الرباط: بعد حالة الغليان التي عاش على إيقاعها حزب العدالة والتنمية منذ إزاحة أمينه العام، عبد الإله ابن كيران، من رئاسة الحكومة ، بعد 5 أشهر من المشاورات العسيرة، ينتظر أن يعرف لقاء الأمانة العامة للحزب المتصدر لانتخابات 7 أكتوبر الماضي، المزمع عقده مساء اليوم بالرباط، نقاشا ساخنا بين أعضاءها بسبب التطورات والردود الغاضبة من قيادة الحزب على خلفية قبولها مشاركة الاتحاد الاشتراكي في حكومة سعد الدين العثماني.
وأفادت مصادر قريبة من مفاوضات تشكيل الحكومة، لـ"إيلاف المغرب" أن رئيس الحكومة المكلف، سعد الدين العثماني، سيعرض على الأمانة العامة لحزبه ما توصل إليه في مسار إخراج الحكومة الجديدة، وشكل الهندسة الحكومية ، وتوزيع الحقائب على مكونات التحالف الحكومي، وسط توقعات بأن يواجه العثماني انتقادات حادة في اللقاء، إثر ما سماه البعض "تنازلاته المتلاحقة" وتراجعه شبه الكلي عن المنهجية التي اعتمدها سلفه ابن كيران.
وتسود حالة من الترقب، لما سيؤول إليه اجتماع الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إذ علمت "إيلاف المفرب" أن الصمت الذي يلتزم به الكثير من أعضاء الأمانة العامة بخصوص ما يجري في الحزب ، والمسار الذي أخذته مفاوضات تشكيل الحكومة، "لن يدوم طويلا"، ملمحة الى أن العديد من الأعضاء، يتملكهم "الغضب الشديد" بعد التنازلات التي قدمها العثماني وساهمت في توصله إلى إعلان الغالبية الحكومية.
وأكدت المصادر ذاتها أن العثماني، سيواجه امتحانا عسيرا مساء اليوم، أمام أعضاء الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، بسبب موجة الغضب العارمة التي سادت وسط قواعد الحزب وأعضائه ، وبرزت بشكل جلي في وسائل التواصل الاجتماعي، اذ اتهم كثيرون العثماني والمكلفين معه تدبير ملف المشاورات بـ"خيانة الأمانة والانبطاح والاستسلام لشروط خصوم الحزب"، معتبرين أن هذه التنازلات تعد "إهانة لرئيس الحكومة السابق عبد الإله ابن كيران وتنكرا للإرادة الشعبية".