واشنطن: اعتبرت الولايات المتحدة الأحد أنّ تمرّد قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين الذي تمّ إحباطه، شكّل تحدّياً لسلطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكشف وجود "تصدّعات حقيقية" في أعلى هرم السلطة وأجبر السلطات على "الدفاع" عن موسكو.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تصريحات لشبكات تلفزة عدّة إن تمرّد قائد مجموعة فاغنر "شكّل تحدّياً مباشراً لسلطة بوتين"، وتابع "هذا الأمر يثير تساؤلات كبرى، ويُظهر وجود تصدّعات حقيقية".
وتابع بلينكن "لم نشهد بعد الفصل الأخير" من هذه الانتفاضة، وأضاف "لكنّ وجود أحد ما في الداخل يتحدّى سلطة بوتين ويشكّك بشكل مباشر في الأسباب التي من أجلها أطلق هذا الهجوم على أوكرانيا هو أمر وقعه قويّ جداً".
وأجرت الولايات المتحدة في الساعات الأربع والعشرين الاخيرة مشاورات مكثّفة مع حلفائها الأوروبيين بشأن الأزمة في روسيا، وكانت قد امتنعت إلى حينه عن الإدلاء بتعليقات مباشرة على تلك التطورات، تجنّبا لإعطاء الرئيس الروسي أي لاتّهام واشنطن بالضلوع في الانتفاضة.
وأبعد من التداعيات الحالية للتمرّد على الحرب في أوكرانيا، تسود خشية أيضاً من غرق قوة نووية عظمى في حالة من انعدام الاستقرار.
والسبت أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن محادثات مع عدد من القادة الغربيين حول الأوضاع في روسيا بينهم نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما عقد اجتماعا لمجلس الأمن القومي.
من جهته تواصل بلينكن السبت مع نظرائه في دول مجموعة السبع ومع نظيريه البولندي والتركي.
وبحسب صحيفتي "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، فإن أجهزة الاستخبارات الأميركية كانت قد حذّرت البيت الأبيض من انتفاضة وشيكة لـ"فاغنر" في روسيا قبل يوم من تمرّد مجموعة المرتزقة.
صعوبة التكهنات
واعتبر بلينكن أنّه "من السابق لأوانه" التكهّن بشأن تداعيات الأزمة على روسيا أو على الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وقال الوزير الأميركي إنّ "تحويل انتباه روسيا (...) يخلق باعتقادي ميزة إضافية" لأوكرانيا التي تقود هجوماً ضدّ القوات الروسية.
وأضاف "قبل 16 شهراً كانت القوات الروسية عند مداخل كييف، وكانت تعتقد أنّ بإمكانها الاستيلاء على المدينة خلال بضعة أيام، وأنّ بإمكانها إزالة أوكرانيا بصفتها بلداً مستقلاً من الخريطة".
ولفت الوزير الأميركي إلى أنّ الروس "تعيّن عليهم في نهاية الأسبوع أن يدافعوا عن موسكو ضدّ مرتزقة هم من أوجدوهم"، مشدّداً على أنّ الأزمة تفاقم "الإخفاق الاستراتيجي" للرئيس الروسي في أوكرانيا.