: آخر تحديث
دعوة لتكريس الجهود لانقاذ منطقة لا تقدر بثمن

الفاو: نُسجل حالياً أخطر تدمير بدأ يهدد أهوار العراق وسكانها

22
20
25

إيلاف من لندن: حذرت الأمم المتحدة الاثنين من تسجيلها هذه الأيام تعرض أهوار العراق وسكانها لأشد موجة حرارة منذ 40 عاماً مصحوبة بنقص مفاجئ للمياه في نهر الفرات.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" في العراق أنها سجلت في السابع من الشهر الحالي تعرض الأهوار ومربي الجاموس في جنوب العراق الى عواقب خطيرة لتغير المناخ وندرة المياه هناك.

آثار مدمرة
وأضافت المنظمة في تقرير أرسل نصه الى "إيلاف" اليوم أن التقارير الميدانية المقلقة لفريق عمل المشروع الذي تنفذه المنظمة بالتعاون مع وزارة الزراعة وتمويل الاتحاد الأوروبي قد كشفت أن الأهوار تشهد حالياً أشد موجة حرارة منذ أربعين عاماً مصحوبة بنقص مفاجئ للمياه في نهر الفرات حيث تظهر الآثار المدمرة على النظام البيئي و مربي الجامو س و المزراعين و مربي السمك في الأهوار ما أجبر الكثيرين منهم على مغادرة قراهم والهجرة إلى محافظات صالح الدين، النجف، كربلاء وبابل في وسط العراق ومناطق اخرى، بحثًا عن مياه صالحة للاستعمال وعن الغذاء والأعلاف لمواشيهم وفرص العمل.

معلومات مقلقة
وأشارت منظمة الفاو الى أنه بعد النداء العاجل الذي أطلقته في 14 تموز/ يوليو 2022 لدعم مربي الجاموس وحماية النظام البيئي في أهوار الجبايش الجنوبية فأنها قد قامت بدعم من الاتحاد الأوروبي وبالتنسيق مع وزارة الزراعة العراقية بتأمين دعم طارئ لأكثر من 5 ألاف مزارع ومرب للماشية بأشكال مختلفة.
واستدركت المنظمة قائلة "ولكن يرسم الوضع الحالي في تموز/ يوليو 2023 صورة قاتمة للوضع ففي 7 من الشهر الحالي وصلت تقارير مقلقه من الفريق الميداني لتنفيذ المشروع حيث نقل ريسان محسن زغير أحد أعضاء الفريق معلومات مثيرة للقلق تسلط الضوء على الوضع الصعب في الجبايش حيث بلغ منسوب المياه في نهر الفرات 56 سم فقط وفي الأهوار من صفر إلى 30 سم و بمعدل جفاف خطير بلغ ٪90  كما أدت مستويات الملوحة العالية و التي تجاوزت 6 ألاف جزء في المليون إلى إثارة مخاوف المزارعين وخاصة مربي الجاموس و صيادي الأسماك.
وبينت أنه بالإضافة إلى ذلك فإن ما يقارب من ٪70 من مساحة الأهوار خالية من المياه وفق مركز إنعاش الأهوار والأراضي الرطبة العراقية التابع لوزارة الموارد المائية .

دعوة لإجراءات حاسمة
وفي هذا الصدد قال الدكتور الشاذلي كيولي، خبير الثروة الحيوانية لدى منظمة الفاو في العراق "تعاني جواميس الأهوار حالياً من سوء التغذية و يموت بعضها نتيجة تلوث المياه في الاهوار المنخفضة "مما يستدعي اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة".
ووفقًا لمعلومات الفريق الميداني لتنفيذ المشروع فإن هناك مبادرة حكومية لتعميق القنوات والأنهار التي تغذي الأهوار وذلك لمعالجة ندرة المياه.
ومع ذلك وبسبب النقص الحالي في المياه، لم يتم إطلاق إمدادات المياه لرفع المنسوب في نهر الفرات إذ يتم حالياً تخصيص إمدادات المياه المتاحة لأغراض الشرب فقط مما يؤدي إلى تفاقم التحديات التي يواجهها مربو الجاموس والنظام البيئي لألهوار.

مستقبل مستدام
ويؤكد الدكتور صالح الحاج حسن ممثل الفاو في العراق  "إن النقص الحاد في المياه وموجات الحرارة والجفاف في الأهوار قد عّرض مربي الجاموس والنظام البيئي بأكمله لخطر كبير.. داعياً إلى اتخاذ إجراءات عاجلة على المدى القصير والمتوسط والبعيد
للحيلولة دون المزيد من الأضرار وضمان مستقبل مستدام لهذا الموقع التراثي العراقي العالمي ".

اهوار العراق وسكانها قبل ان تضربهم موجة الجفاف الخطيرة مؤخرا (تويتر)

وأضاف ممثل المنظمة "تبذل الفاو في العراق مع الشركاء الوطنيين والدوليين جهودًا متواصلة لمعالجة لمعالجة التاثيرات السلبية لتغير المناخ   وندرة المياه ومجابهة التحديات التي تواجه الاهوار" .

مسؤولية جماعية
ومن جانبه أكد الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد والممثل الاقليمي لمنظمة الفاو في الشرق األادنى وشمال أفريقيا قائلا "نتابع
بقلق كبيرالتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية وندرة المياه في المنطقة  وخاصة في مناطق الاهوار في جنوب العراق حيث ان منظمة
الفاو بالتعاون مع الشركاء الوطنيين والدوليين ستعمل على تعزيز مشاريعها الحالية في المناطق الجنوبية لدعم مربي الجاموس والتخفيف من الآثار السلبية لندرة المياه وتلوثها وتغير المناخ الذي يهدد حياتهم وسبل عيشهم حيث أن حماية سبل عيش المزارعين
والمربين في المنطقة والحفاظ على النظام البيئي مسؤولية جماعية.

الحد من تفاقم الوضع
وفي ختام تحذيراتها فقد دعت منظمة الفاو في العراق "جميع أصحاب المصلحة إلى تضافر الجهود ووضع كل الامكانيات المتاحة للحد من تفاقم الوضع قائلة "دعونا نعمل معاً لحماية الأهوار ومواجهة تأثيرات تغير المناخ وندرة المياه وللحفاظ على هذه الموارد الطبيعية ومجتمعاتها التي لا تقدر بثمن.
وكانت كندا قد أعلنت في 21 نيسان/ أبريل الماضي عن تكفلها بحماية الأهوار العراقية التي تشكل أجمل المناطق السياحية في البلاد وأهم مواطن التنوع البيولوجي في آسيا وإنقاذ سكانها وأحيائها من كارثة تحيق بها.
فقد وقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق مع وزارة الشؤون الخارجية والتجارة والتنمية الكندية اتفاقية لمشروع حماية الأهوار العراقية الجنوبية بمساهمة قدرها 5 ملايين دولار كندي لزيادة حماية التنوع الأحيائي وقدرة السكان على مواجهة التغير المناخي.

أجمل المناطق السياحية
وتعتبر الأهوار العراقية من أجمل المناطق السياحية في العراق وأحد أهم مواطن التنوع البيولوجي في غرب آسيا، بالإضافة لكونها موقعًا للتراث العالمي لمنظمة التربية والعلوم والثقافة للامم المتحدة "أليونسكو" وارثاً لثقافة عرب الأهوار التاريخية، لكن وجودها الآن أصبح مهدداً بفعل عوامل التغير المناخي والأنشطة البشرية غير المستدامة.
 
الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي
يشار الى أن الأهوار العراقية هي مجموعة المسطحات المائية التي تغطي الأراضي المنخفضة الواقعة في جنوبي السهل الرسوبي العراقي وتكون على شكل مثلث تقع مدن العمارة والناصرية والبصرة على رؤوسه. وتتسع مساحة الأراضي المغطاة بالمياه وقت الفيضان في أواخر الشتاء وتتقلص خلال الربيع اذ تبلغ حوالى 40 ألف كيلو متر مربع.
وفي السابع عشر من تموز/ يوليو عام 2016 وافقت منظمة اليونسكو للتربية والعلوم والثقافة التابعة للامم المتحدة على وضع الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي كمحمية طبيعية دولية بالإضافة إلى المدن الأثرية القديمة الموجودة بالقرب منها مثل أور واريدو والوركاء.

مهد السومريين وحضارتهم
ويعيش سكان الأهوار في جزر صغيرة طبيعية أو مصنعة فيها ويستخدمون نوعاً من الزوارق يسمى "ألمشحوف" في تنقلهم وترحالهم.
وللأهوار تأثير إيجابي على البيئة فهي تعتبر مصدراً جيداً لتوفير الكثير من المواد الغذائية من الأسماك والطيور والمواد الزراعية التي تعتمد على وفرة وديمومة المياه مثل الرز وقصب السكر.
وتشير الدراسات والبحوث التاريخية والأثرية إلى أن هذه المنطقة هي المكان الذي ظهرت فيه ملامح السومريين وحضاراتهم وتوكد ذلك الآثار والنقوش السومرية المكتشفة هناك.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد