: آخر تحديث

السعودية في ذكرى تأسيسها.. مملكة السلام وصوت العقل في زمن الأزمات

11
10
10

في يوم الخميس الرابع والعشرين من جمادى الآخرة عام 1443ه الموافق للسابع والعشرين من كانون الثاني (يناير) عام 2022م، صدر في الرياض أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، حفظه الله ورعاه، رقم (أ/371)، بأن يكون يوم الثاني والعشرين من شباط (فبراير) من كل عام يومًا لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم "يوم التأسيس"، ويصبح إجازة رسمية. وقد جاء الأمر الملكي الكريم بعد الاطلاع على النظام الأساسي للحكم الصادر بالأمر الملكي رقم (أ/90) وتاريخ 27/8/1412ه، واعتزازًا بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، وبداية تأسيسه في منتصف عام 1139ه (1727م) للدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام 1233ه (1818م) وعاصمتها الدرعية، ودستورها القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار وصمودها أمام محاولات القضاء عليها. إذ لم يمضِ سوى سبع سنوات على انتهائها حتى تمكّن الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام 1240ه (1824م) من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام 1309ه (1891م). وبعد انتهائها بعشر سنوات، قيّض الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عام 1319ه (1902م) ليؤسس الدولة السعودية الثالثة ويوحدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها. وبما أن منتصف عام 1139ه الموافق لشهر شباط (فبراير) من عام 1727م هو بدء عهد الإمام محمد بن سعود وتأسيسه للدولة السعودية الأولى، فقد صدر الأمر الملكي الكريم آنف الذكر.

إقرأ أيضاً: هل استمع أحمد الشرع لنصيحة الأمير طلال التي لم يأخُذ بها هنيّة؟!

ويأتي يوم التأسيس السعودي في كل عام حاملًا معه كل هذه المعاني السامية، ومستشرفًا آفاق المستقبل لمملكة عظيمة لم يزدها تقادم الزمن إلا رسوخًا وإشراقًا وقوة في المحافل الدولية. إنَّ مرور ذكرى التأسيس هذا العام، ولمّا يزل صدى موقف السعودية مدويًا حيال قيام الدولة الفلسطينية ورفض تهجير مواطني غزة، مدعاة للفخر بقيادة عظيمة لا تأخذها في سبيل قضايا الأمتين العربية والإسلامية لومة لائم. وهذا الموقف واضح وصريح ولا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال، ولن يشغلها عن هذه القضية الأساسية والمركزية محاولات التشتيت التي يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. كما أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن اجتماعه الأول مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيكون في السعودية، واصفًا إياها بالمكان الجيد لاستضافة المباحثات مع بوتين، يأتي كثمرة يانعة للعلاقة المتوازنة مع الشرق والغرب في السياسة السعودية. فقد استطاع سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله ورعاه، بناء علاقة قوية للسعودية مع بوتين وترامب، ما جعل البيت الأبيض يختار الرياض بكل ثقة للقاء زعيمي القطبين الأقوى في العالم، أملًا في مصالحة تنهي حرب أوكرانيا. لقد باتت السعودية اليوم، ونحن نحتفل بذكرى تأسيسها، مملكة للسلام وصوت العقل وثقة العالم في زمن الأزمات الكبرى.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف