: آخر تحديث
بركة عد جيل اليوم لا يقل وطنية عن جيل الأمس لكنه يحتاج إلى من يسمعه

أمين "الاستقلال" المغربي يعترف بإخفاق الحكومة في الاستجابة لتطلعات الشباب

3
2
3

إيلاف من الرباط: اعترف نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي ووزير التجهيز والماء، بأن الحكومة لم تنجح في الاستجابة الكاملة لتطلعات الشباب، رغم الجهود المبذولة في مجالات التشغيل والحماية الاجتماعية وباقي الإصلاحات الهيكلية. 

وقال في مناظرة تلفزيونية مع عينة من شباب "جيل Z" بثتها القناة التلفزيونية المغربية الثانية الليلة الماضية: "نحن نتحمل مسؤوليتنا السياسية كاملة، وكما تحسب لنا نجاحات تُحسب علينا اخفاقات. ولا يمكن لأي مكوّن في الأغلبية أن يتنصل من المسؤولية، لأننا شركاء في القرار والتنفيذ". وأضاف إن "جيل اليوم لا يقل وطنية عن جيل الأمس لكنه يحتاج إلى من يسمعه".

وتحدث بركة بنبرة نقدية هادئة، في الوقت الذي تواصل فيه حركة "جيل Z" احتجاجاتها لليوم العاشر على التوالي، وقال إن الشباب المغربي يوجد اليوم "في قلب التحول الديمقراطي والاجتماعي الجديد"، مشيرًا إلى أن الجيل الصاعد يمتلك القدرة على صنع المعجزات، شريطة أن تفتح أمامه المؤسسات السياسية فضاءات التعبير والمشاركة. وتابع قائلا "نؤمن بأن هذا الجيل قادر على تحقيق المعجزات، تمامًا كما فعل أجدادنا في مرحلة البناء الوطني. ودورنا اليوم هو أن نفتح له المجال ليبدع ويشارك ويقود المستقبل، الثواق إلى بناء مغرب العدالة والكرامة".

وتفاعلا مع التحولات الاجتماعية والسياسية التي يعيشها المغرب، أعاد بركة النقاش حول موقع الشباب في معادلة التنمية والديمقراطية، معتبرًا أن التحدي اليوم لا يرتبط فقط بالاقتصاد أو التشغيل، بل أيضًا بقدرة الدولة والأحزاب على تأطير جيلٍ يعيش بين الواقع المحلي والعالم الرقمي. وأوضح أن "الجيل الجديد يعيش في عالم مفتوح بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكنه في الوقت نفسه يعيش عزلة عن واقعه المحلي"، وهي عزلة، كما قال، "تجعله يشعر أحيانًا بامتلاك الحقيقة المطلقة، بعيدًا عن النقاش العمومي المتوازن".

وبرأي بركة، فإن هذه الظاهرة لا تخص المغرب وحده، بل تعكس أزمةً عالمية في الديمقراطيات التمثيلية، حيث تراجعت الثقة في الوسائط السياسية والمؤسسات التقليدية، مما يستدعي ابتكار قنوات جديدة للحوار والتأطير قادرة على مخاطبة لغة الشباب.

وشدد الأمين العام لحزب الاستقلال على أن المرحلة تتطلب تجديد لغة التواصل السياسي، لأن الشباب "لم يعد يستمع للغة الخشب أو الخطاب المتعالي"، داعيًا الأحزاب والحكومة إلى اعتماد مقاربات تفاعلية منفتحة، يكون فيها الشباب فاعلين لا متلقين.

وقال إن حزبه يعمل وفق مبدأ "الشباب من نفس الجيل هو الأقدر على مخاطبة أقرانه".

وكشف عن مبادرة سياسية جديدة أطلقها حزب الاستقلال، تهدف إلى بلورة ميثاق وطني للشباب بحلول سنة 2026، عبر الأكاديمية الاستقلالية للشباب التي تنظم لقاءات ميدانية لجمع اقتراحات الشباب وملاحظاتهم حول السياسات العمومية.

وذكر أن الهدف هو إعادة بناء الثقة بين الأجيال، وتثبيت الشباب كشريك أساسي في صنع القرار الوطني.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار