: آخر تحديث
حين تتحول مشاعرك إلى بيانات مستهدفة

كيف تقرأ أجهزتك الذكية حالتك النفسية دون أن تدري؟

1
1
1

إيلاف من سان فرانسيسكو: لم تعد علاقتنا بالتكنولوجيا مجرد استخدام واعٍ، بل تحولت أجهزتنا الذكية إلى مراقبين خفيين يتقنون قراءة مشاعرنا وتحليل حالتنا النفسية، عبر بيانات بسيطة كسرعة الكتابة، وطريقة التصفح، وتوقيت استخدام الهاتف، وحتى تعابير وجوهنا أمام الكاميرا.
هذه القدرة الخفية باتت تعرف اليوم بـ"الإدراك العاطفي الاصطناعي"، وهي التقنية التي تتيح للتطبيقات والمواقع التنبؤ بحالتك النفسية ومن ثم التأثير على قراراتك دون أن تشعر.

كيف يحدث هذا الإدمان الخفي؟
معظم التطبيقات الذكية تجمع آلاف الإشارات الدقيقة عن سلوك المستخدمين.
على سبيل المثال: إذا لاحظ الهاتف أن سرعة كتابتك تراجعت، أو أن نمط تنقلك بين التطبيقات أصبح متوترًا، فقد يستنتج أنك في حالة قلق أو توتر.
تُستخدم هذه البيانات لاستهدافك بمحتوى أو إعلانات أو عروض مصممة خصيصًا للحظتك النفسية، مما يزيد من احتمالية استجابتك وبالتالي إدمانك على التفاعل المستمر.
بمرور الوقت، يصبح المستخدم عالقًا في دورة غير مرئية من التأثير العاطفي، دون أن يدرك أنه يتم دفعه نحو أنماط استهلاك أو تصرفات معينة.

أمثلة حقيقية من العالم الرقمي
- بعض شبكات التواصل الاجتماعي باتت تعدل نوعية المحتوى الظاهر بناءً على حالتك العاطفية المتوقعة، مما يعزز بقائك لمدة أطول على المنصة.

ـ متاجر إلكترونية تستخدم خوارزميات تحدد متى تكون عاطفيًا أكثر قابلية لشراء منتج بناءً على نشاطك اللحظي.

ـ تقنيات الإعلانات اللحظية تبدأ باقتراح منتجات مريحة أو محفزة حسب المؤشرات النفسية التي تستنتجها خوارزميات الهاتف الذكي أو الساعات الذكية.

المخاطر الحقيقية لهذا النمط الخفي
ـ فقدان التحكم الواعي: تتحول المشاعر العابرة إلى دوافع استهلاكية دون إدراك.

ـ الإرهاق الرقمي العاطفي: الانكشاف المستمر لمحتوى موجه حسب الحالة النفسية قد يؤدي إلى حالة إنهاك ذهني وعاطفي.

ـ استغلال الضعف البشري: يتم استغلال اللحظات التي يكون فيها الإنسان أكثر هشاشة لاتخاذ قرارات قد يندم عليها لاحقًا.

نصائح عملية لكسر دائرة الإدمان العاطفي
ـ مراقبة أنماط الاستخدام: كن واعيًا بتغيرات حالتك أثناء تصفح الهاتف أو الشراء عبر الإنترنت.

ـ تقليل الإشعارات والتنبيهات: فالتنبيهات المستمرة تساهم في تضخيم الاستجابات العاطفية.

ـ استخدام أدوات قياس الوقت الرقمي: مثل خاصية "مدة استخدام الجهاز" لمراقبة نشاطك اليومي وتقليله.

ـ إعطاء نفسك فترات راحة رقمية: اغلق هاتفك لساعات يوميًا لتمنح ذهنك فرصة لاستعادة توازنه الطبيعي.

لم تعد الأجهزة الذكية مجرد أدوات في حياتنا، بل أصبحت مرايا رقمية تراقب أعمق لحظاتنا العاطفية.
وإدراك هذه الحقيقة هو الخطوة الأولى للحفاظ على استقلالنا النفسي في عالم تتحول فيه كل إشارة صغيرة إلى فرصة للاستغلال الرقمي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في لايف ستايل