إيلاف من دبي: فتح إطلاق "شات جي بي تي" في نهاية 2022 الباب واسعًا على ابتكارات متصلة بالذكاء الاصطناعي، فداهمت ميادين الحياة العلمية كلها، في الطب والكيمياء والفيزياء والرياضيات، وفي الاقتصاد أيضًا.
يقول دافيد لاروسوري في "لوموند" الفرنسية إن النجاح الذي حققه ابتكار الذكاء الاصطناعي لم يمنع من إثارته تساؤلات كثيرة وانتقادات مختلفة. يضيف: "كان عاماً حافلاً بالذكاء الاصطناعي! فلم يكن هذا المفهوم الذي ظهر في الخمسينيات ليثبت حضوره وليصل إلى متناول العامة إلا مع إطلاق شركة ’أوبن آي‘ تطبيق المحادثة شات جي بي تي في 30 نوفمبر 2022". منها، وفي عام واحدد، تصدرت الابتكارات المرتبطة مباشرة أو مواربةً بنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية التي يُعدّ شات جي بي تي أبرزها العناوين الاقتصادية والسياسية والقانونيةوالمجتمعية.
رحلة محمومة
يضيف لاروسوري: "انطلق الباحثون في رحلة محمومة لإنتاج ابتكارات أخرى في هذا الميدان، منها ما هو متصل بالصحة وبالقدرة على التنبؤ بالأمراض وبالتشوهات الممكنة في قلب الجنين، مثلًا لا حصرًا".
في مايو الماضي، أعلنت "غوغل" وشركتها الفرعية "ديب مايند" أنّ الإجابات التي يولدها برنامجهما "ميدبالم-2" عن الأسئلة الطبية كانت أفضل من إجابات الأطباء من البشر. وفي يوليو، طبق فريق في جامعة واشنطن مبادئ توليد الصور بأداتي "ميدجورني" و"ستايبل ديفيوجن" لرسم هياكل بروتينية جديدة. وفي الصيف المنصرم، أتاح مشروعان في جامعتي "ستانفورد" و"كاليفورنيا" للمرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة قدرة على الكلام بفضل زرعات دماغ يمكن ترجمة إشاراتها إلى أصوات. وفي أكتوبر الماضي، بدأ فريق شركة "ميتا" يقرأ الأفكار بإعادة إنتاج صور شاهدتها خنازير التجارب باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي.
كذلك، شهد عام 2023 تطورًا مهمًا في اكتشاف المحتوى المحمي بموجب حقوق الطبع والنشر، والفوز في اللعبة الاستراتيجية الدبلوماسية، وقيادة طائرات من دون طيار، وبدأ الجميع في استخدام شعار "الذكاء الاصطناعي في سبيل العلم".
انتقادات ومخاوف
أثار نجاح الذكاء الاصطناعي انتقادات كثيرة، فالنتائج التي تظهرها أنظمته غير قابلة للتكرار دائماً، والعيوب موجودة بعد، وثمة تحيزات أو أخطاء أو اختلاق نتائج غير موجودة. كما تتعرض اختبارات تقييم الأداء للطعن، إذ قد تبالغ في قدرات هذه البرامج المعرفية، ويسود التعتيم البرامج إياها وطريقة تطويرها ايضًا. وذهب العلماء في التعبير عن انتقادهم الذكاء الاصطناعي مذاهب محتلفة، إذ استقال جيفري هينتون، أحد رواد إحياء طرق التعلم بالشبكات العصبية، من "غوغل" متحدثًا عن مخاطر تهدد الإنسانية، ودعا يوشوا بينجيو إلى الحد من هذه المخاطر قبل فوات الأوان.
إلى ذلك، يلحظ المجتمع العلمي خروج هذا الذكاء عن السيطرة، فالشركات الخاصة أصبحت أقل انفتاحاً بشأن بحوثها، ويقول معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إنّ 40 في المئة من العروض التقديمية في المؤتمرات تصدر عن مختبرات خاصة. رغم هذا كله، متوقع بقاء الذكاء الاصطناعي نجم عام 2024.
المصدر: "لوموند"