: آخر تحديث

رفـــاهــيـــة الانهيار

43
51
33

رفاهية الانهيار، جملة ساخرة انتشرت موخرًا، مرفقة بالكثير من الكوميكس والميمز داخل صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، وفي هذا الصدد أقول أن لكل إنسان مناعةٌ نفسية، ورصيد من التحمل والصبر وشدة البأس، قد يفرغ أو ينتهي هذا الرصيد، بسبب التراكمات أو في لحظة صعبة، فيبدأ بالأنهيار وتهبط معنوياته ويصبح أسيرًا لما حدث.

والسؤال هنا هل الانهيار رفاهية؟ أم هو حق مشروع؟ هل يجب أن نقوي بأسنا ونصمت أو ننهار؟ وهل يملك الجميع حق الانهيار إذا اعتبرناه حقًا؟

الانهيار صعب، وما يَزِيدهُ صعوبةً كونك قدوةً ومثلًا أعلى، لذلك تكون مجبرًا على أن تخفي ضعفك، وأن لا تميل لأن هناك من يتكئ عليك ويقتدي بك، ويقول أحد الشعراء (تردني عن دمعتي بآخر اليوم........ناس تشوف بـ(قو باسي) سندها)

صحيح أنها تأتي على الإنسان فترات يتخبط فيها ولكنها تَمٌر دون أن تترك أثرًا بالغًا ويستطيع هو تجاوزها بالتناسي والإلتهاء بما ينفعه ويجعله نشيطًا، نحن مجبرون على تحمل كل هذا والمضي في الحياة رغم هشاشتنا وضعفنا، نحن مجبرون على التجاوز والتغافل والتناسي لتستمر الحياة لأننا لا نملك حق إيقافها، نحن لا نملك رفاهية السقوط ، لذلك حتى الذين لا يعيرون اهتمامًا كبيرًا بالانتكاسات النفسية أو المسميات النفسية، ستجدهم يتجاوزون كل شيء بكل بساطة، وإن سألتهم عن القوة التي تدفعهم لهذا التجاوز سيقولون بكل عفوية:

"ليست قوة؛ إنما هي الحياة، وما حيلتنا أمامها إلا التجاوز، لأننا لا نملك رفاهية الانهيار"

يجب أن نأخذ قسطًا من الراحة، ونعيد التفكير في كثير من الأمور من حولنا، بطريقة عقلانية وننظر إلى مستقبلنا، ونهتم به، ونستعد له، ذلك سوف يساعدنا على التجاوز، إن في التجاوز قوة هائلة، كلما تجاوز الإنسان، زادت مناعته النفسية وأصبح أكثر تحملًا وتقبلًا للصدمات وأنا لا أعني اللامبالاة، إنما التجاوز مع الأخذ بالعبرة والتحوط من عدم تكرار ما حدث، وتعلم الدرس كما يجب، فالمؤمن لا يلدغ من جحره مرتين.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في