إيلاف من لندن: يقدّم مسلسل "هزاع" تجربة درامية خارجة عن المألوف، يجسّد فيها الفنان خالد صقر شخصية لص يجد نفسه، بظروف غير متوقعة، وقد أصبح طبيبًا نفسيًا.
هذا التحوّل المفاجئ يقوده إلى النجاح في مجاله الجديد، لكن ماضيه لا يلبث أن يعود ليطارده، ويهدده إما بالعودة إلى السرقة أو بالفضح والسجن.
المسلسل خفيف الظل، كُتب بأسلوب ممتع يخلو من المشاهد المملة، ويقدّم توازنًا جميلًا بين الكوميديا والرسائل الإنسانية.
كان خالد صقر من أبرز عناصر النجاح؛ فقد جاء أداؤه الكوميدي سلسًا وهادئًا، لا يُشعر المشاهد بأنه يسعى جاهدًا للإضحاك، بل يحقق ذلك بتلقائية وعفوية تجذب الانتباه.
أما الشخصية الأخرى اللافتة فكانت شخصية "بلعوم"، التي أداها ببراعة الفنان سعيد صالح، حيث أضفى جرعة كوميدية صاخبة بفضل إفيهاته الجديدة وحضوره الطاغي، بدءًا من أولى مشاهده مع السائق الباكستاني، وصولًا إلى تقمّصه المبتكر والمضحك لشخصية المخرج الأجنبي. جاء أداؤه لافتًا وعفويًا، ويعكس ثقة عالية بأدواته التمثيلية.
وبعيدًا عن الكوميديا، يقدّم العمل جانبًا إنسانيًا عميقًا؛ فهزاع لا يعالج مرضاه بوصفات طبية، بل يوجّههم إلى تغيير طريقة تفكيرهم وتعاملهم مع محيطهم.
فكثير ممن يعانون من اضطرابات نفسية وحالات اكتئاب في الواقع، يكون سببها ضغوط اجتماعية أو علاقات سامة، ويكمن العلاج الحقيقي في الوعي بالمسبب الحقيقي للمعاناة، ليصبح العلاج بعد ذلك أكثر سهولة.
مشاهد فعل الخير في الخفاء التي يقوم بها هزاع تلامس القلب، وتُشعر المشاهد بسعادة نابعة من إنسانية صادقة. ولعلها تذكّرنا بأهمية هذا النوع من الأفعال.
المسلسل لا يتطلب من المشاهد تفكيرًا معقدًا، بل يقدّم جرعة لطيفة من الضحك والاسترخاء.
هو عمل قد يبدو بسيطًا، لكنه عميق، وبُذل فيه جهد كبير ليصل إلينا بهذا الشكل الناضج.
شكرًا للمخرج محمد الهليل على هذه التجربة المميزة، ونأمل أن نشاهد جزءًا ثانيًا قريبًا.