: آخر تحديث

مهلاً يا قوم ..الكاظمي ليس روبن هود

92
82
93
مواضيع ذات صلة

الكتل التي وقفت مع الكاظمي ستتخلى عنه عندما تُضرَب مصالحها:
حاول مصطفى الكاظمي جاهداً بعد توليه الحكم في السابع من ايّار الماضي ان يظهر بمظهر روبين هود العراق، حيث وعد مع توليه الحكم بالكشف عن المسؤولين عن أعمال العنف ضد المتظاهرين وبتحسين الخدمات العامة واجراء الاصلاحات ومحاربة الفساد وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين، ورفع الظلم والعوزوالفقر والحاجة عن كل مستضعف ورفع المعاناة عنهم، والسيطرة على الميليشيات المذهبية الموالية للدول الجوار وتقليص دورها والتي تخترق ساحات التظاهرات، وتقمع وتختطف الناشطين وتغتالهم في وضح النهار، الا ان هذه الوعود وحسب( تقرير استقصائي إحصائي رقابي و مرفق بانفوغراف صادر من صحيفة العالم الجديد ـ الإلكترونية البغدادية حول وعود الكاظمي التي أطلقها، منذ يوم تكليفه في 9 أبريل 2020 وحتى اليوم المئة لولايته)(1 ) الوعود بقيت حبرًا على الورق.

أهم الازمات والمشاكل والصعوبات التي تُعيق سير عمل حكومة  الكاظمي:
هناك صعوبات عديدة تُعيق سيرونجاح عمل حكومة الكاظمي منها: التحديات الخارجية وتحديدا الصراع بين الولايات المتحدة وإيران من جهة والعراق وتركيا من جهة ثانية،بعد ان اصبحت أرض العراق ساحة لصراع دولي وإقليمي و مسرحاً لتبادل الصواريخ بين اميركا وإيران, وانتشار وباء المليشيات السائبة المدعومة من الجارة السيئة إيران والتي هي السبب الرئيسي في تراخي الوضع الامني الذي تشهده العراق، والمشاكل العالقة بين بغداد واربيل، فضلاً عن الأزمات الأخرى المعروفة مثل الأزمة الاقتصادية الخانقة وخاصة بعد ان بلغ حجم الديون الداخلية والخارجية للعراق أكثر من 134 مليار دولار وان العراق  ملزم بدفع 25 مليار دولار كديون خارجية أغلبها سيادية وواجبة الدفع قبل عام 2028،  إضافة الى تصعيد الصراع بين الكتل والاحزاب العراقية من اجل الهيمنة على الساحة العراقية مع اعلان موعد إجراء الانتخابات المبكرة، وتفاقم الأزمة الصحية مع تفشي جائحة فيروس كورونا وتهديد تنظيم داعش الارهابي.

الكاظمي ليس روبن هود يا شعب إقليم كوردستان:
تعاطف الشارع الكوردي مع الكاظمي و استُقبِل بحفاوة من قبل اهالي محافظات الإقليم  وعدداً من ذوي ضحايا جرائم الأنفال في محافظة دهوك و كأنه روبن هود العصر اوالمُنقذ الذي سيقوم بأنقاذهم من الازمة الاقتصادية التي يعانون منها منذ عام 2014 بعد ان فشلت حكومتهم في تحقيق ذالك.

الا ان الشعب نسى بان لا الكاظمي ولا غير الكاظمي يستطيع ان يحقق مطاليب المتظاهرين والنازحين والموظفين والمتقاعدين في ظل الفساد والهيمنة الحزبية والتدخلات الإقليمية فى الشؤون الداخلية للعراق والتى اتسع مداها خاصة من جانب إيران من جهة وتركيا من جهة ثانية والتى أصبح لهما نفوذ قوي فى بغداد واربيل.

للاسف نسى الشعب بان الكاظمي الذي لا ينتمي لأي حزب أو كتلة سياسية، تحكمه قواعد وأسس وضوابط وسلوك المنصب ولا يستطيع  القفز على الواقع والخروج من حلبة الصراع  السياسي بين الاحزاب والقوى الحاكمة التي ليس من مصلحتها تحقيق منجز في مواجهة  افة  الفساد والهيمنة الإقليمية على العراق.

والاهم من كل ذالك، نسى الشعب بإن الحقوق تؤخذ ولا تعطى.
ماذا كشفت زيارة الكاظمي لإقليم كوردستان؟:
زيارة الكاظمي إلى إقليم كوردستان كشفت بان حكومة الإقليم تعيش في وادٍ والشعب في وادٍ آخر.كشفت الزيارة أزمة الثقة بين المواطن المغلوب على امره والطبقة السياسية الفاسدة بشكل عام بعد ان فشلت منذ 1992 إلى اليوم في ادارة الإقليم وتامين مطاليب الشعب من جميع النواحي.

الزيارة كشفت بان الشعب بحاجة إلى رئيس يستمع إليه  مُباشرةً دون وسيط. كشفت الزيارة بان الشعب يريد رئيس يستمع إلى مطاليبه ويتابعه بشكل ميداني ولا يجلس في برجه العاجي ويطل من الفوق على واقع فئات وطبقات الشعب المهمشة والمحرومة من ابسط حقوقها ويتحدث لهم عبر التلفازاو الحاسوب ولسان حاله يقول: اذا لم يكن هناك خبزٌ للفقراء, دعهم يأكلون كعكاً.

اخيراً: على الرغم من ان الكاظمي نجح إلى حد ما في زيارته إلى إقليم كوردستان في كسب استعطاف الشعب الذي يعاني من أزمة اقتصادية وصحية إضافة إلى افة الخلافات السياسية والإستحواذ والإستقواء المَبنَّي على اسس حزبية مقيتة بين الاخوة الاعداء الا ان الاسابيع والشهور القادمة كفيلة بتراجع شعبيته مع استمرار المشاكل المادية واخفاق وعوده والهتاف ضده:  كلهم يعني كلهم  والكاظمي واحد منهم.

لا مخرج من ازمة الاوضاع السياسية والاقتصادية في الإقليم الا عبر التغيير والإصلاح الحقيقي وليس الإصلاح الشكلي ألترقيعي، وكل من يراهن على الكاظمي  او اي شخص اخر في حلحلة الأزمات التي تعصف بالإقليم فهو واهم ومتوهم،لانه لا يقرأ ماذا يجري في العراق الآن.

وعليه اقول وبصوت مسموع: الشعب، فقط الشعب هو محرّك التّغييرو الاصلاح الحقيقي.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في