: آخر تحديث

اتفاق سلام ثلاثي وقضية فلسطين باقية 

51
74
60
مواضيع ذات صلة

مبادرة الاتفاق الإسرائيلي الاماراتي مهمة على درجة كبيرة وتؤسس مرحلة جديدة للعلاقات الخليجية الداخلية والعلاقات الخليجية الفلسطينية والعربية، لا شك ان دولة الامارات العربية المتحدة دولة ذات سيادة ولها الحق في اتخاذ قرارها السيادي بشأن الصلح او استمرار حالة اللا سلام مع إسرائيل وقرار هذه الدولة نابع وناتج من مصالحها القومية هي وفقط هي، والمؤكد ان قادة الامارات اتخذوا هذا القرار بعد دراسة وتأن ومشاورات مع القريب والبعيد ولم يأت الإعلان على غفلة من أحد.

من جهة أخرى معارضة الفلسطينيين لهذا الاتفاق هي أيضا حق مشروع لهم لأنهم ملتزمون منذ سنوات طويلة بمبدأ المفاوضات والسلام مع إسرائيل وملتزمون بالمبادرة العربية التي اقرت في بيروت وتنص على ان تطبيع الدول العربية والإسلامية مع اسرائيل سيحصل بعد ابرام الاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس مبدأ السلام مقابل الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية الى جانب دولة إسرائيل وعاصمتها القدس، ولكن معارضتهم للاتفاق يجب الا تنحدر الى التخوين والاتهام بالعمالة وما شابه من تصريحات غير مسؤولة لبعض القياديين.

اتفاق السلام هذا هو ثلاثي أي بين الامارات العربية وإسرائيل والولايات المتحدة ولكل جانب مكاسبه الخاصة الآنية والمستقبلية فالولايات المتحدة كسبت عقدا بمليارات الدولارات لبيع مقاتلات اف 35 للإمارات واسلحة مختلفة ومتنوعة تعتبر الأكثر تطورا وترمب سجلا مكسبا وانجازا تاريخيا حسب قوله عشية الانتخابات الرئاسية القريبة.

اما الامارات فقد كسبت أسلحة نوعية تساعدها في تثبيت موقعها في الخليج بمواجهة ايران وحصلت على اف 35 التي أوقفت الولايات المتحدة بيعها لتركيا العدو الثاني للإمارات, كما حصلت على تعهد من الولايات المتحدة وإسرائيل للدفاع عنها وقت الحاجة وتطوير وسائلها القتالية كما انها بصدد ابرام اتفاقيات في مجال التقنيات والطاقة الخضراء مع إسرائيل والولايات المتحدة تجعلها قبلة عالمية في هذا المجال, اضف الى ذلك إصرار قيادة الامارات على شطب بند ضم الأراضي الفلسطينية من قبل إسرائيل في خطة الرئيس الأميركي المعروفة بصفقة القرن. اما إسرائيل فحصلت على سلام مع دولة عربية أخرى ومركزا للاستثمار وتشغيل الشركات الإسرائيلية وضخ أموال خليجية الى داخل إسرائيل عبر مشاريع تكنولوجية وزراعية وطبية وامنية وغير ذلك لكن نتانياهو الذي اخفى مسألة مقاتلات اف 35 في هذا الاتفاق يحاول التأكيد على معارضته لمثل هذه الصفقة الا ان المعلومات تشير الى انه وافق على مضض حفاظا على كرسيه لا من اجل جمال عيون أبناء الامارات.

الاهتمام الإسرائيلي بمعاهدة السلام هذه كبير جدا حيث امتلأت وسائل التواصل والصحف والمواقع باقتراحات السفر والسياحة في الامارات الى جانب الانفعال من خطوة الساحر نتانياهو هذه ولم تتوقف تلك الوسائل عن طرح الموضوع وكأن كورونا غادر بدون رجعة وانتهت مشاكل إسرائيل والعالم وذابت محاكمة نتانياهو الفاسد في أبراج دبي وجزيرة النخيل وبرج العرب.

الإسرائيلي يحلم بزيارة تلك البقعة من الأرض وبجوازه الإسرائيلي وينتظر لحظة السماح له بذلك بعد ابرام كل الاتفاقيات المتعلقة بإجراءات السفر وسوف يزور الإسرائيليون بكثافة دولة الامارات الى حد كبير وربما سيبالغون في اظهار اسرائيليتهم وسيغنون نشيد هتكفا (الامل) في شارع زايد وساحة متحف لوفر دبي، مستغلين كرم المضيفين وادبهم، ولكن يبقى السؤال وبعد انقشاع غبار عملية السلام هذه هل سيختفي الجار الفلسطيني من الوجود؟

هل سينتهي امر الحواجز والمعابر وكهرباء غزة وصواريخها؟ وهل سيذهب الفلسطيني الى البحر؟ الجواب قطعا لا، الواضح ان الفلسطيني وقضيته سيبقيان امام اعين الإسرائيلي تؤرق أصحاب القرار وخبراء العسكر والمجتمع الإسرائيلي باسره والذي سيضطر الدفع باتجاه البحث عن حل مع الفلسطينيين مهما طال الزمن ومهما تغيرت الظروف وحتى لو ابرمت إسرائيل اتفاقات مع 52 دولة عربية وإسلامية، فالإسرائيلي والفلسطيني، الأعداء، هما توأمان سياميان لا مجال لحياة أي منهما بدون الاخر مجتمعين ام كل على حدة في ذات الأرض. والمطلوب من الفلسطينيين الان هو التفكير خارج الصندوق ومحاولة رسم خريطة طريق جديدة من اجل الحصول على مكاسب من الوضع الجديد إقليميا, عربيا وعالميا.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في