فقط أربعون سنة لا غير أمضاها الأسيران الفِلسْطينِيين كريم وماهر يونس في سجن إسرائيلي وبالطبع فإنهما ممن يسمون عرب إسرائيل.. وكأن لدولة الإحتلال: "العدو الصهيوني" عرباً والمشكلة أنّ اليمين الإسرائيلي المتطرف وكأن الإسرائيليين كلهم غير متطرفين، قد أطلق حملة تطالب بطردهما إلى خارج الوطن وذلك مع أنّ هذا الوطن هو وطنهما.. أي وطن الشعب الفلسطيني وأنّ المطالبين بالطرد هم غزاة محتلون.. وهم الذين يجب طردهم من الوطن العربي كله.
وكان يجب أن تكون هناك حملة عالمية أولاً لأنّ دولة الإحتلال هذه قد إعتقلت منذ إحتلالها لوطن الشعب الفلسطيني مئات الألوف من أبناء هذا الشعب.. وهي لا تزال تواصل الإحتلال والإعتقال وكان هذان الأسيران قد أعتقلتهما دولة الإحتلال بينما كانا طالبين في جامعة بئر السبع وبالطبع فإنّ التهم التي وجهت إليهما قد وجهها المحتلون لشعب فلسطين كله.
فالصهاينة قد أعطوا لأنفسهم الحق في أن يعطوا أوامر لمحكمتهم العسكرية بالطبع التي فرضت على محاكمها بأن تحكم بإعدام طالبين فلسطينيين من جامعة بئر السبع.. لكنها ما لبثت أن تراجعت وحكمت بتخفيف هذه العقوبة إلى السجن مدى الحياة ثم تخفيفها إلى أربعين عاماً.. فقط لا غير!!.
وبالطبع فإنّ كل هذا "التخفيف" قد كان أكثر وجعاً من الإعدام ثم ورغم أن إتفاقيات أوسلوا في عام 1993 قد نصت على أنْ يتم الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين فإن إسرائيل قد زادت أعداد نزلاء معتقلاتها لا بل وزادت أعداد هذه المعتقلات وكل هذا لأنهما من عرب عام 1948 كما يقال ثم ولأنّ الإتفاقيات الفلسطينية – الإسرائيلية قد نصت على تحرير الأسرى على دفعات إلّا أنّ الإسرائيليين قد حجزوا الدفعة الأخيرة.. أي تراجعوا عن إطلاق سراح الدفعة الرابعة.. والأخيرة.. التي قد حلت مكانها دفعات كثيرة.
ثم ولأن الشعب الفلسطيني الذي يرفض الإحتلال بكل أشكاله قد واصل نضاله طالما أنّ العدو الصهيوني قد تابع إحتلاله لوطنه وبالمقابل فإنّ أحد المعتقلين الفلسطينيين قد نشر عبر محاميته رسالة قد أكد فيها على مواقفه السياسية وأنه يعتبر أنّ إسرائيل.. عبارة عن عصابات تملك دولة متوحشة وأنّ شعب فلسطين سيبقى يواصل مقاومته بكل شجاعة وإصرار.