قال رئيس وزراء السويد أولف كريسترسون إن المتظاهرين، الذين علقوا دمية تشبه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أحد أعمدة الإنارة في العاصمة السويدية ستوكهولم، كانوا يحاولون عرقلة الطلب الذي تقدمت به بلادهم للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
ولا تزال السويد تحتاج إلى موافقة تركيا على طلبها - وهي الموافقة المشروطة من قبل أنقرة بأن تشن ستوكهولم حملة ضد الجماعات التي تصفها إدارة أردوغان بالإرهابيين- بمن في ذلك الجماعات التي علقت دمية للرئيس التركي في العاصمة السويدية.
ووصف وزير سويدي تلك الواقعة بأنها "مؤسفة"، لكن تركيا قالت إن إدانة ما حدث لا تكفي.
ونشرت جماعة موالية للأكراد تُدعى "لجنة التضامن السويدية من أجل روج آفا" صورًا لدمية مشنوقة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالقرب من مجلس مدينة ستوكهولم.
وقالت الجماعة إنها تريد استحضار إعدام الدكتاتور الفاشي الإيطالي بينيتو موسوليني. كما حثت أروغان على "انتهاز الفرصة المتاحة أمامه للتنحي عن الحكم قبل أن ينتهي به الأمر إلى الشنق مقلوبا رأسا على عقب في ميدان تقسيم".
وحمل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مسؤولية ما حدث لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب - وهما حركتان تعتبرهما أنقرة جماعات إرهابية.
أردوغان يهدد بعرقلة قبول انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو
الناتو: تحذير تركي بشأن انضمام السويد وفنلندا للحلف
الناتو: تركيا تدعم ترشح فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي
وتعهدت السويد بأن تنأى بنفسها عن الحركتين من أجل الحصول على دعم الحكومة التركية لطلب انضمامها إلى الناتو، وهو الدعم الذي تأخر لأشهر طويلة.
ووصفت أنقرة ائتلاف يمين الوسط الحاكم في السويد - الذي يدعمه حزب يميني متشدد - بأنه "قوي الإرادة، ومن السهل العمل معه" مقارنة بالنظام السابق، لكن هذه الاحتجاجات أثارت غضب تركيا.
وقال جاويش أوغلو لوسائل إعلام محلية إن أمام السويد خيارين "إما أن تغض الطرف عما حدث أو تنحني أمامه" أو أن تفي بوعودها باتخاذ إجراء ضد "الجماعات الإرهابية".
واستدعت تركيا السفير السويدي على خلفية واقعة دمية أردوغان، كما ألغت زيارة كان من المقر أن يقوم بها رئيس البرلمان السويدي إلى أنقرة.
وفتحت النيابة العامة في العاصمة التركية تحقيقا في الواقعة، وفقا لما نشرته وكالة أنباء الأناضول.
الناتو: من هم "الإرهابيون" الذين تطالب بهم تركيا للموافقة على انضمام السويد وفنلندا للحلف؟
أردوغان: تركيا مصممة اليوم أكثر من أي وقت مضى على حماية حدودها مع سوريا
وقال أولف كريسترسون إن ما فعله المتظاهرون كان محاولة لتعطيل موافقة الناتو على طلب العضوية الذي تقدمت به بلاده إلى الحلف، وهو ما وصفه بأنه خطر على الأمن القومي في السويد.
وأضاف، في مقابلة أجرتها معه قناة تي في4 إن الأمر "بالغ الخطورة أن تحدث عملية إعدام تخيلية ساخرة لرئيس أجنبي وصل إلى سدة الحكم بانتخابات ديمقراطية" في بلد مثل السويد لها تاريخ في الاغتيالات السياسية.
لكن عضوا في الجماعة السويدية الموالية للأكراد، التي تقف وراء هذه الواقعة، قال لصحيفة داجينز نيهيتر السويدية إن المتظاهرين كانوا يحاولون دعم الديمقراطية في السويد التي "يقوضها" كريسترسون.
وأضاف أن تركيا لم يصدر عنها رد الفعل الذي يتوقع من دولة ديمقراطية.