إيلاف من سان فرانسيسكو: لم يعد التبرع بالبلازما مجرّد إجراء طبي روتيني، بل تحوّل إلى تجربة إنسانية مدعومة بالتكنولوجيا، تنقذ أرواحًا وتمنح المتبرّع بدوره شعورًا عميقًا بالرضا.
ففي عام 2010، تغيّرت حياة ريتشارد بعد تشخيصه بسرطان الدم، وقد ساعده علاج البلازما على تخطّي أسوأ مراحل المرض واستعادة نمط حياة نشط.
اليوم، يواصل ريتشارد حياته كمُرشد تطوعي، ويسافر، ويشارك في التوعية المجتمعية، لم تكن قصة ريتشارد وحدها شاهدة على أثر التبرع بالبلازما، بل إن التاريخ نفسه يسجّل مواقف إنسانية لافتة، مثل قصة جيمس هاريسون، الرجل الأسترالي الذي امتلك أجسامًا مضادة نادرة تُستخدم في علاج مرض الريسوس الذي يهدد حياة الأجنّة. ومنذ أن تبرع بالبلازما لأول مرة في شبابه، استمر يفعل ذلك أسبوعيًا على مدى 60 عامًا متواصلة، مسهمًا بذلك في إنقاذ حياة ما يزيد عن 2.4 مليون طفل حول العالم.
هذه النماذج تُذكّرنا بأن العطاء المستمر، وإن بدا بسيطًا، قد يكون في حقيقته بطوليًا.
والتقنية اليوم، بتسهيلها خطوات التبرع، تمنح كل واحد منا فرصة ليكون جزءًا من هذا الامتداد الإنساني الكبير. والفضل يعود في جزء كبير منه إلى تبرّعات لا يعرف أصحابها.
وهنا يأتي دور التقنية التي سهّلت كل شيء، حيث لم يعد التبرع يتطلّب انتظارًا طويلًا أو تنقلًا عشوائيًا، بل بات يُدار من خلال تطبيقات ذكية مثل CSL Plasma وOctapharma Plasma وGrifols Plasma، إضافة إلى تطبيق Blood Donor التابع للصليب الأحمر الأميركي.
الآن، يستطيع المتبرع حجز موعد في دقائق، والإجابة على استبيان صحي رقمي يشمل أسئلة بسيطة مثل: هل تعاني من حرارة؟ هل تناولت أدوية مؤخرًا؟ هل سافرت خارج البلاد؟
كل ذلك يُنجز من هاتفك، قبل أن تصل إلى المركز.
تطبيق CSL Plasma على سبيل المثال، يوفّر لك سجلًا صحيًا محدثًا، إشعارات بمواعيدك القادمة، ومواقع أقرب المراكز.
وفي المقابل، تحصل على مكافآت رمزية مثل بطاقات إلكترونية مدفوعة مسبقًا، ونقاط تُحتسب بحسب عدد زياراتك. هذه الحوافز ليست لأجل المادة، بل شكر بسيط على وقتك وعطائك.
ما يُدهشك فعلًا هو أن بعض التطبيقات ترسل لك إشعارًا يخبرك أن تبرعك قد استُخدم بالفعل لمساعدة شخص حقيقي. شعور لا يوصف… أن تعرف أنك لم تضيّع ساعة من وقتك، بل كنتَ سببًا في نجاة إنسان.
اليوم، في معظم المدن المتحضّرة، بات بإمكانك المساهمة بسهولة في هذا النوع من العطاء الإنساني. ابحث عن أقرب مركز، احجز موعدك، وتبرّع. وبعد ذلك، لا تنس أن تكافئ نفسك بوجبة صحية ومشروب منعش، فالجسم يحتاج إلى تغذية متوازنة بعد التبرع.
تبرعك لا يفيد الطرف الآخر فقط، بل أنت أيضًا تربح، تجدد خلايا الدم، وتنشيط الدورة الدموية، ويُساعد على توازن الحديد في الجسم، وهو أمر بالغ الأهمية خصوصًا للمرأة بعد سن الأربعين، حيث يزداد احتمال تراكم الحديد مع انقطاع الدورة الشهرية.
كما يشكّل التبرع فرصة لفحص ضغط الدم، والهيموغلوبين، ومؤشرات صحية أخرى بشكل دوري، ما يساعدك على متابعة صحتك بشكل منتظم، وبتكلفة معدومة. بل إن بعض الدراسات تشير إلى أن التبرع المنتظم قد يساهم في تقليل الالتهابات وتحسين صحة القلب على المدى الطويل.
في النهاية، لا تحتاج لأن تكون طبيبًا أو مليارديرًا لتصنع فرقًا… فقط كن إنسانًا.
معًا، نستطيع أن نجعل هذا العالم أكثر صحة، أمانًا، وإنسانية.