: آخر تحديث
مواصلة هجومها على منافسها ماكرون

لوبن: أنا المنتصرة في انتخابات الرئاسة

186
179
153

كثفت مرشحة اليمين إلى الانتخابات الرئاسية الفرنسية مارين لوبن الاثنين هجماتها على منافسها المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون، وأكدت أنها هي من ستفوز في الدورة الثانية المزمع تنظيمها في السابع من مايو المقبل.

إيلاف - متابعة: قالت لوبن في تصريح إلى القناة الفرنسية الثانية: "نحن قادرون على الفوز، وسأقول لكم شيئًا أفضل، سنفوز".

أمر يسير
وتعليقًا على استطلاعات الرأي، التي ترجّح ماكرون فائزًا في الدورة الثانية بـ60% من الأصوات مقابل 40% لها، قالت: "عشر نقاط صغيرة؟، صدقوني هذا أمر يسهل القيام به".

وأعلنت لوبن أنها "ستأخذ إجازة" من رئاسة حزبها الجبهة الوطنية، "لتكون فوق الاعتبارات الحزبية"، ولتخصيص كامل وقتها لجمع الفرنسيين استعدادًا للدورة الثانية.

لا يحب فرنسا
وهاجمت لوبن ماكرون قائلة إن "الضباب" المحيط ببرنامجه سيتبدد قريبًا. أضافت "سيكتشف الفرنسيون مضمون مشروعه العنيف جدًا على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، وعلى مستوى الهجرة". وتابعت: "لا شيء في مشروع ماكرون ولا في تصرفاته يدل على أي محبة لفرنسا".

وقدم ماكرون نفسه على أنه مرشح الوطنيين بوجه القوميين. وتابعت لوبن: "أنا مرشحة حماية الفرنسيين"، معربة عن الأمل في "جمع أوسع عدد ممكن من الوطنيين بمواجهة ممثل العولمة".  واعتبرت الدورة الثانية من الانتخابات "شكلًا من أشكال الاستفتاء"، سيختار فيه الفرنسيون بين "فرنسا أو... شيء آخر هو اضمحلال فرنسا".

من جهته، ينطلق إيمانويل ماكرون المؤيد لأوروبا من موقع المرشح الأفضل حظوظًا للفوز في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية في 7 مايو، متقدمًا على القومية مارين لوبن المعادية للعولمة، في وقت بدأت تتشكل "جبهة جمهورية" لقطع الطريق أمام اليمين المتطرف.

وتجمع مئات الأشخاص في ساحة الجمهورية في باريس مساء الاثنين، تعبيرًا عن رفضهم لوصول لوبن، وعن استعدادهم لبذل كل ما هو ممكن لمنعها من الوصول إلى قصر الإليزيه. 

وأسفرت الدورة الأولى من الانتخابات التي تميزت بمشاركة كثيفة ناهزت 80%، عن خروج الحزبين الكبيرين اليميني ("الجمهوريون") واليساري (الحزب الاشتراكي) من الشوط الأخير من السباق إلى قصر الإليزيه، في وضع غير مسبوق في فرنسا، مع بروز مرشحين على طرفي نقيض أوصلتهما رغبة الفرنسيين في تجديد الحياة السياسية في بلادهم.

هولاند يدعم ماكرون
في ختام حملة انتخابية حافلة بالمفاجآت، استمرت أشهرًا عدة، تصدر الوسطي إيمانويل ماكرون (39 عامًا) نتائج الدورة الأولى الأحد حاصدًا 24.01% من الأصوات، فيما حلت زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبن (48 عامًا) في المرتبة الثانية بحصولها على 21.30% من الأصوات، محققة نتيجة تاريخية لهذا الحزب، فاقت سبعة ملايين صوت، بحسب النتائج النهائية.

وأعلن الرئيس فرنسوا هولاند أنه سيصوّت في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 7 مايو لماكرون، معتبرًا أن لوبن تشكل "مجازفة" بالنسبة إلى مستقبل البلاد.

وقال الرئيس الاشتراكي إن "حضور اليمين المتطرف يعرّض بلدنا مجددًا للخطر (...) وإزاء هذه المجازفة، لا بد من التعبئة ومن الوضوح في الخيار. أما أنا فسأمنح صوتي إلى إيمانويل ماكرون".

وسيشارك ماكرون ولوبن في مناظرة تلفزيونية في الثالث من مايو، كما أعلنت أوساط ماكرون الاثنين. وقال ماكرون مخاطبًا أنصاره المتجمعين مساء الأحد في باريس: "بدلنا خلال سنة وجه الحياة السياسية الفرنسية".

الأسواق تلتقط أنفاسها
ورأى المحلل لدى مصرف "دويتشه بنك إيه جي" في نيويورك سيباستيان غالي أن النتيجة التي حققها وزير الاقتصاد السابق، وتوقعات فوزه بعد تجيير الأصوات المرتقب لمصلحته من أجل قطع الطريق على اليمين المتطرف، "هو السيناريو المثالي الذي كانت الأسواق تحلم به يائسة"، بعد تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي في يونيو، ووصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض معتمدًا برنامجًا يقوم على الحمائية.

ونوّهت لوبن أمام مناصريها بنتيجة "تاريخية" غير مسبوقة، بحصولها على 7.6 ملايين صوت بحسب النتائج شبه النهائية، بعدما كانت جميع استطلاعات الرأي منذ 2013 تتوقع تأهلها إلى الدورة الثانية.

ومنيّ المحافظ فرنسوا فيون بهزيمة مذلة، بعدما وجّهت إليه التهمة في قضية وظائف وهمية، انعكست على حملته، وحلّ في المرتبة الثالثة متنافسًا مع زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون، الذي حقق اختراقًا قياسيًا بعد حملة خارجة عن الأنماط المعروفة تمحورت حول إعادة ترتيب مؤسسات الجمهورية. 

أما الاشتراكي بنوا آمون، فوصف بنفسه نتيجته بأنها "كارثة"، إذ لم يجمع سوى 6.35% من الأصوات في ختام ولاية رئاسية اشتراكية مستمرة منذ خمس سنوات.

جبهة جمهورية
ماكرون الذي لم يسبق أن تسلم أي منصب منتخب، في موقع جيد لخلافة هولاند، بحيث سيصبح أصغر الرؤساء سنًا في تاريخ الجمهورية، بمن فيهم لوي نابوليون بونابرت (1808-1873). ودعت غالبية الطبقة السياسية الفرنسية، سواء من اليمين أو من اليسار، وخصوصًا فيون وبنوا آمون، إلى "تشكيل حاجز" بوجه اليمين المتطرف.

وشدد تييري سولير، المتحدث السابق بإسم فيون، الاثنين، على أن الفرنسيين سيرتكبون "خطأ أخلاقيًا إن لم يقطعوا الطريق على اليمين المتطرف". وتذكر مثل هذه "الجبهة الجمهورية" بالانتخابات الرئاسية عام 2002 حين تأهل مؤسس الجبهة الوطنية جان ماري لوبن والد مارين للدورة الثانية في مواجهة جاك شيراك، قبل أن يتكبد هزيمة كبرى (17.79%) في مواجهة قوى سياسية تكتلت ضده.

أوروبا والعولمة
ستكون المنافسة في 7 مايو حول برنامجين على اختلاف تام في العديد من الموضوعات، كالانفتاح مقابل الانغلاق، والهوية الوطنية مقابل التعددية، والليبرالية مقابل الحمائية، غير أن الاستقطاب الحقيقي فيها سيكون حول موضوعين محوريين، هما أوروبا والعولمة.

وقالت لوبن الداعية إلى إغلاق الحدود والخروج من اليورو وتعليق الهجرة، إن "الرهان الكبير في هذه الانتخابات هو العولمة العشوائية التي تشكل خطرًا على حضارتنا".  وأضافت متوجّهة الأحد إلى أنصارها: "إما أن نكمل على طريق الإزالة التامة للضوابط، وإما أن تختاروا فرنسا"، طارحة نفسها على أنها "مرشحة الشعب".

أما ماكرون، فأكد أنه يحمل "صوت الأمل لفرنسا ولأوروبا"، مؤكدًا عزمه أن يكون "رئيس الوطنيين في مواجهة خطر القوميين"، وقد حصل منذ الآن على تأييد واسع من المستشارية الألمانية.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار