تايبيه: استدعت تايوان الخميس سفيرها لدى هندوراس، بسبب زيارة وزير خارجية تيغوسيغالبا لبكين، حسبما أعلنت حكومة تايبيه في بيان.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية التايوانية إنّ "هندوراس تجاهلت أكثر من ثمانين عاماً من الصداقة بين (تايوان وهندوراس) عندما أرسلت وزير خارجيتها إلى الصين، الأمر الذي أضرّ بقوّة بمشاعر حكومتنا وشعبنا".
وأضاف البيان "قرّرنا استدعاء سفيرنا في هندوراس فوراً للتعبير عن استيائنا الشديد".
وجاء هذا الإعلان في وقت كان وزير خارجية هندوراس إدواردو انريكي رينا في طريقه إلى الصين لإجراء محادثات بشأن إقامة علاقات دبلوماسية مع بكين، حسبما أفاد مسؤولون حكوميون.
وتعتبر الصين أن جزيرة تايوان الديموقراطية ذات الإدارة الذاتية إحدى مقاطعاتها التي ستستعيدها يوماً ما، بالقوة إذا لزم الأمر.
الأسبوع الماضي، أعلنت رئيسة هندوراس سيومارا كاسترو أنّها طلبت من رينا إقامة علاقات دبلوماسية مع الصين، في قرار يهدّد علاقات هذا البلد الواقع في أميركا الوسطى مع تايوان.
صين واحدة
وبموجب مبدأ "صين واحدة"، لا يقبل النظام الشيوعي في بكين إقامة علاقات دبلوماسية معه ومع تايبيه في الوقت نفسه. ويؤدّي اعتراف أيّ دولة بجمهورية الصين الشعبية بحكم الأمر الواقع إلى قطع العلاقات بينها وبين تايوان.
وترافق رينا إلى الصين النائبة سيومارا زيلايا ابنة الرئيسة كاسترو، حسبما أفاد ثلاثة مسؤولين حكوميين ودبلوماسيين وكالة فرانس برس.
وقال مدير مكتب الرئاسة رودولفو باستور لصحيفة "ديلي إل هيرولد" إنّ الوفد الهندوراسي سيلتقي وزير الخارجية الصيني كين غانغ.
لم تؤكد بكين الزيارة، ولكن المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين قال الخميس إنّ الصين "مستعدّة" لإقامة علاقات مع هندوراس.
وأضاف وانغ "ترحّب الصين بالإشارات الإيجابية الصادرة عن حكومة هندوراس بشأن تطوير العلاقات مع الصين، وتعرب عن استعدادها لإقامة وتطوير العلاقات الثنائية مع هندوراس وفق مبدأ المساواة والاحترام المتبادل".
الأسبوع الماضي، قال رينا إنّ الضرورة الاقتصادية ورفض تايوان زيادة المساعدات المالية لهندوراس كانا وراء قرار إقامة علاقات مع الصين.
وتعدّ هندوراس واحدة من أفقر الدول في أميركا اللاتينية، حيث يعيش حوالى 74 في المئة من سكّانها البالغ عددهم 10 ملايين نسمة في فقر. وقدر رينا الدين الداخلي والخارجي للبلاد بـ20 مليار دولار، منها 600 مليون دولار مستحقّة لتايوان.
وجاء التحول الدبلوماسي - الذي تعهّدت به كاسترو أثناء حملتها الانتخابية - بعد أسابيع من إعلان حكومتها أنها تتفاوض مع الصين لبناء سدّ لتوليد الطاقة الكهرمائية.
ورداً على أسئلة النواب بشأن تقارير تفيد بأنّ هندوراس طلبت المزيد من المساعدات من تايبيه، قال وزير خارجية تايوان جوزيف وو الخميس إنّ حكومته ليست مستعدّة لقبول "طلب غير منطقي".
وأضاف "سأكون صريحاً، نحن في وضع صعب نوعاً ما. ما زلنا نبذل قصارى جهدنا، وسنبذل قصارى جهدنا حتى اللحظة الأخيرة".
وتدارك "ولكن لن نقبل أي طلب غير منطقي من هندوراس أو أي دولة أخرى، خصوصاً إذا كان غير شفاف".
وفي بيان منفصل بشأن القضية ذاتها، قالت وزارة الخارجية التايوانية إنّ الجزيرة "لن تتعامل مع الصين في إطار دبلوماسية الدولار".
وأضاف البيان "تودّ (وزارة الخارجية) مناشدة وتذكير حكومة هندوراس مرّة أخرى بأن لا تقع في فخّ ديون الصين".
وتقوم رئيسة تايوان تساي إينغ وين في 29 آذار/مارس، بجولة تستغرق 10 أيام لتعزيز العلاقات مع اثنين من حلفائها المتبقّين - بيليز وغواتيمالا - كما ستكون لها محطّتان في نيويورك ولوس أنجليس.
في السابع من آذار/مارس، أكد رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي أنّه سيلتقي تساي في ولاية كاليفورنيا التي تعدّ مسقط رأسه، في وقت أكّدت وزارة الخارجية أنّ الرحلة المتوقّعة هي "عبور" وليست "زيارة".
وأعربت بكين عن معارضتها لهذا اللقاء.