أعلنت شركة الخطوط الملكية المغربية أنها عازمة على "اللجوء إلى جميع الوسائل القانونية المتاحة" في مواجهة التصريحات الخطيرة التي أدلى بها وزير الخارجية الجزائري، وأكدت الشركة في بيان لها عزمها على "فرض احترام شرفها، وشرف 4000 متعاون معها و7 ملايين مسافر، من بينهم مليونا مسافر أفريقي" بعد اتهامها من طرف رئيس الدبلوماسية الجزائرية بنقل المخدرات إلى أفريقيا.
إيلاف من الرباط: أعلن التجمع المهني لبنوك المغرب (اتحاد بنوك المغرب) أنه يحتفظ بجميع حقوق الرد على التصريحات الخطيرة لوزير الخارجية الجزائري، الذي اتهم البنوك المغربية في تصريح له خلال ملتقى أعمال الجمعة في الجزائر بأنها "تقوم بتبييض أموال الحشيش في أفريقيا".
جاء في بيان التجمع المهني لبنوك المغرب أن "القطاع البنكي المغربي برمته ينتفض بشكل قوي ضد هذه الإدعاءات الخطيرة والكاذبة"، مشيرًا إلى أن "هذه الإدعاءات تدلّ على الجهل التام والفاضح بقواعد الحكامة والأخلاقيات التي تسيّر أنشطة البنوك المغربية في العالم، وبطبيعة الحال في القارة الأفريقية".
أضاف البيان أن "هذه التصريحات نفسها تندرج بشكل كلي في الاتجاه المعاكس للتطور المؤسساتي والاقتصادي الذي عرفه إخواننا الأفارقة في جميع المجالات".
وأكد البيان أن جميع الهيئات الدولية المختصة، وعلى الخصوص البنك العالمي وصندوق النقد الدولي ووكالات التنقيط ومراقبي الملاءمة في العالم، يشهد بأن القطاع البنكي المغربي يعد نظامًا مرجعيًا في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا "بفضل قوته وأدائه واحترامه لقواعد الحذر الأكثر تقدمًا، خاصة منها قواعد بازل الثانية والثالثة".
وأضاف البيان أن القطاع البنكي المغربي معترف به أيضًا بفضل حكامته الجيدة، وشفافيته وعمله على مكافحة تبييض الرساميل وتمويل الإرهاب طبقًا لقواعد "مجموعة العمل المالي" الدولية، الذي يعد المغرب عضوًا مؤسسًا فيها، وذلك علاوة على مختلف القواعد الدولية الاحترازية ومعايير مبادلات المعلومات المالية التي يلتزم بها المغرب.
وأوضح البيان أن المؤسسات البنكية المغربية المرتبطة ببنوك دولية مرموقة مؤطرة بتشريع بنكي من أكثر التشريعات عصرية مع قواعد متقدمة لمكافحة تبييض الرساميل، وتخضع لإشراف بنكي صارم ومتواصل من البنك المركزي للمغرب (بنك المغرب).
كما أشار بيان اتحاد البنوك المغربية إلى أن هذه الاخيرة تطبق هذه الصرامة في احترام القواعد والمعايير الدولية الأكثر تقدمًا في المجال البنكي وفي مجال تطورها على الصعيد الدولي، بما في ذلك في أفريقيا، من خلال استراتيجية واضحة ونموذج شفاف في جميع جوانبه الاقتصادية والمالية والتقنية والبشرية والاجتماعية، مضيفًا أن "القطاع البنكي المغربي، القوي بكل هذه المزايا، يثق في قارتنا الأفريقية وينخرط في الميدان في تطورها لفائدة ساكنتها واقتصادها، وذلك منذ عقود".
وأضاف التجمع المهني لبنوك المغرب "سنبقى حذرين ومعبئين من أجل الحفاظ وتعزيز حضورنا وإسهامنا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بأفريقيا، في إطار الاحترام الدقيق والمتواصل للممارسات الدولية الفضلى وكذا القواعد والمعايير الأكثر حداثة".
أما شركة الخطوط الملكية المغربية، فقالت إن تصريح وزير خارجية الجزائر بأن "شركة الطيران المغربية تنقل أشياء أخرى غير المسافرين"، هو تصريح يكشف عن "جهل مطبق للوزير الجزائري بقطاع النقل الجوي، كمجال يخضع لتقنين شديد من قبل هيئات دولية مؤهلة على أعلى مستوى".
وتساءلت الشركة في بيانها "كيف يمكن للحظة واحدة تصور أن المنظمة الدولية للطيران المدني تقبل أن يسمح أحد أعضائها، المغرب، لشركته الجوية بنقل مواد غير مشروعة"، مبرزة أن المنظمة الدولية وسلطات النقل الجوي في كل بلد تبدي بالغ اليقظة والحرص على الاحترام التام للتشريع الدولي في مجال الأمن والسلامة.
وأضافت الناقلة الجوية المغربية أن "وزير الخارجية الجزائري ظن أن بإمكانه التشهير بالخطوط الملكية المغربية من خلال الادلاء بتصريحات لا أساس لها"، مشيرة إلى أن "هذه التصريحات صدرت، بالتأكيد، بنية الإساءة الى إشعاع المغرب من خلال شركته الوطنية للنقل الجوي، مما ينطوي على نقص فاضح في الاحترافية وامتهان كلي للتقاليد الدبلوماسية".
وأعربت الخطوط الملكية المغربية عن شجبها للافتراءات الصادرة من وزير الخارجية الجزائري تجاه "شركة جوية تعمل منذ سنوات عديدة من أجل توطيد الروابط الاجتماعية والاقتصادية بأفريقيا"، مؤكدة أن الشركة معترف بها دوليًا، وتعمل وفق أرقى معايير تنظيم النقل الجوي العالمي.
وأشار بيان الشركة إلى أن الخطوط الملكية المغربية اكتسبت صيتًا عالميًا بفضل معاييرها المشددة في مجال السلامة، وأصبحت تصنف ثاني شركة من نوعها في أفريقيا، وأنها تحتل موقعها ضمن كبريات الشركات الجوية من الطراز العالمي، حيث تتمتع بعلامة 4 نجوم (سكايتراكس) التي تمنحها هذه الهيئة المعترف بها دوليًا على أساس عمليات التدقيق والتقييم التي تقوم بها تجاه مستوى الخدمات في مهن النقل الجوي.
كما تم اختيار الخطوط الملكية المغربية من قبل (سكايتراكس) وخلال ثلاث سنوات متتالية، كأفضل شركة إقليمية في أفريقيا اعترافًا بدورها الطليعي كناقل جوي على الصعيد القاري. وأضافت شركة الخطوط الملكية المغربية أنها، وبأسطول يناهز 60 طائرة، تؤمن رحلاتها نحو 97 وجهة عبر أربع قارات، وتشغل 4000 أجير من جنسيات مختلفة.
وأضاف البيان أن الخطوط الملكية المغربية تعد شريكة لكبريات المجموعات العالمية، مثل شركة "بوينغ" لصناعة الطائرات، و"سافران" في مجال صيانة محركات الطائرات، و"صناعات إير فرانس" في مجال الصيانة الجوية، و"سيرفير" في مجال الخدمات المطعمية وخدمة الركاب على متن الطائرات. كما طوّرت الخطوط الملكية المغربية شراكات قوية مع شركات كبرى مرجعية للنقل الجوي عبر العالم، على غرار الخطوط القطرية، إيبيريا، الخطوط التركية، الخطوط السعودية. كما تولت الشركة تكوين مئات الربابنة والتقنيين الأفارقة.