: آخر تحديث
تحذير من تفجر العنف والخراب

العراق بمواجهة فتنة طائفية.. هيئة شيعية تغتصب جامعا ومدرسة للسنة

29
32
34

إيلاف من لندن: وضع اجراء لهيئة شيعية عراقية  البلاد الأربعاء على شفا تفجر فتنة طائفية تعيد البلاد الى دوامة العنف إثر اغتصابها للمسجد الكبير ومدرسته الدينية التابعين للوقف السني في مدينة سامراء ما جوبه برفض وغضب سنيين.    

فقد فجر تصرف العتبة العسكرية الشيعية في مدينة سامراء التي تقطنها غالبية سنية غضباً واسعاً لدى الهيئات الدينية والسياسية والعشائرية العراقية خلال الساعات الأخيرة حيث حذرت في بيانات وتصريحات تسلمتها "إيلاف" من إيقاد فتنة طائفية خطيرة وذلك وسط صمت حكومي ومرجعي شيعي.

إشعال نار الطائفية
وقال المجمع الفقهي العراقي ومديرية الوقف السني ومجلس العشائر في مدينة سامراء التابعة لمحافظة صلاح الدين (125 شمال غرب بغداد) في بيان تلاه الشيخ عز الدين محيي الرفاعي أن أهل سامراء يرفضون بشدة تصرفات العتبة العسكرية بالسيطرة على الجامع الكبير والاستحواذ عليه في وقت تمر فيه البلاد في أزمات عميقة إذ تكاد أن تقضي على البقية الباقية من تماسكه.
وأشار الى أن النبي محمد قد حذر من اغتصاب الأرض فكيف سيكون الحال لدى اغتصاب المساجد الذي سيشعل نيران الطائفية والاحراق بلهيبها مشيداً بجهود ائمة المدينة السنة وتواصلهم مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني لاتخاذ موقف سريع يوئد الفتنة التي تقف على مقربة منها سامراء وسكانها.  

اغتصاب علني
ودان ديوان الوقف السني ما وصفه بالخطوة الاستفزازية التي حصلت في سامراء الثلاثاء بافتتاح جامع سامراء الكبير (للسنة) وتغيير اسمه الى (صاحب الأمر) كناية عن اسم الإمام المهدي الثاني عشر الذي يعتقد الشيعة المسلمون أنه غائب حالياً وسيظهر في زمان ما ليعيد العدل للعالم  "رافضاً أشد الرفض ما تتعرض له أوقافه من اغتصاب علني خلال السنوات الأخيرة دون حسيب أو رقيب".
وعد الديوان هذا الإجراء من الأخطاء الدينية والشعبية والمجتمعية التي لابد من استدراك مخاطرها باعتبارها خطوة نحو التصعيد والاستفزاز  للمكون السني في سامراء بصورة خاصة والعراق بصورة عامة.
وطالب ديوان الوقف السني الجهات ذات العلاقة الرسمية والدينية بالتدخل ووقف هذه الفتنة والفطنة لمآلاتها المذمومة على البلد والتحقيق مع مفتعلي الازمة التي طالت الجامع الكبير في سامراء والذي له مكانة كبيرة في نفوس اهلها.
وطالب الوقف السني الحكومة والمراجع الدينية بالوقوف ضد هذا الإجراء لإطفاء الفتنة وحفظ السلم المجتمعي بين مكونات الشعب العراقي.

عدوان سافر
وقال نائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي في تغريدة على تويتر أن العتبة العسكرية للوقف الشيعي استولت على الجامع الكبير ومدرسته الدينية في سامراء وغيرت اسمه الى جامع ولي الأمر.. في عدوان سافر جديد لا شرعية له ولا مبرر "وظلم يضاف الى المظالم التي وقعت علينا والتي تنوء بها الجبال".
وتساءل الهاشمي قائلاً "هل الغرض إجهاض المساعي الرامية لاستعادة التعايش وتحقيق الاستقرار.. هل هي تحد للسلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية؟ هل هي رفض لتصنيف اليونسكو للجامع المذكور ضمن التراث العالمي؟.. هل لحرف الأنظار عن مؤامرة وحدث جسيم يدبر لهذا الشعب المسكين؟
وأضاف أنه "مهما كانت الدوافع مشبوهة فلا بد أن تلتقي إرادة الرافضين لهذا الظلم وتتوحد للتصدي له وإجهاضه كي يعاد الحق الى أهله قسطاً وعدلاً.. أما رئاسة الجمهورية الساهرة على الدستور فيتوجب عليها بيان موقفها الصريح وفق الدستور والقانون حفاظاً على وحدة النسيج العراقي وصيانة للسلم الأهلي".


مئذنة جامع سامراء الكبير يبلغ عمرها الف عام (تويتر)

إيقاف محاولات إيقاد الفتنة
من جهته رفض تحالف "السيادة" بزعامة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي رفضاً قاطعاً ما أقدمت عليه العتبة العسكرية في سامراء "من إجراء غير مسبوق ولا يتمتع بأدنى درجات الحكمة والسيطرة على الجامع الكبير وعلى المدرسة الدينية الملاصقة له والذي كان لمئات السنين ولا زال مملوكاً الى ديون الوقف السني  ولأهل السنة والجماعة الى يومنا هذا.
ودعا التحالف رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى التدخل "العاجل والفوري" لإيقاف "محاولات ايقاد الفتنة التي لجأت الى هذا الفعل غير القانوني بلا أدنى شعور بالمسؤولية وإعادة الجامع الكبير والمدرسة الدينية في سامراء الى عهدها الذي كانت عليه ونهجها المعروف بالوسطية والاعتدال.
واتهم التحالف العتبة العسكرية الشيعية بالسعي لإحداث تغيير ديمغرافي وإرباك العلاقة المتينة بين مكونات الشعب العراقي ومحاولة خائبة لدق إسفين بينها كونها تهديد صريح للسلم المجتمعي والتعايش السلمي بين العراقيين.
 
نزعة طائفية واستفزاز
أما جبهة الانقاذ والتنمية برئاسة نائب رئيس الجمهورية السابق أسامة النجيفي فقد أكدت انه لم يعد مقبولاً أن تنفرد جهة أو فصيل أو مجموعة بتنفيذ رغباتها غير الشرعية والاعتداء على حقوق الآخرين بعيداً عن مسوغ قانون أو شرعي.. معتبرة أن تغيير العتبة العسكرية اسم الجامع الكبير في سامراء والحاقه بالوقف الشيعي تحت اسم جامع (ولي الأمر) لا يقصد منه سوى أمر واحد قوامه فرض النزعة الطائفية واستفزاز أصحاب الحق والتاريخ.
وحذرت من أن الهدف من هذا الاعتداء على مشاعرهم ومعتقداتهم هو محاولة لاحداث تغيير للهوية التي تنتمي اليها الغالبية من سكنة سامراء من السنة.
ووصفت الجبهة تصرف العتبة العسكرية بأنه يستند الى القوة والى العنف ما يعني فتح بوابة للخراب لا يحتاجها البلد لأنها ستمعن في تفعيل أزماته.
ودعت الحكومة والقيادات المؤمنة بمصلحة العراق الى المبادرة فوراً لوقف الإجراءات غير الشرعية ومعاقبة الفاعلين "لنثبت أمام شعبنا والعالم أن العراق أقوى مما يظنه الادعياء وهو موحد تجاه الأعداء ومهما كانت الجهة التي تقف وراءه".
وشددت الجبهة  على ضرورة اتخاذ اجراء سريع حازم يعيد الحق الى نصابه ويلقن أصحاب الأجندات الطائفية درساً خدمة للعراق وشعبه الصابر".

خطوة تنتهك الشرع والقانون
كما حذر رئيس لجنة الأوقاف والعشائر في البرلمان العراقي من "النعرة الطائفية" نتيجة خطوة اتخذتها العتبة العسكرية ستؤثر "سلباً" على اللحمة المجتمعية في مدينة سامراء.
وقال رئيس السن للجنة محمود المشهداني "نستغرب الإجراء غير القانوني لإدارة العتبة العسكرية بالإعلان عن تبديل إسم جامع سامراء الكبير ومدرسته الدينية التاريخية وتحويل عائديتهما إلى إدارة العتبة بعد أن كان وعلى مدى أجيال طويلة مسجداً للسادة الشافعية حيث يحتوي المسجد على مقبرة لأئمته الذين تولوا التدريس فيه لفترة طويلة من الزمن".
وحذر المشهداني من المضي "بهذه الخطوة المخالفة للقانون والأعراف وقبل ذلك الحكم الشرعي".. ورأى "أن هذا التصرف غير المحسوب سينعكس سلباً على اللحمة المجتمعية في سامراء".. مشدداً بالقول "إنها النعرة الطائفية التي تستقوي بلا سند قانوني ولا شرعي.. وأنها سبيل الفرقة المقيتة والرجوع الى مربع الفشل".
يشار الى أن مدينة سامراء هي حاضرة وتاريخية تقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة وكانت عاصمة الدولة العباسية بعد بغداد و اسمها آنذاك سر من رأى وقد بناها الخليفة المعتصم عام 835 لتكون عاصمة دولته .. وهي تضم مرقد الإمامين لدى الشيعة علي الهادي والحسن العسكري وتقطنها أغلبية سنية اذ يبلغ عدد سكانها حوالى ربع مليون نسمة وقد ضمتها منظمة اليونسكو عام 2007 إلى قائمة التراث العالمي.   

جامع سامراء الكبير
هو مسجد بني في القرن التاسع الميلادي في سامراء وتم انشاؤه عام 848 واكتمل في عام 851 من قبل الخليفة العباسي المتوكل الذي حكم  في سامراء بين عامي 847 و861.  
ويشتهر المسجد بمئذنته التي يبلغ ارتفاعها 52 مترًا ويحيط بها منحدر حلزوني فيما يقع المسجد على مساحة 27920 متراً مربعاً وبطول 240 متراً وبعرض 158 متراً ويسع المصلى الواسع فيه لأكثر من ثمانون ألف مصلِّ.
وقد كانت منارة الجامع من أبرز معالم الحضارة المعمارية العباسية    وهي فريدة من نوعها بين مآذن العالم الإسلامي في الطراز المعماري  حيث بنيت على شكل حلزوني.  
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار