: آخر تحديث
في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى

السعودية تهزم مصر بهدف قاتل والأوروغواي تنتزع الصدارة من روسيا

91
124
91

حقق المنتخب السعودي لكرة القدم فوزا في الوقت القاتل على حساب نظيره المصري في الجولة الثالثة الأخيرة للمجموعة الأولى في كأس العالم، مفسدا على حارسه عصام الحضري فرحة إنجازه كأكبر لاعب سنا في تاريخ البطولة.

وفي مباراة أقيمت في فولغوغراد وسجل فيها النجم محمد صلاح هدف السبق للفراعنة في الشوط الأول، قلب الأخضر الطاولة وسجل هدف الفوز 2-1 في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني، ليحقق المنتخب الذي يشارك للمرة الخامسة، فوزه الأول في البطولة منذ مونديال 1994.

في المقابل، فشل الفراعنة في ختام مشاركتهم الثالثة في البطولة والأولى بعد غياب 28 عاما، من تحقيق أول فوز. وبدأ المنتخب المباراة محتفيا بالحضري الذي بات عن عمر 45 عاما و161 يوما، أكبر لاعب في تاريخ البطولة، متفوقا على الحارس الكولومبي فريد موندراغون الذي حمل اللقب منذ مشاركته في مونديال 2014 عن 43 عاما وثلاثة أيام.

وأدخل المدرب الارجنتيني لمصر هكتور كوبر الحضري أساسيا بدلا من محمد الشناوي الذي تولى المهمة في الجولتين الماضيتين.

ولم تكن المباراة لتؤثر في حسابات المجموعة الأولى للمونديال، اذ ان المنتخبين كانا قد خرجا منذ الجولة الثانية بعد تلقيهما خسارتين في مباراتين (السعودية أمام روسيا صفر-5 والأوروغواي صفر-1، ومصر أمام المنتخب الأميركي الجنوبي صفر-1 وأمام المنتخب المضيف 1-3).

وكانت الخيبة المصرية مضاعفة بعد الآمال الكبيرة التي كانت معلقة على صلاح، أفضل لاعب افريقي وأفضل لاعب في الدوري الانكليزي الممتاز، الا ان اصابته في 26 أيار/مايو خلال نهائي دوري أبطال أوروبا بين فريقه ليفربول الانكليزي وريال مدريد الاسباني، أثرت على تحضيراته ومشاركته.

وأنهى صلاح الذي كان من أبرز اللاعبين عالميا في الموسم المنصرم، وسجل 44 هدفا لناديه في مختلف المسابقات منها 32 في الدوري الانكليزي الذي توج هدافا له، المونديال الأول بثلاث خسارات مخيبة.

وغاب عن المباراة الأولى ضد الأوروغواي، وشارك أساسيا في الثانية ضد روسيا وسجل من ركلة جزاء. الا ان النجم البالغ 26 عاما، والذي اختير أفضل لاعب في مباراة الاثنين، لم يظهر في المباراتين بالمستوى الذي قدمه طوال الأشهر الماضية، باستثناء تسجيل هدفين، وبعض اللمحات الفنية في المباراة ضد السعودية.

- "ثاني أفضل مشاركة" سعودية -

في المقابل، لم يخف الجانب السعودي فرحته بالفوز الذي جاء في ختام مشاركة مخيبة علقت عليها السلطات الرياضية آمالا كبيرة. وشكلت الخسارة القاسية ضد روسيا صدمة للمسؤولين السعوديين، ودفعتهم لتوجيه انتقادات حادة للاعبين، واستتبعتها تغييرات في تشكيلة المدرب الارجنتيني خوان انطونيو بيتزي لاسيما في حراسة المرمى.

وبدأ المنتخب مبارياته الثلاث بثلاث حراس مرمى مختلفين: عبدالله المعيوف في الأولى، محمد العويس في الثانية، وياسر المسيليم في الثالثة.

وبعد المباراة، قال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة السعودية تركي آل الشيخ في شريط مصور نشره حساب المنتخب السعودي على "تويتر"، "هذه ثاني أفضل مشاركة لمنتخب سعودي في كأس العالم".

وحققت السعودية أفضل مشاركة لها في مونديال 1994 (أول بطولة لها) عندما بلغت ثمن النهائي بعد فوزين في الدور الأول على المغرب (2-1) وبلجيكا (1-صفر). وكان الفوز اليوم الأول للأخضر منذ التفوق على بلجيكا، علما ان المنتخب شارك في المونديال للمرة الأخيرة في 2006.

وأضاف آل الشيخ "لعب محمد صلاح وفزنا، ولولا الحضري اليوم ولولا أغلاط حكم المباراة لكانت نتيجة تاريخية (...) نعدكم ان شاء لله بالأفضل، واليوم ان شاء الله على ما سمعت من اتحاد الكرة ان ثمة قرارات نتمنى انها تصب في مصلحة كرة القدم في المملكة العربية السعودية".

أضاف متوجها للمشجعين السعوديين "مبروك، ليس هذا ما تستحقونه، لكن صار اللي صار (...) نتمنى اننا كلنا نقف الآن وقفة واحدة وصف واحد لتطوير رياضتنا في المملكة العربية السعودية".

- هدفان في الوقت الضائع -

وشهدت المباراة بداية بطيئة الى ان تمكن الفراعنة من كسر التعادل السلبي في الدقيقة 22، بعدما قطع عبدالله السعيد محاولة تمرير من سلمان الدوسري في نصف الملعب المصري، ورفع الكرة طويلة الى صلاح الذي هيأها لنفسه بين مدافعين سعوديين، وأسقطها "لوب" فوق المسيليم المتقدم.

وفي الدقيقة 39، احتسب الحكم ركلة جزاء للسعودية بعدما لمست كرة عرضية حولها ياسر الشهراني، يد المدافع أحمد فتحي. وانبرى لها فهد المولد، الا ان الحضري تصدى لها ونابت عنه العارضة في إكمال المهمة.

وبحسب شركة "أوبتا" للاحصاءات الرياضية، بات الحضري رابع حارس يتصدى لركلة جزاء في مباراته الأولى في المونديال بعد الايسلندي هانيس هالدورسون (ضد الأرجنتين في 2018)، والأميركي طوني ميولا (1990)، والأرجنتيني رامون كويروغوا (1978).

وفي الوقت الضائع للشوط الأول، نال الأخضر فرصة للتعويض بعد عرقلة من علي جبر على المولد. واحتسب الحكم ركلة جزاء، وثبت قراره بعد العودة لتقنية المساعدة بالفيديو ("في ايه آر"). وانبرى سلمان الفرج لركلة الجزاء، وسددها على يمين الحضري الذي ارتمى يسارا (45+2).

وفي الشوط الثاني، تراجع الأداء لكن في ظل محاولات سعودية أكثر جرأة على المرمى المصري. وأتيحت للأخضر فرصة عبر هتان باهبري الذي وصلته الكرة بعدما قطعها أحمد حجازي على مقربة من المرمى، الا انه سددها مباشرة عالية (54)، لتليها بعد ربع ساعة رأسية قوية من حسين المقهوي اثر تمريرة من سلمان الفرج، الا ان الحضري كان بالمرصاد.

وبينما كانت المباراة تلفظ أنفاسها، تمكن المنتخب السعودي من تحقيق الفوز عبر لعبة متقنة داخل منطقة الجزاء، تنقلت فيها الكرة من محمد البريك الى عبدالله عطيف، لتصل الى الدوسري الذي سددها مباشرة قوية في مرمى الحضري (90+5).

ملخص مباراة السعودية ومصر:

الأوروغواي تعيد روسيا الى أرض الواقع وتتصدر

 

أعاد منتخب الأوروغواي نظيره الروسي المضيف الى أرض الواقع وانتزع منه صدارة المجموعة الأولى باكتساحه 3-صفر الاثنين في سامارا، وذلك في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول لمونديال 2018 في كرة القدم.

ودخلت روسيا الى النهائيات على خلفية 7 مباريات متتالية وثمانية أشهر دون فوز، لكنها ضربت بقوة باكتساحها السعودية 5-صفر ثم مصر 3-1، لتضمن تأهلها بصحبة الأوروغواي الفائزة على ممثلي العرب بنتيجة واحدة (1-صفر)، الى ثمن النهائي للمرة الأولى منذ انهيار الاتحاد السوفياتي (1991).

لكن البلد المضيف اصطدم الإثنين بواقعية بطل 1930 و1950 ونجميه لويس سواريز وادينسون كافاني اللذين كانا على موعد مع الشباك، وسوء الحظ بعد تلقيه الهدف الثاني بالخطأ من هدافه دينيس تشريتشيف الذي تحولت تسديدة دييغو لاكسالت منه وخدعت حارسه ايغور اكينفييف.

كما تأثر فريق المدرب ستانيسلاف تشيرتشيسوف بإكمال اللقاء بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 36 بعد طرد ايغور سمولنيكوف لحصوله على انذارين.

ورغم الخسارة، أكد المدرب الروسي "أننا متحضرون نفسيا بشكل جيد للمباريات المقبلة. أعتقد بأنه يتوجب علينا الوصول الى بعض الخلاصات..."، معتبرا أن "ما تعمل عليه في التمارين يتغير عندما تدخل أرضية الملعب "وهذا هو فن أن تكون حاضرا في أي لحظة...".

من جهته، أكد سواريز ان "هذا ما كنا نريده. أردنا أن نواصل تطورنا مع تقدم كأس العالم، وبعد فوزنا بمباراتين 1-صفر، أردنا اليوم أن نحقق نتيجة أفضل. أردنا اللعب بالطريقة ذاتها التي اعتدنا عليها".

وواصل نجم برشلونة الإسباني "من البديهي ان تكون متوترا في المباريات الأولى وترغب بعدم ارتكاب الأخطاء أو الخسارة. خطأ واحد قد يكلفك الكثير. جئنا اليوم الى الملعب بسلوك ومنظور مختلفين، وهذا ما جعل الضغط أفضل. هذا ما رأيناه على أرضية الملعب".

وستنتظر الاوروغواي وروسيا خلاصة المجموعة الثانية التي تقام جولتها الثالثة في وقت لاحق الاثنين، لمعرفة هويتي منافسيهما في ثمن النهائي: إسبانيا أو البرتغال (4 نقاط لكل منهما) أو إيران (3). ويلتقي متصدر كل مجموعة مع ثاني الأخرى.

- سواريز على بعد هدف من ميغيز -

وخاض مدرب الاوروغواي اوسكار تاباريز اللقاء بتشكيلة من ثلاثة مدافعين في ظل غياب خوسيه ماريا خيمينيز للاصابة، فشارك سيباستيان كواتيس ومارتن كاسيريس الى جانب القائد دييغو غودين، فيما اعتمد مجددا على الثنائي كافاني وسواريز في الهجوم.

أما من ناحية تشيرتشيسوف، فأجرى ثلاثة تعديلات على التشكيلة التي فازت على مصر 3-1، فاعتمد في مركزي الظهيرين على سمولنيكوف وفيدور كودرياتشوف عوضا عن ماريو فرنانديز ويوري جيركوف، فيما اعتمد على أليكسي ميرانتشوك للعب خلف المهاجم أرتيم دزيوبا.

ولم تكن بداية أصحاب الضيافة مثالية، إذ وجدوا أنفسهم متخلفين قبل الوصول الى الدقيقة العاشرة من ركلة حرة نفذها سواريز أرضية على يسار اكينفييف (10).

وهو الهدف الثاني لسواريز في النسخة الحالية والسابع في ثالث مشاركة له في النهائيات، وأصبح على بعد هدف من الراحل اوسكار ميغيز، أفضل هداف للأوروغواي في كأس العالم (8 أهداف: 5 عام 1950 و3 عام 1954)، ومعززا مكانته كأفضل هداف في تاريخ بلاده (53).

وتطرق سواريز الذي لم يكمل مشوار بلاده في نهائيات 2014 وغاب عن ثمن النهائي ضد كولومبيا (صفر-2) بعد ايقافه لعضه مدافع ايطاليا ماركو ماتيراتزي في الجولة الأخيرة من الدور الأول، الى وضعه بالقول "على الصعيد الشخصي أنا سعيد بالمضي قدما وأن نواصل صنع التاريخ مع الفريق".

وكانت روسيا قريبة من ادراك التعادل بعد ثوان عبر تشيريتشيف الذي وصلته الكرة عند مشارف المنطقة بتمريرة رأسية من دزيوبا، فأطلقها قوية لكن الحارس فرناندو موسليرا الذي كان يخوض مباراته المئة مع المنتخب، تألق وحرمه من هدفه الرابع في ثلاث مباريات (12).

- ضربة قاضية للروس -

وتعقدت مهمة الروس عندما اهتزت شباكهم مرة ثانية بعدما أطلق لاكسالت كرة قوية من خارج المنطقة اثر ركلة ركنية لفريقه، فتحولت من تشيريتشيف وخدعت أكينفييف (23).

واحتسب الهدف لتشيريتشيف، ما حرم لاكسالت من افتتاح سجله التهديفي مع منتخب بلاده.

وبدا رجال تشيرتشيسوف تائهين بعد اهتزاز شباكهم، ما سمح للأوروغواي في الحصول على أكثر من فرصة لتعزيز تقدمها، ثم أصبحت مهمتها أكثر سهولة بعد تلقي روسيا الضربة القاضية بإكمالها اللقاء بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 36 نتيجة طرد سمولنيكوف، وهو الأمر الذي اضطر المدرب الى اخراج تشيريتشيف لصالح المدافع ماريو فرنانديز.

وحاول الروس في بداية الشوط الثاني العودة على رغم النقص العددي لكن دون تحقيق مبتغاهم، بل عادت الأوروغواي لتسلم زمام المبادرة مع تقدم الدقائق وحصلت على فرص لتعزيز تقدمها لكن دون الوصول الى الشباك حتى الدقيقة 90 حين سجل كافاني بعد محاولات فاشلة، وذلك اثر كرة ركنية وصلت الى القائد غودين فحولها برأسه لكن الحارس الروسي صدها ثم سقطت أمام مهاجم باريس سان جرمان، فتابعها في الشباك.

وأصبح كافاني ثاني لاعب يسجل للأوروغواي في ثلاث نهائيات (2010 و2014 و2018) الى جانب سواريز.

 

ملخص مباراة الأوروغواي وروسيا:


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في رياضة