إيلاف من لندن: أجرى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أول مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ فرض الأخير رسومًا جمركية بنسبة 10 في المئة على جميع السلع البريطانية المستوردة إلى الولايات المتحدة، فيما وصف الطرفان المحادثات بأنها "جارية ومثمرة".
وقال متحدث باسم داونينغ ستريت إن الزعيمين تبادلا وجهات النظر حول "المناقشات الجارية والمثمرة" بشأن مستقبل التجارة بين البلدين، وسط أجواء من الحذر أعقبت القرارات الأميركية المفاجئة في مطلع الشهر. وأضاف رقم 10 أن "رئيس الوزراء كرر التزامه بالتجارة الحرة والمفتوحة، وأكد على أهمية حماية المصلحة الوطنية".
وتطرقت المكالمة كذلك إلى ملفات إقليمية ودولية، من بينها الوضع في أوكرانيا، وإيران، والإجراءات الأخيرة التي اتُخذت ضد الحوثيين في اليمن.
ترامب يتمسّك بالرسوم... وبريطانيا تأمل التخفيف
وتُعد هذه المحادثة الهاتفية هي الأولى بين ستارمر وترامب منذ إعلان الرئيس الأميركي في 2 نيسان (أبريل) عن ما سماه "يوم التحرير"، حيث كشف عن مجموعة رسوم جمركية جديدة على عدة دول من بينها المملكة المتحدة.
وفرضت واشنطن رسومًا بنسبة 10 في المئة على جميع السلع البريطانية، بالإضافة إلى رسوم أخرى بنسبة 25 في المئة على واردات السيارات والألمنيوم والصلب، كانت قد أُعلن عنها سابقًا.
وفي ظل هذه الأجواء، من المقرر أن تجري المستشارة البريطانية راشيل ريفز محادثات مع البيت الأبيض الأسبوع المقبل، في إطار جهود للتوصل إلى اتفاق تجاري تأمل بريطانيا أن يساهم في تخفيف وطأة الإجراءات الأميركية.
لكن ترامب أوضح أن التراجع عن هذه الرسوم ليس مطروحًا بالسهولة المتوقعة، قائلاً: "نحن نأخذ الكثير من الأموال، وهو ما لم نفعله من قبل... ولسنا في عجلة من أمرنا لعقد صفقات مع من يسعى لتقليص الرسوم".
زيارات ملكية وتكريم استثنائي
وأعلن ترامب كذلك أنه تلقى دعوة رسمية من الملك تشارلز الثالث لزيارة المملكة المتحدة في سبتمبر المقبل، في زيارة دولة ستكون الثانية له، بعد استقباله الرسمي الأول في عام 2019 خلال ولايته السابقة.
وقال الرئيس الأميركي: "لقد تمت دعوتي من قبل الملك والبلد – البلد العظيم... سيقيمون مهرجانًا ثانيًا، وهو أمر جميل، وهذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك لشخص واحد... أنا صديق لتشارلز وأكنّ احترامًا كبيرًا للعائلة الملكية".
وكان السير كير ستارمر قد سلّم ترامب دعوة شخصية من الملك تشارلز خلال زيارته للبيت الأبيض في فبراير الماضي، وذكرت صحيفة "التليجراف" أن قلعة ويندسور ستكون على الأرجح موقع الزيارة المرتقبة.
ريفيز: المحادثات نشطة ومستمرة
وفيما تتصاعد الضغوط لإبرام صفقة جديدة، قالت راشيل ريفز قبيل توجهها إلى واشنطن إن المحادثات لا تزال جارية، مشيرة إلى أنها ستشارك في اجتماعات صندوق النقد الدولي إلى جانب محادثات مع كبار المسؤولين الأميركيين.
وأجابت ريفز، ردًا على سؤال بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال ثلاثة أسابيع كما ألمح بعض المسؤولين الأميركيين: "هذه المحادثات مستمرة مع نظرائنا الأميركيين... وسنواصل السعي لما يخدم المصلحة الوطنية للمملكة المتحدة أولًا وأخيرًا".
* أعدت "إيلاف" التقرير عن "دايلي ميل" البريطانية: المصدر