: آخر تحديث
طريقي

شرق أوسط جديد... أم نظام عالمي جديد؟!

9
10
7

أهو الشرق الأوسط الجديد؟ أم ملامح النظام العالمي الجديد؟ ربما الاثنان معًا!

بعد الحرب العالمية الثانية، قادت الولايات المتحدة مشروع تشكيل عصبة دولية لتعريف الحقوق وحمايتها، فكانت منظمة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والقانون الدولي، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

مع تفكك الاتحاد السوفياتي مطلع تسعينيات القرن الماضي وسقوط جدار برلين، تصدّعت ركائز الصرح الدولي، وتحررت فكرة إقامة نظام عالمي جديد.

يتصرف سيد البيت الأبيض، الرئيس دونالد ترامب، كقائد عالمي عابر للحدود، يجافي العبارات الدبلوماسية في أدق المواقف، ويسابق ردات الفعل في القرارات الاستراتيجية، لكنه في النهاية رئيس صفقات يعرف متى وكيف تُفرض التنازلات.

يدرك الرئيس دونالد ترامب كيف يستغل نقاط القوة والضعف على امتداد النفوذ الأميركي، فهو كمن يعمل على رسم خارطة طريق للنظام العالمي الجديد، مستفيدًا من هواجس البعض وطموحات البعض الآخر. ويمكن قراءة أول تحرك دبلوماسي قوي لإدارته في اتجاه وقف الحرب الروسية الأوكرانية من خلال ملاحظات عدة. فهو يريد أن يبعث برسالة إلى العالم بأنه صانع السلام، ولكنه في حقيقة الأمر يطلق حرب تحجيم لدور فرنسا وألمانيا وغيرهما من الدول الأوروبية، واستثمار هذا التحجيم في جبهات تجارية واقتصادية عدة، في مقدمتها مسألة الرسوم على البضائع.

ثم هناك من يرى في إعلان ترامب بأن الصين يمكن أن تلعب دورًا في السلام الروسي الأوكراني محاولةً لخلق مساحة تلاقٍ مع التنين الصيني الهادر صناعيًا وتكنولوجيًا، ومن هنا يمكن تفسير إصرار سيد البيت الأبيض على أن يكون عمالقة التكنولوجيا والإعلام، إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ، ضمن فريق مواجهة التقارب مع الصين.

في عام 2018، قال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إن أوروبا الجديدة ستكون في الشرق الأوسط، وها هي المملكة تمضي بثبات وتبرهن للعالم يومًا بعد يوم أن الرياض محور الفصل والوصل في الملفات والقضايا الاستراتيجية، ليس الإقليمية منها فحسب، وإنما العالمية أيضًا. من هنا، يدرك سيد البيت الأبيض الثقل الإقليمي والعالمي للمملكة العربية السعودية، فكان أن أعلن أن الرياض هي ميدان التلاقي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعد سنوات من العداء بين البيت الأبيض والكرملين على خلفية الحرب بين موسكو وكييف.

سألتُ مسؤولًا أمميًا مطلعًا عن قراءته للمرحلة المقبلة، فلم يخفِ أن التلاقي الأميركي الروسي الصيني، وقبله الزيارة المثمرة لرئيس الوزراء الهندي إلى واشنطن، يمكن أن "يصدع أحلام مجموعة بريكس ويحدد ملامح النظام العالمي الجديد، والرياض مؤهلة لأن تكون شريكًا أساسيًا في صناعته".

اليوم، تعصف بالمنطقة والعالم تحولات كبرى، وتحديدًا فيما يتعلق بمصير القضية الفلسطينية وتداعياتها، إلا أنه، والكلام للمسؤول الأممي، الشعوب العربية خرجت من مستنقع الشعارات وانتصارات الوهم، وأصبحت على شواطئ الواقع، فهل تعاود الإبحار بأشرعة الحقيقة؟!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف