: آخر تحديث

ألاعيب أردوغان ومناوراته!

74
66
62
مواضيع ذات صلة

غير معروف إذا كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جاداًّ عندما عرض على القيادة المصرية فتح قنوات إتصال بين تركيا ومصر أم أنه قد بادر إلى هذا "العرض" المضحك فعلاً من قبيل "الإستهزاء" ومن قبيل "التطاول" أكثر من اللزوم على هذا البلد العربي الذي هو بمكانته وبكفاءاته وبتاريخه البعيد والقريب يعتبر طليعياًّ وأساسياًّ في قارتين هما: "إفريقيا" و"آسيا" وهنا فإنّ الذي ربما أن الرئيس التركي لا يعرفه هو أن هذا البلد كان ذات يوم بعيد درة منظومة الدول والمكونات التي كانت تعتبر إما جزءاً من الدولة العثمانية أو تربطها علاقات وطيدة بعضها بقي متواصلاً حتى فترة تاريخية قريبة. 

وحقيقة لو أنّ أردوغان كان جاداًّ في هذا العرض لكان عليه أولاً أن يطرد قادة :"الإخوان المسلمين" المصريين من بلاده ولكان عليه أيضاً أنْ يتخلى عن صفته ومكانته كمرشد أعلى  للتنظيم العالمي الإخواني الذي من المعروف أنه بقي يستهدف مصر وشعبها وقيادتها خلال مراحل تاريخية متعاقبة كثيرة وهذا كان في عهد جمال عبدالناصر ثم في عهد أنور السادات الذي من المعروف أنهم "إغتالوه" خلال عرض عسكري في ذكرى "أكتوبر" البطولية ثم في عهد حسني مبارك وأخيراً في هذا العهد الذي على رأسه الجنرال الكبير محمد السيسي الذي كان أحد كبار جنرالات الجيش المصري الذي خاض "حرب أكتوبر" بشجاعة وحرر سيناء حتى آخر شبر وحرر قناة السويس. 

كان على أردوغان، الذي ركب القاطرة "الإخوانية" متأخراً جداًّ أن يدرك قبل أن يعرض على القيادة المصرية هذا العرض المضحك، أنّ "الإخوان" المسلمين المصريين ومعهم التنظيم العالمي الإخواني وأيضاً دولة قطر وإيران، دولة الولي الفقيه، و"حوثيو" اليمن وبعض الشراذم "الإخوانية" حتى من منها في بعض الدول الأوروبية، لم يتوقفوا عن شن حربهم الإرهابية ضد مصر والشعب المصري بكل مكوناته وبالطبع ضد القيادة المصرية وأن دم "المرشد" الفعلي والحقيقي محمود عزت ما كان قد جفّ بعد إخراجه من "وكره" في القاهرة وتصفيته في واحدة من هذه المواجهة البطولية التي بقيت تخوضها أجهزة مصر الأمنية وعلى مدى كل هذه السنوات المتعاقبة الطويلة.  

ثم وإن ما كان على رجب طيب أردوغان أن يدرك هو أن هذه المناورات والألاعيب التي بالإمكان وصفها بأنها "صبيانية" لا يمكن تمريرها على مصر ذات التاريخ العريق وذات التجارب المتلاحقة، القريبة والبعيدة، وإنه عليه إنْ كان صادقاً في ما عرضه أن يبادر إلى طرد قادة "الإخوان" المصريين من بلاده وهذا إنْ لم يضعهم في السجون ويحاكمهم  كـ "قتلة" و"إرهابيين"!

والمفترض مادام أنّ هذا: "الأردوغان" يعتبر نفسه قائداً عالمياًّ لا يقعقع له بشنان وأنه سَيُخْرج الدولة العثمانية من قبرها المظلم وأنه: "أمير مؤمني هذا الزمان" أن يكون جاداًّ في التقرب من مصر التي هي: "أم الدنيا"، كما يقال، أما أنْ يراهن على هذا التنظيم الفاشل تاريخياًّ كما اعترف كبار قادته فإنه سيجد نفسه منبوذاً ذات يوم قريب.. لا بل وغير مستبعد أن تكون نهايته القريبة في إحدى "زنازين" أحد السجون التركية.. فهذا الشعب التركي العظيم قد يصبر ولكنه لا يمكن أن يغفر لمن أراد أن يعيده إلى مراحل تاريخية أصبحت بعيدة. 
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في