إيلاف من لندن: تم الاعلان في طهران الأحد عن تفاهمات مصرية ايرانية تُقرب من اعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بينهما والاستغناء عن وساطة العراق في هذا المجال.
وقالت نقابة خدمات السفر الجوي والسياحة الايرانية ان الدفعة الأولى من السياح الإيرانيين ستتوجه إلى مصر خلال الـ 45 يومًا المقبلة وسيتم إطلاق رحلة أولى بشكل رمزي مباشرة بين طهران والقاهرة قريبا.
وأضافت انه عقب إفتتاح القنصلية الايرانية في القاهرة لن يتم استخدام العراق كدولة وسيطة لأنه يزيد الوقت والتكلفة.
وكشف رئيس مجلس إدارة النقابة في تصريح اليوم لوكالة تسنيم الايرانية للانباء تابعته "ايلاف" عن أن مدير عام وزارة السياحة المصرية سيصل إلى طهران الأسبوع المقبل. وقال "في الأسبوع الماضي أجرينا خلال زيارة مصر مباحثات مع المسؤولين الحكوميين والخاصين في مجال السياحة المصرية.
استئناف السياحة بوساطة عراقية
ولفت المسؤول الايراني إلى ان مفاوضات تعزيز السياحة أجريت مع مصر بوساطة العراق معربًا عن أمله في أن يذوب جليد العلاقات السياسية بين طهران والقاهرة قريباً.
وكان المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي قد أكد في 30 ايار مايو الماضي استعداد الحكومة الإيرانية لتعزيز العلاقات مع مصر.
وأضاف في مؤتمر صحافي "كما قال قائد الثورة (علي خامنئي) ان الحكومة مستعدة لتطوير العلاقات مع مصر ورئيس الجمهورية (ابراهيم رئيسي) أوعز لوزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة عقب تصريحات قائد الثورة".
ومنتصف مايو الماضي أعرب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن أمله أن تشهد العلاقات الإيرانية المصرية تطورا وانفتاحا جديّا ومتبادلا .. موضحا أن مكتب رعاية مصالح البلدين ينشط في طهران والقاهرة وأن هناك قناة رسمية للاتصال المباشر بين البلدين.
وقال إن هناك دولا تبذل جهودا وتشجع القاهرة وطهران على ارتقاء مستوى العلاقات بينهما مؤكدا ترحيب بلاده دوما بتطوير العلاقات مع القاهرة.
وفي السياق أعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني فدا حسين مالكي أنه ستتم إعادة فتح سفارتي إيران ومصر قريبا. وأضاف أن المفاوضات بين إيران ومصر جارية في العراق وستستأنف العلاقات بين البلدين في المستقبل القريب .
.. ووساطة عُمانية
واضافة الى العراق فقد لعبت سلطنة عمان دورا كبيرا في مساعي استتئناف العلاقات المصرية الايرانية حيث تقود مسقط عملية وساطة بين طهران والقاهرة لرفع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى مستوى سفير.
وما عزز من امكانية نجاح الوساطة العمانية بين القاهرة وطهران أن هيثم بن طارق التقى قبيل ختام زيارته الى طهران في 31 مايو الماضي بالمرشد الأعلى الايراني علي خامنئي حيث استمع منه تأكيدا بإن طهران ترحب بتحسين العلاقات الدبلوماسية مع مصر. كما كان السلطان هيثم قد زار مصر ايضا حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتأتي الوساطة العمانية بين القاهرة وإيران بعد نجاح الدور العماني في الوساطة بين طهران وعواصم غربية آخرها عملية تبادل السجناء التي تمت مؤخرا بين إيران وبلجيكا.
وكانت مصر وايران قد قطعتا العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1980 بعد عام واحد من الإطاحة بآخر شاه لإيران محمد رضا بهلوي الذي فرّ إلى مصر وحصل فيها على حق اللجوء ثم استؤنفت العلاقات من جديد بعد 11 عاما لكن على مستوى القائم بالأعمال ومكاتب المصالح.