: آخر تحديث

أخوان ليبيا... خيار الجماعة ام الوطن؟

50
51
50
مواضيع ذات صلة

(الحكم على الشيء فرع عن تصوره) هي قاعدة جليلة مشهورة بين العلماء المسلمين على مختلف مذاهبهم. لذي اذا اردنا الحديث عن اخوان ليبيا و مشتقاتها مثل حزب العدالة و البناء لابد من فهم الأساس النظري لأصل هذه الجماعة، وهي جماعة الإخوان المسلمين و التنظيم الدولى للإخوان المسلمين. 
تأسست جماعة الأخوان تنظيما على يد مدرس الخط المصري حسن البنا بعد ان سرقها من شريكه احمد السكري المؤسس الفعلي للجماعة و بعد صراع بين السكري و عبدالحكيم عابدين صهر البنا.. فانحاز البنا لصهره عابدين و قام باستبعاد السكري و طرده من الجماعة في بدايات التأسيس. 
تأسست الجماعة على أساس فكري نقله سيد قطب عن المفكر الهندي ابوالاعلي المودودي؛ اذ تبني سيد قطب فكرة " الحاكمية " نقلا عن ابو الاعلي المودودي، لأول مرة في التاريخ الإسلامي.. فلم يرد هذا المصطلح عن الرسول (صلى الله عليه و سلم) او عن الصحابة او الائمة الاربعة مطلقا.. 
كان المودودي يعيش في مجتمع هندي اغلبيته يدين بالهندوسية و البوذية و قلة مسيحية و قلة مسلمة.. فكانت لب الفكرة تقوم على أسلمة المجتمع الغير مسلم، نقلها سيد قطب المتذبدب نفسيا.. فقد انتقل من الإلحاد الي التطرف بعد عودته من امريكا و حالة عدم الاندماج التي عاشها في امريكا و نظرا لظروفه النفسية و سجنه من قبل عبدالناصر و حكم الإعدام عليه عام 1966.. كما هو معروف.. نقل الفكرة وشرحها بعد اربع او خمس سنوات من ترجمة كتب المودودي للعربية في عام 1950 تاريخ انضمامه للاخوان و أسقطها على مجتمع مصري اغلبيته مسلمة و أقلية مسيحية فكانت الفكرة مستهجنة لدي الإسلام الوسطي المصري المتجدر عبر مؤسسات علمية دينية عريقة مثل الأزهر، كانت كتابات سيد قطب عبارة عن ادبيات و إنشائيات صاغها بلغة ساحرة كان يملكها و متمكن منها. و منها كتاب (معالم في الطريق).. 
و الذي يصل فيه لنتائج دون مقدمات مبنية على منهج قويم. فبالإضافة الي اعتراف سيد قطب بان الوطن هو عبارة عن حفنة من تراب نجس هذا ما يقول في وصف المخالفين للاخوان : (نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم. كل ما حولنا جاهلية، تصورات الناس وعقائدهم، عاداتهم وتقاليدهم، موارد ثقافتهم، فنونهم وآدابهم، شرائعهم وقوانينهم. حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية، ومراجع إسلامية، وفلسفة إسلامية، وتفكيرا إسلاميًا، هو كذلك من صنع هذه الجاهلية).
 والحل عند سيد قطب للتحرر من هذه الجاهلية والعبودية لغير الله، هو في قيام طليعة مسلمة ملتزمة بمنهج الحركة الإسلامية، تتجرد من كل مؤثرات الجاهلية التي نعيش فيها وتستمد منها، والتخلص من ضغط المجتمع الجاهلي والتصورات الجاهلية والتقاليد الجاهلية والقيادة الجاهلية، بحيث تكون مهمة هذه الحركة تغيير هذا الواقع الجاهلي من أساسه. باختصار يرى سيد القطب ان المجتمع الذي لا يحكمه التنظم الاخواني هو مجتمع جاهلي وان كان يؤدي العبادات كلها. 
فالحاكمية اصبحت تفويض الهي مباشر للاخوان دون غيرهم. و لكن ما لم يتطرق له قطب و كبار منظري الاخوان ما هو ضمان عدم انحراف هذه الجماعة و تصبح اله بحد ذاتها يعبد من دون الله. كما حدث لاحق؟. 

كانت الفكرة تعاني من مشكل منهجي..فداخل مجتمع مسلم تخرج جماعة تريد أسلمة المجتمع و داخل هذه الجماعة ينشأ حزب يريد ان يحكم باسم الاسلام !!!!! فكان سبب سقوط الأخوان عامة من "وجهة نظري" نتيجة لهذا الخلل المنهجي اولا.. و لأسباب أخري مثل العمل السري و اللجوء للعنف و القتال لاحقا، تبنت الجماعة الفكرة لانها تنص على ان التفاسير و الاجتهاد و الاوامر هي حكر لمرشد الجماعة فقط و على الاتباع السمع و الطاعة و التنفيذ دون اعتراض او نقاش. 
فاحتكار الإسلام لهم مثل احتكار العروبة او الهوية الليبية لأحزاب اخري و هو سلاح ذو حدين ففي حالة الفشل يعني فشل الإسلام نفسه و هذه كارثة في حق الدين الحق الذي لوثوه بالسياسة و السرقة و القتل و العنف. 
المشكل المنهجي الآخر لهذه الجماعة اليوم هو اصطدامها مع مفهوم الدولة الوطنية (القُطرية) و سيادتها، فالجماعة تؤمن بتنظيم عابر للحدود لا يعترف بالدولة و إقليمها و مؤسساتها سواء القضاء او الجيش و الشرطة و تعتمد على دولة وهمية (الجماعة) أينما وجدت في كل العالم حتى و ان أعلنت غير ذلك (كما سنري لاحقا) اما أخوان ليبيا الذين ينقلون عن أخوان مصر فكان كلام السيد الكبتي "مراقب أخوان ليبيا " كان كلامه عن مجتمع " ليبيا المسلم كليا " كان كلام مضحكا و مثيرا للاستهزاء حين قال : (نحن نريد أسلمة المجتمع المسلم سلميا !!!)
فإخوان ليبيا في مأزق بنيوي.. فكيف يكون لجماعة داخل مجتمع مسلم مائة بالمائة و منهجية أسلامية تريد أسلمة المجتمع ؟؟؟ هذا من جهة و من جهة اخري لمن يكون الولاء في حالة الخلاف بين ليبيا و مصر (بلد المرشد و المنشأ) في حالة حكم الإخوان مصر ؟ اذا كان الولاء للمرشد في مصر شيئ أساسي لقادة التنظيم وفق القانون الأساسي للجماعة و المادة الرابعة التي تنص على عدم إتخاذ أي قرار يخص الأقاليم الا بعد موافقة المرشد العام.. (بسطاء و أفراد الإخوان لا يعلمون بهيكلية الجماعة.. كما يقول القيادي الاخواني السابق ؛ ثروة الخرباوي).
 السؤال الشرعي الجوهري ؛ كيف يكون للمؤمن بيعتان و ولايتان ؟؟ ولاية للحاكم في بلده و ولاية للمرشد في مصر.. فهي بدعة لم يأتي بها أي من اصحاب البدع من قبل. ثم ان المنتمي للاخوان يجب ان يبايع بأن يكون جنديا في جماعة الإخوان و ليس مواطنا صالحا في الدولة. 
و يبايع المرشد على السمع و الطاعة و الا ينازع الأمر اهله و ان يبذل جهده و دمه للجماعة و ليس للدولة. اذا فهذا تنظيم عسكري جاهز للقتال حسب أوامر المرشد الذي عادة يكون في دولة اخري غير دولة المجند و هنا تكمن الخطورة. 
نحن نعلم ان الجمع بين السلطة الدينية و السياسية هي سمة اختص بها سيد الخلق محمد صلى الله عليه و سلم و لا مجال لأحد بعده أن يجمع هذه الصفات في ظل تطور النظم السياسية و تعقيدات المنهج الإداري اليوم. 
و الا يصبح شبيه بنهج ولاية الفقيه و الإمام المعصوم و هو بالضبظ مفهوم المرشد الذي يجب اتباع تعليماته بغض النظر أن كان في نفس الدولة او في دولة اخري. 
ان احتكار الحديث باسم الدين لن يحدث إلا من خلال تكفير الآخر المختلف و هذا ما حصل بوصف الآخرون بالعلمانية و يعني به الكفار حتي و ان كانوا اكثر تدينا منهم. كما ان مصطلح الحاكمية يعتبر بدعة فلم يذكر في القران او السنة او عند الائمة الاربعة او مع إسلام مؤسسة الازهر الوسطية او مؤسسة الزيتونة في تونس او غيرها من المؤسسات الدينية العريقة و العتيدة.. بل ذكر بصيغة (الحكم لله).. أول مرة ذكر على يد الخوارج الذين خرجوا للقتال ضد سيدنا علي و ضد معاوية؛ و كفروا الأثنين معا. و ارتبطوا تاريخيا بالتكفير و التطرف..و للمفارقة الغريبة انهم سمو (بالثوار) في تلك الفترة..

و كما أسلفت نقل سيد قطب فكرة المودودي للعربية في وقت و ظروف كتابة هذه الفكرة حيث كان في السجن بعد خلافه مع الرئيس عبدالناصر و الحالة النفسية لكاتب يعيش في غياهب السجن ينتظر حكم الاعدام.. فكيف تريده ينظر الي سجانيه؟؟ مما دفعه لتكفيرهم جميعا مستفيدا من السيولة اللغوية التي كان سيد قطب يمتلكها فقد كان كاتبا ساحرا قد عمل في النقد الادبي و الفني مع الكاتب الكبير العقاد الذي يقول هو نفسه عنه : " ان العقاد أنقذني من الالحاد. " 

هذا من جهة و من جهة اخري، ما هو تعريف الوطن بالنسبة للإخوان ؟؟ فاخوان مصر مثلا يقولون ان ارض الاسلام هي الوطن و لا يعترفون بالمواطنة و إن مصر هي جزء من الوطن و ليست كل الوطن و ان ماليزيا و تركيا ايضا جزء من الوطن بل و ان لا مانع لدينا ان يحكمنا رئيس من ماليزيا كما قال بذلك المرشد العام للاخوان المصري السابق (مهدي عاكف) 

فهل إخوان ليبيا و هم أتباع لإخوان مصر لديهم هذه القناعة و بالتالي تكون كارثة بكل المقايس.. فاخوان مصر صرحوا في اكثر من مناسبة ان ليبيا هي بيت مال المسلمين.!!! في حضور إخوان ليبيا و لم يعلق الاتباع الليبيون عن ذلك ! فهل ياتري أخوان ليبيا يوافقوا علي هذا الرأي ام لهم رأي يخالف المرشد و بالتالي تسقط البيعة،؟..أشك في ذلك! 
كما إن التنظيم السري للجماعة و العمل السري لها يجعلها جماعة و شبكة مريبة لا يعرف احد عن اهدافها و من يحركها حتي من المنتمين للحركة فالذي يعرف الحقيقة هم قلة في مكتب الارشاد اما البقية فيقولون بالسمع و الطاعة حتى و ان تظاهروا انهم علي علم بكل ما يجري داخل الجماعة و التنظيم. 

لقد بدأت الجماعة كجماعة إسلامية تدعوا للاسلام ظاهريا و انتهي بها الأمر الي أن من يقود الإسلامويين الجدد هم قوميون في أوطانهم مثل الطورانيون و السلاجقة الأتراك و الذين يدعون لعودة لسيطرة العثمانيون علي دول الوطن العربي. كما أن تمويل الجماعة لو نشر على الملأ يوما ما ستكون هي القشة التي ستقصم ظهر البنا و قطب معا. بالإضافة لتبرع كل فرد من الجماعة بقيمة 8% من دخله (كما صرح بذلك القيادي الإخواني السابق ثروت الخرباوي). 
كما أن التمويل الأجنبي يجعل الجماعة تناقض قانون الأحزاب في كل الدول الديمقراطية و يعاقب عليه القانون. كما أن الجماعة لم تملك يوما نظام عدلي يحاسب القيادات على الأخطاء بل يعيشون حالة من الارتجالية. و هذا ما جعلهم يدخلون في مواجهات غير متكافئة مثل ما قاموا به ضد الدولة السورية في حماة و حتي في مصر في أحداث رابعة العدوية دون محاسبة قيادات الجماعة على هذه الأخطاء و الخطايا التي ارتكبوها في حق الوطن و المواطنين بعد أعدادهم للقتال ضد الدولة. 

و الأخطر أن الخلاف مع الجماعة يجعلك تختلف مع الدين نفسه و توصم بالردة و ليس خلاف فقهي مع فهم هؤلاء الذين رغم تذبذب آراءهم الفقهية كما رأينا في مراجعاتهم الفكرية بعد ما ادى ذلك بطريقة مباشرة او غير مباشرة لقتل العديد من أرواح المسلمين في مصر و حتي في ليبيا حيث نركز في هذا النص. 

لا شك ان اثبات تبعية اي من مسؤولي و موظفي الدولة في ليبيا للإخوان يعتبر جرم قانوني اولا.. فمبجرد اعتراف مسؤول ليبي او اثبات دليل عنه انه إخواني منخرط في التنظيم يجعله متهما بالتخابر مع دولة اجنبية بلا أدني شك. 
من جهة اخري يعتبر تنظيم الإخوان "دكان بقالة سياسي " مصري غير مسموح لغير المصري ادارته مهما علا كعبه.. لقد مات د. حسن الترابي المفكر و المثقف الموسعي و السياسي المخضرم و الكاتب السوداني المعروف أحد أهم مفكري الإخوان بل و أشهرهم دون تقلد منصب المرشد الذي سعي له مرارا.. و كان مدعوما من د. عبدالله النفيسي المفكر الكويتي الذي دعى الاخوان في الكويت للانفصال تنظيميا عن اخوان مصر وفق اعترافه شخصيا في لقاء برنامج الصندوق الاسود. 
كما سعي لاحقا عضوا التنظيم المفكر التونسي راشد الغنوشي، الذي خرج مؤخرا ليقول ان النهظة في تونس انفصلت تنظيميا عن التنظيم الدولي للاخوان ليحمي نفسه قانونيا من تهمة التخابر مع اجنبي.. 
و ليس كما فعل خالد المشري رئيس مجلس الدولة في ليبيا في لقاء مع قناة فرنسا 24 الذي اعلن على الهواء انه يتبع التنظيم الارهابي للاخوان المسلمين. 
و هذه رسالة لإخوان ليبيا ليعرفوا أن اي منهم مهما وصل من درجة في التنظيم السري للإخوان و الجماعة.. فأنتم تابع لمرشد في بلد المنشأ.. بلد المنشأ، مصر التي قطعت مع هذا التنظيم و اعتبرته ارهابيا و زجت بقيادته في السجون بعد الجرائم المتكررة و العمل السري و التخابر مع دول اجنبية..
بدأت جماعة الإخوان في مدينة الإسماعيلية بمصر سنة 1928 على يد مدرس الخط العربي حسن البنا الذي كان يملك مهارات تنظيمية عالية. و بعلاقة قوية مع بريطانيا ثم لاحقا مع أمريكا و هذا ما اشار اليه مؤلف كتاب((مسجد في ميونخ)) 
الكاتب الكندي اين جونسون الذي يرصد في مقال نشر في الوول ستريت جورنال تاريخ العلاقة بين الإخوان و الأمريكان و يقول : انه تحالف سري بدأ في الخمسينات ؛ تم الاتفاق على القتال ضد الشيوعية و تهدئة الثوتر في أوربا. 

لقد خرجت معظم الجامعات التكفيرية من عبائة الاخوان ؛ فالقاعدة مثلا اسسها عبدالله عزام الاخواني.. و تبنتها المخابرات الأمريكية لاسقاط العدو السوفيتي في افغانستان قبل ان تتحول لعدو لأمريكا بعد ان تركتها للعراء في نهاية الانتصار على الاتحاد السوفيتي الذي تفكك على يد الرئيس الروسي (يلتسين).. فوجهت الجماعة بنادقها لحليف الامس، امريكا.. في تفجيرات نيروبي و دار السلام و الخبر ثم توجت بأحداث (غزوة) برجي التجارة العالمي في نيويورك في 9/11. جاء مشروع (اوباما/ هيلاري كلينتون/ ديفيد ولش / فيلتمان) تتويج للعلاقة التاريخية لقيادة فصيل الاخوان جماعة الاسلام السياسي في منطقة الربيع العربى و اصلاحا للخطأ الفادح لتعويض الافغان العرب و تمكينهم في بلدانهم و بتوصية من مؤسسة راند التي تغذي تقاريرها الدوائر الأمريكية الفاعلة مثل الكونجرس و البنتاجون و السي اي اه و الامن القومي.. العملية التي اطلق عليها اوباما (الربيع العربي)... و لكن المشهد تغير برمته بعد وصول ترامب للسلطة في امريكا. 

 تاريخيا نجح الاخوان مؤقتا لفراغ الساحة السياسية من برامج منافسة لهم و في فترة محاربة الأنظمة السياسية القمعية لهم فمثلت ظاهرة مقاومة النظام لدي الشباب العربي و المهزوم من قبل إسرائيل نموذج مشرف يسعى له اغلبهم و أسموه العدو القريب المقدم على العدو البعيد.

لقد تعاطف الشارع معهم و انتخبهم بعد توظيف سردية المظلومية لسنوات طويلة و ظهورهم بمظهر التدين و لكنه كان مظهر خادع. و لكن بمجرد وصولهم للسلطة فشلوا فشل دريع و الذي أفشل المشروع كليا بالإضافة إلى الخلل المنهجي في فكر الاخوان هو انتصار الجيش المصري لرغبة الشارع الذي خرج ضدهم باكثر من ثلاثين مليون متظاهر، بعد أن وصلوا للحكم بأصوات البسطاء في مناطق التهميش و بعد توزيع المواد الغذائية و الأموال على الناخبين من مصادر مجهولة.
و كان مشهد سقوط الاخوان في بلد المنشأ مروع و فاضح لكل سلوكيات التنظيم الإجرامي الذي مارس العنف و القتل و الاغتيال حيث صنفت امريكا حركة (حسم) لأنها جماعة إرهابية و هي التابعة لتنظيم الاخوان.. وهنا يبرز سؤال مهم وهو إذا كانت الحركة التابعة للجماعة قد تم إدراجها ضمن قوائم الإرهاب فلماذا لم يتم بالتبعية إدراج المخطط والممول لها و هي جماعة "الإخوان" وتصنيفها كجماعة إرهابية؟

 اخيرا.. فقد الإخوان روح الشارع في تونس ايضا بعد ادائهم السيء خلال سنة من الحكم بعد سقوط الرئيس بن علي... و هذا الفشل يتحملون هم مسؤوليتهم عنه اذ ينعكس على الإسلام بصورة عامة لانهم احتكروا الحديث باسم الدين و لم ينجحوا في شيء سوى الإقصاء و ركوب مؤسسات الدولة و اخونتها. 
كما أن اخوان ليبيا قد تصالحوا مع نظام القذافي و أصدروا كتاب المراجعات الفقهية مع الجماعة الليبية المقاتلة و لكنهم نكصوا عن عهدهم بعد أن اخرجهم سيف الإسلام القذافي من السجون في برنامج ليبيا الغد. و بعد أحداث فبراير 2011 تراجع شعبيتهم بعد فساد حكمهم في ليبيا و خروجهم للقتال في فجر ليبيا في طرابلس و السيطرة العسكرية عليها بعد خسارة نتائج الانتخابات في البرلمان الليبي في عام 2014 و وصف معارضيهم بالكفر من خلال وصفهم بالعلمانية، مما أظطر بالبرلمان الى الانتقال الي مدينة طبرق و أدي ذلك الى قسمة مؤسسات البلد و مازال بعضها منقسم حتي هذه اللحظة فأصبح هناك حكوماتان و مصرفان مركزيان... و غيرها من المؤسسات السيادية المنقسمة. و كل الشواهد تدل على ان مشهد سقوط الاخوان جاري في ليبيا ايضا بعد تحرر إقليم برقة و فزان نهائيا منهم و لم يبقي سوى الغرب الليبي و أظن انها آ خر محطة في حياة تنظيم الاخوان المتأسلمين و هذا ما يفسر إعلانهم مؤخرا تحويل فرع الجماعة الي ليبيا جمعية تحت مسمي (الأحياء و التجديد).

 انه مكر السياسة و لعنة التاريخ.. و نتائج تلبيس المقدس " الدين" على المدنس "السياسة". و بسبب كل ذلك ؛ و تزامنا مع الظرف التاريخي الذي لم يعد يرى أن لأطراف الجماعة (بعد قطع رأس الافعي في بلد المنشأ - مصر) وجود مجدى..  اليوم أصبح الخيار واضحا لكل عاقل منهم، فاما الجماعة او الوطن؟. 

  

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في