الذكاء ليس خيار الأقليات وليس بهاء الأغلبية، فسائر الناس يبحثون عن الذكاء والثراء والنخب تبحث عن التفوق الذهني وثراء التفكر في الحياة وتعقيداتها الجميلة والكئيبة وهي عادة مرهقة ومزعجة، لكن لكل حالة متعتها الخاصة واحزانها وآلامها في الثراء والفقر الثقافي!
سائر الناس، تصنيف اجتماعي، قد يبدو عند الكثير توصيف لحالة أفراد من المجتمع البسطاء في الحياة الذين يفضلون التمرد على التفاصيل الكبيرة والتفاصيل المعقدة ويعيشون خارج عالم دقة عقارب الساعة والصداع السياسي واضطرابات الشرق الأوسط المقلق!
جماهير عريضة منها الساذجة أو البسيطة أو طبقة ذكية تصفق للأبرياء والأشقياء ولا تستثني أصحاب التمرد والشغب والقلق...جماهير ترفع راية السلام والحب ويمكنها أن تتنازل عن الحالتين، أي السلام والحب، مقابل المعنى المضاد والضحل المألوف!
الجماهير المضطربة بانفعالاتها واحاسيسها غير حكيمة في تصرفاتها وتعبيرها وحتى في غضبها وعشقها، فهي جماهير تختلط فيها المشاعر والأفكار وتضطرب الأمثال حيث يغيب التوافق بين العقل والروح وتتصارع الحكمة مع الأنانية القاتلة واللينة لأسباب نوعية وكمية وبصرية.
التوافق مع النفس العليلة والذات المتأملة والواثبة نحو الحب والشقية المتمردة على الغرام صعب للغاية، بل يكاد يكون قاسياً ومستحيلاً ذهنياً ووجدانياً، فالقبول والتوافق يتطلب الامتثال للعقل وخلايا المخ قبل الخمول والتحجر وهو حق تتحكم فيه الظروف العميقة والذات العليلة.
الأقلية الذكية تعيش براحة وانسجام وقبول وامتثال على عكس الأغلبية أو النخب الذكية التي تحلل الحب والغرام بقواعد المنطق والحكمة والنظرات الواقعية والعملية حتى لو أدى كل ذلك إلى التمرد على المسلمات والمحظورات!
الجمهور يمكن أن يكون أقلية جميلة ورائعة ويمكن أن يكون حشد جماهيري من الأغلبية الثائرة والمتخلفة وهي حشد رائع لكن الفرق في الأوجاع وتحملها وانكسارات الذات وهو ما يعني اننا جمهور واحد يبحث عن التوافق وعدم التوافق في الجانب المضيء والمظلم!
وظائف في المخ معطلة عند البعض أو سائر الناس كما يفضلها أيضاً البعض من الناس، فالناس تبحث عن التميز في التذاكي والتباكي، وتبحث عن صفة مميزة حتى لو كانت مريضة وانانية ونرجسية...تظل مميزة في حسابات عشوائية وعفوية...هكذا يفترض!
الجمهور، مجموعة ناس وأفراد من الجنسين، يملك حق القلق وصناعة الخير والشر، لكن ليس الكل يستطيع صناعة الغرام مع العقل الذكي والقلب العاقل الذي لا تتحكم فيه انفعالات طارئة وحسابات متسرعة لا تعرف معنى شقاوة النزوات ومهارة المراهقة!
*إعلامي كويتي