زفيتشان (كوسوفو): اصيب نحو 25 من قوة حفظ السلام بقيادة الناتو في كوسوفو الإثنين خلال مواجهات مع متظاهرين صرب طالبوا بمنع رؤساء بلديات ألبان منتخبين في اقتراع مثير للجدل من تولي مناصبهم.
وقالت القوة المتعددة الجنسية إن العديد من جنود الكتيبتين الايطالية والمجرية "تعرضوا لهجمات غير مبررة واصيبوا بكسور وحروق بسبب انفجار عبوات حارقة".
ميلوني
وعبرت رئيسة الوزراء الايطالية جورجيا ميلوني مساء الاثنين عن "تنديدها الشديد" بما حصل، معتبرة ان الهجوم "مرفوض وغير مسؤول".
قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية الحكومية "ار تي اس" إن أكثر من 50 صربيًا أصيبوا خلال الاشتباكات، واصيب اثنان بجروح خطرة ويوجد مصاب في حالة حرجة.
وقاطع الصرب، الذين غادر ممثلوهم السياسيون الإدارات المحلية في شمال كوسوفو في تشرين الثاني/نوفمبر في سياق مواجهة بين بلغراد وبريشتينا، الانتخابات البلدية التي نظمتها حكومة كوسوفو في نيسان/أبريل لإنهاء الفراغ المؤسسي.
فاز رؤساء البلديات الألبان في انتخابات محلية نظمتها سلطات كوسوفو في 23 نيسان/أبريل في أربع بلديات معظم سكانها من الصرب الذين قاطعوا هذه الانتخابات إلى حد كبير، فلم يشارك في الاقتراع سوى 1500 ناخب من أصل 45 ألفا مسجلين.
وفي وقت سابق الإثنين، أطلقت شرطة كوسوفو غازًا مسيلًا للدموع لتفريق متظاهرين صرب كانوا يحتجون أمام مبنى بلدية زفيتشان ذات الغالبية الصربية، وحاولوا الدخول إلى المبنى، بحسب مراسلة فرانس برس في الموقع.
حاولت قوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي تفريق المتظاهرين عن الشرطة، ثم بدأت لاحقا بتفريق الحشود باستخدام الدروع والهراوات.
ورد العديد من المتظاهرين بإلقاء الحجارة والزجاجات والزجاجات الحارقة باتجاه الجنود، وتم صدهم بسرعة على بعد مئات الامتار من بلدية زفيتشان.
ودان حلف شمال الأطلسي "بشدة" الاثنين الهجمات "غير المقبولة" على قوته، مضيفا ان "هذه الهجمات غير مقبولة بالكامل. ينبغي أن يتوقف العنف فورا".
وكانت الشرطة قالت في بيان إنها ردّت عندما حاول المتظاهرون اختراق طوق أمني "باستخدام العنف والغاز المسيل للدموع".
حصلت صدامات مماثلة الجمعة خلال وصول رؤساء بلديات لتسلّم مناصبهم برفقة الشرطة.
تشهد كوسوفو، الإقليم الصربي السابق الذي أعلن استقلاله في 2008، مواجهات متكررة في الشمال حيث تشجع بلغراد الصرب على تحدي سلطات البلاد التي تسعى لفرض سيادتها على المنطقة بكاملها.
يعيش حوالى 120 ألف صربي في كوسوفو التي يبلغ عدد سكانها 1,8 مليون نسمة غالبيتهم الساحقة من الألبان.
وقالت قوة حلف شمال الاطلسي المنتشرة في كوسوفو إنها "عززت وجودها" في الشمال وحثت بلغراد وبريشتينا على استئناف الحوار برعاية الاتحاد الاوروبي لتخفيف التوتر.
دعوات لاحتواء التصعيد
اعتبارًا من الجمعة، دعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا سلطات كوسوفو إلى "التراجع فورا واحتواء التصعيد". وعبرت هذه الدول في بيان مشترك عن "قلقها إزاء قرار صربيا رفع مستوى تأهب قواتها المسلحة عند الحدود مع كوسوفو".
وأمر الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش الجمعة الجيش بأن يكون في حال تأهب و"التحرك" في اتجاه الحدود مع كوسوفو.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "الصرب يقاتلون من أجل حقوقهم في شمال كوسوفو"، مؤكدا أن الجيش في حال تأهب و"القرار سيتخذه الرئيس الصربي".
وقال لافروف خلال زيارة لكينيا تعليقا على تدخل الناتو عام 1999 ضد بلغراد والذي أنهى الحرب بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان "هناك انفجار كبير يلوح في الأفق في قلب اوروبا، حيث شن الناتو عام 1999 عدوانا على يوغسلافيا" السابقة.