يستأنف منتخبنا الوطني السعودي الأول لكرة القدم مشواره في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026 بنزالين خارج أرضه وبعيداً عن جمهوره عندما يلتقي المنتخب الأسترالي يوم الرابع عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، ومنتخب إندونيسيا يوم التاسع عشر من الشهر ذاته. وكان الأخضر قد جمع خمس نقاط في الجولات الأربع السابقة ضمن مباريات المجموعة الثالثة، فاز في واحدة منها وخسر في أخرى وتعادل في اثنتين، وأصبح في المركز الثالث بفارق الأهداف عن المنتخب البحريني الشقيق الذي حل رابعاً.
وتكتسب الجولة الخامسة صفة استثنائية إذ يستهلها الأخضر تحت إدارة مدربه الجديد القديم الفرنسي هيرفي رينارد، الذي حضر بعد أن استقر رأي الاتحاد السعودي لكرة القدم -أخيراً- على إنهاء عقد المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني، الذي على ما يبدو عجز عن فك شفرة الإبداع لدى نجوم الأخضر السعودي، بخلاف رينارد الذي كان يعرف قدرات كل لاعب في المجموعة التي يختارها ويُحسن توظيفها بما يخدم ظروف كل مباراة. وكانت ذروة روعة التوظيف في المباراة التاريخية الخالدة أمام منتخب الأرجنتين -بطل كأس العالم لاحقاً- مطلع المشوار في مونديال قطر 2022، والتي كسبها الصقور الخضر بمستوى خرافي وصل مداه وامتدّ صداه إلى العالم بأسره.
أظن أن المدرج السعودي ينتابه شعور بالتفاؤل المشوب بالحذر؛ فما شاهدناه من التفاف اللاعبين حول رينارد والابتسامة تعلو محياهم خلال لقائهم به يعطي مؤشراً على الروح المعنوية العالية التي نرجو أن تنعكس إيجاباً داخل المستطيل الأخضر. لكن الحذر ثم الحذر من خسارة المباراتين أو إحداهما، فلئن كان الفوز هو المطلوب دون أدنى شك، قد يبدو التعادل في المباراتين أو إحداهما نتيجة مقبولة إلى حدٍ ما، غير أن خسارة ثلاث نقاط أو ست لا قدّر الله تعني دخول نفق الحسابات المظلم، حيث انتظار تعثّر منتخب أو تعادل آخر، ويصبح موضوع التأهل حينئذٍ ليس بيد اللاعبين، وهذا ما لا نتمناه. لذلك لا مفرّ من الفوز على أستراليا وإندونيسيا أو التعادل معهما.
إقرأ أيضاً: هل يُصلح ترامب ما أفسده بايدن؟!
لا يساورني أدنى شك في حرص صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية السعودية، منطلقاً من توجيهات القيادة الرشيدة، وما يبذله سموه من مجهود كبير في سبيل تذليل كافة الصعوبات والتحديات أمام اتحاد كرة القدم برئاسة الأستاذ ياسر المسحل، الذي أشدّ على يديه وأيدي اللاعبين والجهازين الفني والإداري كافة. فالثقة بهم لا حدود لها، عسى أن تُكلّل الجهود بالنصر المؤزر، لتعود بعثة الأخضر بالسلامة إلى الرياض ومعهم النقاط الست، وعلى دروب الوطن دوماً نلتقي.