: آخر تحديث

وجهة نظر: الخطوة "الإماراتية"

62
67
69
مواضيع ذات صلة

رغم أنّ خطوة "دولة الإمارات" الأخيرة قد أغضبت عرباً كثيرين من بينهم القيادة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس (أبومازن) والسلطة الوطنية في رام الله بكل رموزها وبالطبع وحركة "حماس" التي من المعروف أنها منذ ظهورها متأخرة عن مسيرة النضال الفلسطيني سنوات طويلة وهي ترفع راية الرفض لكل الحلول المطروحة للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي على إعتبار أنها تنظيم "إخواني" مكانه في التحالف الذي على رأسه رجب طيب أردوغان والذي يضم "قطر" وإيران الخمينية وحيث أن الإخوان المسلمين بقوا يعتبرون أنّ "الشيعة" الإيرانيين وغير الإيرانيين خارج الدائرة الإسلامية وهذا بالطبع غير جائز على الإطلاق على إعتبار أن هذه المسألة مسألة دينية . 

والمعروف هو أن بعض العرب الذين يعتبرون أن الهم الفلسطيني همهم الأول والأساسي يرون أن الخطوة التي أقدمت عليها دولة الإمارات فيها إيجابيات كثيرة وهذا طالما أن هناك دولتين رئيسيتين سبقتاها إلى مثل هذه الخطوة هما: "مصر والمملكة الأردنية الهاشمية" وهكذا ومع ذلك فإنهما لم تخرجا من الدائرة العربية ولم تتخليا عن قضية فلسطين كقضية وطنية وقومية وأن دعمهما للأشقاء الفلسطينيين سيستمر وسيتواصل حتى بعد أن ينتزع الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة ويقيم دولته المنشودة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.  

والمؤكد أنه وعلى الإطلاق أنّ الشقيقة الكبرى مصر لم تتخل عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.. أي دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وهذا الموقف هو موقف الأردن أيضاً الذي يعتبر أنّ هذه القضية قضيته المقدسة والتي لا يمكن التنازل عنها أو التفريط بها وإن التمسك بها تكليف إلهيٍّ ملزم ولا يجوز التخلي عنه.  

وحقيقة أن الأشقاء الفلسطينيين، والمقصود هو منظمة التحرير وحركة "فتح" والسلطة الوطنية، أكثر تمسكاً حتى من الأردنيين بـ "الولاية الهاشمية" على المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وكنيسة القيامة ومسجد عمر وأنهم في حقيقة الأمر يعرفون أن هذه الخطوة "الإماراتية" ستعزز التمسك العربي بهذه القضية المقدسة وأنه لا تراجع عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.  

ثم وإن هناك مسألة أخرى في غاية الأهمية أيضاً وهي أن الإهتمام الغربي وفي مقدمته إهتمام الولايات المتحدة بإسرائيل سوف يتراجع كثيراً بإنضمام دولة "الإمارات" وغيرها إلى مصر والأردن وهذا سينطبق على الدول الأوروبية كلها وعلى يهود الغرب بمعظمهم مما يعني أن الدولة الإسرائيلية ستصبح مجرد دولة شرق أوسطية مثلها مثل الدول الأخرى وإنه عليها أن تتخلى نهائياً عن حكاية من: "النيل إلى الفرات" وحكاية: "الأرض الموعودة" لتصبح دولة عادية مثلها مثل دول الشرق الأوسط الأخرى كلها وبالحدود التي نصت عليها الإتفاقيات مع مصر ومع الأردن ومع الفلسطينيين إنْ في أوسلو وإن في واشنطن. 

والمؤكد أن إدعاءات إلقاء الإسرائيليين في البحر حتى بعد سبعين عاماً من وجود الدولة الإسرائيلية قد جعلت معظم دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة وبعض الدول الرئيسية الكبرى تواصل حماية هذه الدولة المحتلة والدفاع عنها بحجة أنها مهددة بالفناء.. مما يعني أنه لن تكون هناك الدولة الفلسطينية المنشودة طالما أن هناك هذا الواقع المستمر على مدى كل هذه السنوات الطويلة وهكذا فإن هذه الخطوة "الإماراتية"’، التي كانت سبقتها خطوة مصرية وأردنية، قد تفتح أفقاً جديداً وعلى أساس دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967مقابل الإعتراف بالدولة الإسرائيلية على حدود عام 1948..وعندها فإنه لن تعد للإسرائيليين أي حجة للإستمرار في إستقطاب كل هذا الدعم الغربي وإنه لن يعد الغرب مضطراًّ ومعه "يهوده" لمواصلة دعمه للإسرائيليين بعدما غدت دولتهم دولة شرق أوسطية فقدت كل حججها السابقة بأنها مهددة بالزوال!
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في