احتشد نحو 20 ألف إيراني من أنصار المقاومة الإيرانية في باريس في مظاهرة كبرى، بهدف إيصال صوت الشعب الإيراني إلى العالم والمطالبة بالحرية والديمقراطية. هذا التجمع، الذي يأتي في الذكرى السنوية للثورة المناهضة للشاه، حظي بدعم أكثر من 50 شخصية سياسية بارزة من مختلف أنحاء العالم، مؤكدين رفضهم للنظام الحاكم في إيران.
خلال المظاهرة، ألقى عدد من القادة السياسيين كلمات تدعو إلى إعادة فرض العقوبات الدولية على النظام الإيراني، والاعتراف بحق الشعب الإيراني في تقرير مصيره. وأكد المتظاهرون دعمهم لوحدات المقاومة داخل إيران، مشددين على دور الشباب والنساء في الانتفاضات الأخيرة ضد النظام. كما أكدوا أن استمرار الاحتجاجات رغم القمع الوحشي دليل على إصرار الشعب الإيراني على الحرية.
في رسالة مصورة، أكد العقيد رياض الأسعد، مؤسس الجيش السوري الحر، أنَّ الشعب الإيراني الذي أسقط دكتاتورية الشاه قادر أيضًا على إسقاط دكتاتورية ولاية الفقيه. وأضاف أن هذه المظاهرة تبعث برسالة واضحة إلى العالم بأن الإيرانيين يرفضون جميع أشكال الديكتاتورية، سواء تلك التي فرضها الشاه أو التي يفرضها الملالي اليوم. من جانبها، أكدت كريستين أريغي، عضو الجمعية الوطنية الفرنسية، أن جميع الأنظمة الديكتاتورية تنهار أمام المقاومة الشعبية. وقالت أريغي: "اليوم، أنتم تقدمون هذه المقاومة داخل إيران رغم القمع الشديد، وهذا يمنحنا الأمل في أن تتحرر إيران كما تحررت سوريا. وعندما تصبح إيران حرة، يجب إعادة بنائها بشكل يليق بها وبشعبها العظيم".
كما شهدت المظاهرة مشاركة عدد من الشخصيات الدولية، من بينهم سياسيون وبرلمانيون ومدافعون عن حقوق الإنسان، الذين عبروا عن تضامنهم مع الشعب الإيراني ودعوا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم ضد النظام الإيراني. من بين هؤلاء، غي فرهوفشتاد، رئيس وزراء بلجيكا السابق، الذي أكد أنَّ العقوبات يجب أن تعاد ضد النظام الإيراني، مشددًا على ضرورة الاعتراف بالمقاومة الإيرانية كبديل ديمقراطي. أما إنغريد بيتانكور، المرشحة الرئاسية السابقة في كولومبيا، فقد أكدت أن المقاومة الإيرانية هي صوت الشعب الحقيقي، داعيةً إلى محاسبة النظام الإيراني على جرائمه.
إقرأ أيضاً: ذكرى انتفاضة نوفمبر 2019 في إيران: تأملات وتطورات
وقد أكد المتحدثون أن النظام الإيراني اليوم في موقف ضعيف نتيجة لتزايد الضغوط الداخلية والخارجية، وتكثيف العقوبات الاقتصادية، وتصاعد الاحتجاجات الشعبية داخل البلاد. وأشار المشاركون إلى أن الوضع الاقتصادي المتدهور، بالإضافة إلى الفساد المستشري داخل مؤسسات الدولة، يزيد من عزلة النظام ويفقده شرعيته بين الشعب الإيراني. كما شددوا على أن سياسة النظام في تصدير الإرهاب وتمويل الميليشيات في المنطقة باتت مفضوحة أمام المجتمع الدولي، مما يزيد من فرص محاسبته وعزله دبلوماسيًا.
في ختام الفعالية، صدر بيان أكد على النقاط الرئيسية التالية:
1. رفض أي شكل من أشكال الدكتاتورية، سواء الشاه أو الملالي، والدعوة إلى إقامة جمهورية ديمقراطية.
2. دعم المقاومة الإيرانية ووحدات المقاومة داخل البلاد، وتعزيز الجهود الرامية إلى تنظيم وتوحيد صفوف المعارضة.
3. التأكيد على أن النظام الإيراني في أضعف حالاته، وأن إسقاطه لن يتحقق إلا من خلال المقاومة المنظمة والضغط الدولي المتزايد.
4. الدعوة إلى إعادة فرض العقوبات الدولية على النظام الإيراني وتفعيل قرارات مجلس الأمن ضد مشاريعه النووية، مع التأكيد على ضرورة التصدي لبرامجه الصاروخية وتدخلاته الإقليمية.
إقرأ أيضاً: احتجاجات إيران: إسأل عن الاقتصاد
5. تصنيف قوات الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، والاعتراف بحق المقاومة الإيرانية في الإطاحة بالنظام، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات عملية لعزل النظام سياسيًا ودبلوماسيًا على الصعيد العالمي.
هذه المظاهرة الكبرى في باريس شكلت رسالة قوية إلى المجتمع الدولي بأن الشعب الإيراني عازم على تحقيق التغيير، وأن العالم يجب أن يقف إلى جانبه في نضاله من أجل الحرية والديمقراطية. كما أكدت أن دعم المجتمع الدولي للمقاومة الإيرانية ليس فقط مسألة إنسانية، بل هو أيضًا خطوة ضرورية لضمان استقرار المنطقة ومنع النظام الإيراني من الاستمرار في سياساته التخريبية. وأشار المنظمون إلى أن هذه الفعالية هي واحدة من سلسلة مظاهرات وفعاليات دولية تهدف إلى تسليط الضوء على معاناة الشعب الإيراني وإيصال صوته إلى صناع القرار حول العالم.