: آخر تحديث

السراج وأردوغان..واللعبة المخزية

64
49
58
مواضيع ذات صلة

ما كان على فايز السراج "تَبَعْ طرابلس الغرب" أنْ يجعل من نفسه لعبة في يد رجب طيب أردوغان على اعتبار أنّ أصوله تركية والمفترض أنْ يتجنب هذا المسار التآمري نهائياً وأنْ يكون ولاءه لهذا البلد الذي من المفترض أنه بلده وبلد أهله بغض النظر عن أصولهم البعيدة التي يحاول هذا الرئيس التركي استغلالها لأغراض ودوافع شخصية لا هي في مصلحة الأتراك الذين من المفترض أنهم "إخوة" وأصدقاء لليبيين وبالطبع ولا هي في مصلحة الشعب الليبي المعروف عنه أنه شعب طيب وكريم وأنه أنجب رجالاً عظاماً مثل البطل الكبير الشهيد عمر المختار.. ومثل إدريس السنوسي الذي ينتمي إلى عائلة مجاهدة معروفة.  

إنه ما كان على فايز السراج أن يتحول إلى "ألعوبة" بين يدي رجل مناور ومغامر ومتقلب سياسياًّ ولم يتورع عن أنْ يكون مرشداً عاماً لـ "الإخوان المسلمين"، الذين إنتمى إليهم طارئاً وبدوافع شخصية، ويكون في الوقت نفسه رئيساً لدولة "علمانية" كان أسسها مصطفى كمال "أتاتورك" على أنقاض الدولة العثمانية التي كانت قد "شبعت" نفوذاً وتمدداً في ثلاث قارات قبل أن تنتهي نهاية مأساوية!!. 

لقد كان على فايز السراج، الذي أُختير لمنصب ليبي لا يحتله إلاّ رجل يستحقه ولا يهينه بهذا الأسلوب الصبياني البشع، ألاّ يتحول إلى ألعوبة في يد رجب طيب أردوغان وأن يعلن أنه عفا الله عما سلف وأنه لا بد من تضميد جراح الليبيين الراعفة وتوحيد ليبيا أرضاً وشعباً ودفن ما بقي من ذكريات من "الجماهيرية ..القذافية" .. لكنه وبألاعيب طفولية يرتد عما كان أعلنه ودعا إليه إستجابة لإشارة من الرئيس التركي الذي حوله إلى مجرد: "أضحوكة" سياسية وأخلاقية.  

والسؤال هنا هو: ألم يكن من الأفضل يا ترى لـ "فايز السراج" أنْ يكتفي من الغنيمة بالإياب وألا يتحول إلى ألعوبة في يد رجب طيب أردوغان على إعتبار أنه ينحدر من عائلة أصولها تركية.. أو "عثمانية" وأن أردوغان عثمانياً وتركياًّ وأنْ يكون وفياًّ للشعب الليبي الذي احتضنه وأحتضن عائلته وأختاره لهذا "المنصب" على أساس أنه ليبي وأنه لا ولاء له إلاّ لليبيا والليبيين ولا علاقة له بهذه الخرافة التي أصبحت قديمة وبعيدة. 

وهكذا وبالطبع فإنه من الضروري أن يكون الرد على هذا الرجل الذي خان نفسه وخان شعباً من المفترض أنه شعبه والذي استمر في أن يكون "ألعوبة" في يد أردوغان الذي لم يتورع عن أن يلعب هذه اللعبة المزدوجة.. أي رئيساً لدولة علمانية هي الدولة التي أنشأها وأسسها مصطفى كما "أتاتورك" على أنقاض الدولة العثمانية وفي الوقت نفسه مرشداً عاماً "للإخوان المسلمين".. إنه على فايز السراج ألاّ يستمر في القيام بهذا الدور المخزي والمخجل فإما أن يواصل ما دفعه الرئيس التركي إليه أوْ أن يقرأ سورة "التوبة" ويعود إلى رشده ويجدد إنتماءه إلى الشعب الليبي العظيم.. وإلى ليبيا العظيمة.  

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي