحفيات حول موقع "القضية الفلسطينية" في ظل الحديث عن إمكانية تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل: "كلمة تطبيع تُوضع في سياق غير مناسب أحيانا، فالتطبيع باللغة العربية يعني الطبيعي أي الشيء الطبيعي".
وأردف السفير السعودي قائلا: "الطبيعي بين كل الشعوب والدول هو السلام والاستقرار، فنأمل ونرجو مثلما تحدث سمو سيدي ولي العهد أن يكون هناك علاقات طبيعية مع كافة دول العالم".
مكانة عالية
وقال السفير السديري للصحفيين في رام الله إن زيارته تعد تأكيدا "على أن القضية الفلسطينية وفلسطين وأهل فلسطين يقعون في مكانة عالية ومهمة، وإن شاء الله في الأيام القادمة يكون هناك مجال لتعاون أكبر بين المملكة العربية السعودية ودولة فلسطين من خلال هذا التأييد وهو دلالة مهمة لحرص المملكة على هذه البلد وأهلها".
وأضاف "المبادرة العربية التي قدمتها المملكة عام 2002 هي ركن أساسي من أي اتفاق قادم إن شاء الله".
ويشير ذلك إلى اقتراح كانت طرحته الرياض وتبنته الدول العربية على نطاق واسع فيما بعد، وهو أن إسرائيل لن تحصل على اعتراف عربي بها إلا إذا انسحبت من الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967، ومن بينها تلك التي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها.