في ظروف غير استثنائية ومنذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وُضع الأردن في محك واختبار حقيقي حكومةً وشعباً وجيشاً وأمناً.
تعرض أمنه الوطني للخطر في محاولة لزعزعة تماسكه الداخلي وترابط شعبه مع ملكه، ولتحميله مسؤولية ما لا يرتكب، وإقحامه في نزاع لصالح فئات وأحزاب تريد تدمير الأردن وضياعه.
حاولت بعض الأطراف زعزعة استقرار وأمن الأردن بممارسات ومظاهرات ظاهرها مناصرة غزة، وباطنها تدمير الأردن وتهديد كيانه. وقامت آلاتها الإعلامية بالسعي لتشويه سمعة ومواقف المملكة الأردنية الهاشمية وجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، حتى وصل الأمر لتحريف خطابات الملك عبدالله الثاني بشكل مباشر، بهدف التأثير على الشارع الأردني وإحداث بلبلة جديدة وإثارة نفسية وخلق فتنة داخل المجتمع الأردني.
ولكن ما حدث كان عكس ما خُطط له من قبل فصيل الضياع وقنواته ومراكزه الإعلامية وحتى خطبائه على المنابر، إذ استقبل الشعب الأردني ملكهم جلالة الملك عبدالله استقبالاً يليق بجلالته.
إقرأ أيضاً: البعث العربي الاشتراكي: نهاية مأساوية
وكانت ردة الفعل داخل الأردن وخارجه، وعلى مستوى العالم، مزيداً من الإعجاب والتأييد لما قام به وقاله الملك عبدالله أثناء زيارته لواشنطن. كما قُدم الكثير من الانتقادات والردود التصحيحية للخطأ الواضح الذي ارتكبته إحدى القنوات عبر ترجمة غير صحيحة لما قاله الملك عبدالله، رغبةً منها في الإساءة للأردن ملكاً وشعباً.
فهل كان هذا الخطأ في الترجمة مدبراً أم خطأً فنياً من المترجم؟ ولماذا تم استغلاله للإساءة والتشويه؟
الحقيقة التي لا جدال ولا مراء فيها أن الملك عبدالله الثاني تميز تميزاً مبهراً سياسياً ودبلوماسياً خلال زيارته الشجاعة للولايات المتحدة وأثناء وبعد مقابلته مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
إقرأ أيضاً: دمار غزة المحزن جريمة نكراء
ومع ما سمع ورأى، قدّم الملك عبدالله الثاني درساً سياسياً ودبلوماسياً في كيفية امتصاص أفكار الآخرين وتوجيهها التوجيه الصحيح، وكيفية إيصال رسالة عالمية لموقف الأردن والعرب الرافض لتهجير الفلسطينيين، مؤكداً أن الأردن مدّ ويمد يد العون والمساعدة لهم دائماً وفي أحلك الظروف.
الموقف الأردني والعربي موحد بالنسبة لقضية فلسطين، وهو أنه لا تهجير للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، وأن لهم الحق في البقاء في أرض فلسطين، وأن يكون لهم كيانهم الموحد المستقل، ومن حقهم تقرير مصيرهم بأنفسهم.